رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

استراليا رفضت طلبا أمريكيا بفتح سفارة لها بكوريا الشمالية في 2014

جريدة الدستور

تسعى الولايات المتحدة إلى استغلال كل الفرص لاختراق الداخل الكوري الشمالي ومعرفة كل شىء يدور فى هذا البلد الذى تعتبره واشنطن "مارقا"، على الرغم من العداء الدائم بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، وكشفت صحيفة "ذى استراليان" التي تصدر في سيدنى عن رفض الحكومة الأسترالية عام 2014 الاستجابة لطلب من المخابرات المركزية الأمريكية "سى اى ايه" بفتح سفارة استرالية في بيونج يانج عاصمة كوريا الشمالية كان الأمريكان يأملون في استخدامها كقاعدة للرصد وجمع المعلومات الاستخبارية عن كوريا الشمالية.

وذكرت الصحيفة الأسترالية أن واشنطن قد اختارت استراليا للقيام بذلك باعتبارها إحدى دول التكتل الغربي الثقيلة التى احتفظت بعلاقات ودية مع نظام كوريا الشمالية، فحتى العام 1975 كانت أستراليا نموذجا نادرا للدولة الغربية التى تستضيف أراضيها سفارتين إحداهما لكوريا الجنوبية والأخرى لكوريا الشمالية على حد سواء لكن انحياز استراليا للمواقف الأمريكية والغربية تجاه بيونج يانج أغضب فى محافل التصويت الدولية ضد كوريا الشمالية وكذلك انحيازها الكامل لمواقف كوريا الجنوبية أغضب قادة كوريا الشمالية آنذاك ودفعهم إلى إغلاق سفارتهم في أستراليا.

وفي العام 2000 عدلت بيونج يانج عن موقفها وأعادت فتح سفارتها في أستراليا واستمر ذلك حتى العام 2008 عندما أعادت بيونج يانج إغلاقها وكان سبب الإغلاق هذه المرة ضوائق مالية، وبرغم ذلك حافظت أستراليا على شعرة معاوية في علاقاتها الدبلوماسية مع بيونج يانج لكن ذلك لم يرتق إلى مستوى فتح سفارة لأستراليا في بيونج يانج وكبديل عن ذلك تم تكليف أعضاء البعثة الأسترالية في سول عاصمة كوريا الجنوبية بالسفر إلى بيونج يانج إذا استلزم الأمر قيامهم بمهام دبلوماسية.

وبحلول العام 2014 تواصلت الاستخبارات المركزية الأمريكية مع الحكومة الأسترالية طالبة منها فتح سفارة لأستراليا في بيونج يانج وكانت "سى اى ايه" تأمل من ذلك استخدامها كمركز للتجسس على بيونج يانج وجمع المعلومات عن أوضاع كوريا الشمالية حيث واجهت الاستخبارات الأمريكية في ظل عدم وجود سفارة أمريكية فى كوريا الشمالية صعوبات كبيرة لجمع المعلومات عن الداخل الكورى بفضل نظام أمنى حديدى تتبناه بيونج يانج.

لكن المطلب الأمريكى قوبل برفض من الحكومة الأسترالية التي كان يترأسها آنذاك توني ابوت حيث تحفظت الاستخبارات الأسترالية على المطلب الأمريكي وذلك على ضوء ما نصح به دبلوماسيون أجانب يعملون في كوريا الشمالية من صعوبة جمع المعلومات في هذا البلد غير المنفتح على نشاط الأجانب فيه والعصى على حدوث أي اختراقات لمجتمعه المحلي.

وكشفت الصحيفة الأسترالية عن خشية وزيرة الخارجية الأسترالية جولى بيشوب آنذاك من طلب كوري شمالي بفتح سفارة في أستراليا إذا ما أقدمت على فتح سفارة لها في كوريا الشمالية حيث أشارت الاستخبارات الأسترالية في معرض تقييمها للموقف إلى أن فتح سفارة لبيونج يانج في أستراليا سيضيف أعباء جديدة على أجهزة الأمن والاستخبارات الأسترالية لرصد ومراقبة نشاط موظفي البعثة الكورية الشمالية المعروف عنهم القيام بأعمال قد تخرج أحيانا عن إطار القوانين المحلية فى بلدان عملهم.