رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جولة في عقل "مدبولي".. هكذا يختار رئيس الحكومة الجديد رجاله

الدكتور مصطفى مدبولي
الدكتور مصطفى مدبولي

يبدأ الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء الجديد، يومه في السابعة صباحا بشكل منتظم، ومن الممكن أن يبدأه قبل ذلك في حال السفر، لزيارة أحد المشاريع البعيدة عن القاهرة، ولا ينتهي اليوم قبل الثانية عشرة منتصف الليل، يقضيها كلها مدبولي مع فريق عمله الذي يتوافق مع أيديولوجيته العملية، التي تتطلب العمل الميداني والمكتبي بشكل متواصل يوميا، لذا هو يختار فريقه بعناية شديدة قبل أن يبدأ المسير.

لكل فريق آلية يتعامل بها مدبولي معه على حدة، حيث تجده حازما مع فريق في قطاع ما يقوم بتنفيذ أو بفتح باب العمل في مشروع كبير مثل العاصمة الإدارية، أو العلمين الجديدة، وأحيانا عنيفا، وأحيانا أخرى تجده هادئا مبتسما مع فريق عمل في مشروع به  مشاكل، و في نهاية المطاف تجد المحصلة تحطيم الأرقام القياسية في تنفيذ المشاريع من حيث الجودة والمعدل الزمني.

ووفقا للمعلومات المعروفة عنه، يعتمد مدبولي في اختياره لرجاله على الكفاءات بغض النظر عما إذا كانوا قريبين منه أم لا، ويعمل على تنمية قدراتهم ومهاراتهم الإدارية والتنفيذية طول الوقت، ويتابعهم ميدانيا ومكتبيا، ولا يثني أبدا على أي عمل يقوم به أحدهم.

الدستور كانت شاهدة على ذلك، ففي إحدى الجولات التي رافقناه فيها لتفقد بدء تنفيذ الأعمال في مدينة العلمين الجديدة، بعد انتهاء الجولة، راح يستقل مدبولي سيارته لنغادر الموقع، حيث وقف محررها ينتظره بالقرب من سيارته، تحسبا لأي حديث أو تعليمات يصدرها لأي من المسئولين، وإذا بأحد القيادات يداعبه بطلب رأيه فيما أنجزوه رغبة في المكافأة، بعد جولة استمرت نحو 4 ساعات سيرا على الأقدام، وكان ينتظر المسئول أن يرد مدبولي بشكرهم أو الثناء على ما قاموا به، لكن جاء الرد على عكس ما تمني.

وقتها فاجأ مدبولي الجميع بقوله إنه غير معجب بشيء، وإنه ينتظر جديدا أكثر مما رأى مع تشديده عليهم بمواصلة الإنجاز وأنه سيزورهم الأسبوع المقبل للاطلاع ما جرى.

يظهر من تعاملات مدبولي مع رجاله خلال توليه حقيبة الإسكان، أنه لا يعتمد على أحد، بل يتابع بنفسه ما يقومون به، وذلك على الرغم من كثرة الكفاءات الموجودة بالوزارة.

بالتوازي مع التدقيق في اختيار رجاله ومتابعته لهم، ركز مدبولي على استنباط قيادات شابة، ويحسب له أنه أول وزير يجلب متفوقين دراسيا ل اتتخطى أعمارهم 24 عاما، وإدخالهم دولاب عمل وزارة الإسكان في مختلف القطاعات، خاصة في قطاع تنفيذ المدن الجديدة، ومتابعتهم مباشرة إلى جانب متابعة المسئولين عنهم، وسؤالهم عما يقومون به ومدى تحسن مستواهم، وبالفعل نجح مدبولي في استنباط شريحة شبابية تتولى حاليا مناصب قيادية مثل المهندس أحمد العربي نائب رئيس جهاز العاصمة الادارية الجديدة خريج دفعة 2012 ويشغل منصبا قياديا في واحدة من أهم مدن مصر الحديثة.

وأيضا المهندس أحمد إبراهيم الشاب الثلاثيني الذي يتولى منصب رئيس جهاز مدينة الشيخ زايد حاليا، والذي كان يتولى منصب نائب رئيس جهاز مدينة العلمين الجديدة وغيرهم من الشباب المتفوق الذي دعم مدبولي وجوده داخل الوزارة إلى جانب تدعيم نجاحه.

تكهنات كثيرة تدور منذ إعلان الرئاسة تكليف مدبولي بتشكيل الحكومة الجديدة، ما بين استبعاد وزراء وترشيح أخرين وبقاء غيرهم، وأقاويل حول تعيين 10 نواب شباب لـ 10 وزراء، ولاتتخطى هذه الأقاويل كونها تكهنات لأن الحقيقة يعرفها وحده الدكتور مصطفى مدبولي، الذي لا يفصح لأحد عن أي شئ من هذا القبيل مهما كان قريبا منه، غير في الوقت المناسب، وما ننتظره لن يخرج عن نفس الايديولوجية التي نجح بها مدبولي في بناء دولة حديثة، والعمل على استعادة العبق التاريخي للدولة القائمة خلال توليه حقيبة وزارة الإسكان.