رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"زاخر": فرج فودة جابه الظلاميين بمفرده وكان جريئًا وصريحًا

جريدة الدستور

كانت اللحظة التي جابه فيها فرج فودة التيار الظلامي٬ لحظة خطيرة جدًا٬ لأنه كان بمفرده وكان جريئًا وصريحًا في إطلاق واستخدام كلمة التنوير، والتي كانت سيئة السمعة في ذلك الوقت٬ لكنه كان من الشجاعة أن يطلق على جمعيته هذا الاسم٬ بالتالي كانت هذه المفردة اتهامًا صريحًا٬ وتحديًا كبيرًا لأنه كان يجابه الظلاميين.

وقال الكاتب كمال زاخر في كلمته٬ خلال حفل الجمعية المصرية للتنوير٬ لإحياء الذكرى السادسة والعشرين٬ لاستشهاد المفكر الكبير الدكتور فرج فودة: "استشهد فودة هنا على بعد خطوات من مقر الجمعية٬ ومن قتله مثلما اعتدى علي نجيب محفوظ قال نفس الرد: "هم قالوا لي"٬ وعندما سئل ماذا قرأت لفودة؟ قال: مجرد أن أقرأ له فهذا ذنب٬ وأنا لا أرتكب هذه الذنوب.

وتكونت الجمعية والتي لا تجمع تبرعات٬ ولا تنظم رحلات للحج والعمرة٬ ولا بتعالج ولا ترعي أيتام٬ لكنها ترعي الدماغ، لذا فعندما سئل "فودة" عن فكرة التنوير قال: "التنوير هو إضاءة المناطق المعتمة في الذهنية العامة"، هكذا كان فودة يري التنوير وليس فقط مجرد الكلام٬ أى نقف عند المناطق المظلمة في العقول ونعمل عليها٬ بالتالي أصحاب هذه الأدمغة يصابون بالاندهاش، نستشعر الخطر حينما نفقد القدرة علي الاندهاش".

وأضاف "زاخر": "أتذكر ونحن صغار٬ عندما كنا نمشي في الشارع ونرى فتاة جميلة نقول: "يا صلاة النبي" سواء كان قائلها مسلم أو مسيحي٬ الآن لو قيلت ستفهم على أنها ازدراء أديان".

كما أكد زاخر علي أن: "المشاريع الاقتصادية وحدها لا تقيم بلدًا٬ والمشاريع السياسية وحدها لا تصلح أخطاء٬ لكن "اللعب في الدماغ" مهم جدًا٬ لكن من يلعب هذا هو السؤال؟ نحن تركنا الملعب للمنتخب الرجعي وللأسف هو الوحيد هو الفاعل، لكن ما يعطي الأمل أننا اليوم وبعد ربع قرن وعام٬ ما زال فرج فودة يعيش بيننا٬ أى أن الجسد قد يختفي لكن الفكر لا يموت.