رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الحضرى.. صمام الأمان المنتظر فى موسكو

الحضرى
الحضرى

تعد حراسة المرمى، أكثر مراكز اللعب المقلقة لجهاز المنتخب الوطنى الأول بقيادة هيكتور كوبر، الذى لا يزال حائرًا ما بين خبرات عصام الحضرى التى يعيبها التراجع البدنى والفنى الكبير للحارس المخضرم، ومحمد الشناوى الذى تنقصه خبرات المناسبات الكبرى.

لكن بعد التجارب الودية الأخيرة، يبدو أن «السد العالى» هو الاسم الأقرب للدفاع عن عرين «الفراعنة»، متسلحًا فى ذلك بخبرته الكبيرة وتاريخه الطويل وموهبته الفريدة.

«الدستور» ترصد فى السطور التالية، ما الذى ينتظر «أبوياسين» فى البطولة العالمية الأهم؟، وكيف يتحول لإحدى أهم الأدوات التى يمكن أن تساعد «كتيبة الفراعنة» فى تحقيق الإنجاز؟.

الذكاء والتمرّس وقوة الشخصية أبرز أسلحته.. والتراجع البدنى والفنى نقطة ضعفه الكبيرة
بشكل فنى مجرد من العاطفة، عصام الحضرى، ليس الحارس الأمثل لعرين «الفراعنة»، ربما يكون أفضل الخيارات المتاحة، لكن فى حالته التى ظهر بها فى آخر مواسمه، لا يُعد أبدًا صمام الأمان الذى يجعلك تشاهد المباريات وأنت مطمئن على الفريق بشكل كامل. «الحضرى» لم يعد الحارس الشاب الذى يقوم بـ«التراى» فيلتقط الكرات من أصعب وأبعد الأماكن فى مرماه، وأصبح عاجزًا بشدة فى مواجهة الكرات العرضية، ومع مزيد من الاختبارات وأمام خطوط هجوم قوية مثل منتخب الأوروجواى سيكون الوضع صعبًا عليه وعلينا جميعًا.
لكن فى المقابل، فإن «الحضرى» يمتلك من المقومات التى ربما تُعينه على مواجهة القصور البدنى، وتغطية فجوة مرونة الجسد الغائبة عند الحارس المخضرم، فهو لاعب متمرس، وبحكم التجارب والخبرات الطويلة، يعرف جيدًا كيف يقرأ تحركات خصومه وتوقيت وزوايا التسديد، ما يساعده على اتخاذ القرارات السليمة دائمًا، وربما يكون ذلك كافيًا فى أوقات كثيرة.
كما أن وجود «الحضرى» فى الملعب له مردود معنوى كبير على زملائه، فهو يمتلك كل مقومات القيادة وقوة الشخصية التى تجعله يوجه زملاءه بصورة سليمة، ويعرف متى يبدأ تهدئة اللعب ومتى يدفع زملاءه لتسريع «الريتم»، وهذه مميزات يكون لها عائد ضخم فى مثل تلك المناسبات.
الحضرى يتمتع أيضًا بحضور إعلامى عالمى، ويحظى بتقدير كبير، على اعتبار أنه أكبر لاعب يشارك فى تاريخ المونديال، وهى دفعة قوية له تجعله ساعيًا لاختتام مشواره فى أفضل صورة، وتساعده على التغلب على نقاط الضعف التى يعانيها.
قوة شخصية «الحضرى» ونجوميته الطاغية، ستجعله ندًا وخصمًا قويًا لكبار نجوم العالم الذين يعرفونه جيدًا، وستكون عونًا لزملائه فى تجنب رهبة النجوم الكبار، فهو يعرف جيدًا كيف يجعل شخصيته ومعها فريقه طاغية فى المباريات، وتبث الشكوك والخوف فى أنفس الخصوم، وهو ما كان بارعًا فيه عندما اصطدم بنجوم بحجم ديديه دروجبا قائد منتخب كوت ديفوار، وصامويل إيتو قائد منتخب الكاميرون.
لذلك كله، فإن «كوبر» الذى يعيش حالة قلق كبيرة من مستوى «الحضرى» خاصة فى الكرات العرضية، والتى كانت دافعه فى التفكير فى الاستعانة بـ«محمد الشناوى» حارس الأهلى وبعد تجارب الوديات - سيفكر فى إيجابيات كثيرة يمنحها له «السد العالى»، وستجعله يتخلى عن بعض المخاوف، خاصة فى ظل الدعم الكبير الذى يتمتع به من قبل مدرب حراس المرمى أحمد ناجى.

سواريز وكافانى وسمولوف.. سيل من العرضيات وقوة هجومية جبّارة
فى المونديال المقبل، يجب أن يعرف «الحضرى» ومعه كوبر، أن شكل الخصوم وقوة هجومهم تختلف كثيرًا عن تلك المنتخبات التى واجهها «الفراعنة» فى مشوار التصفيات المؤهلة إلى المونديال أو حتى فى بطولة أمم إفريقيا.
دائمًا ما كان مرمى «الحضرى» مؤمنًا بفعل طريقة لعب «كوبر» الدفاعية، التى تضيق المساحات وتقلل حظوظ الخصوم فى الحصول على فرص تهديف مؤكدة، ورغم أن الطريقة ذاتها لن تتبدل فى كأس العالم، إلا أن الحلول التى تمتلكها خطوط هجوم الخصوم، ستكون أكثر قوة وفعالية مما هى عليه فى المنافسات الإفريقية.
فى البداية، وأمام خط هجوم بقوة أوروجواى التى تعتمد على لويس سواريز، مهاجم برشلونة الإسبانى، وإدينسون كافانى، مهاجم باريس سان جيرمان، سيكون «الحضرى» فى أصعب مهمة له بالمونديال برفقة خط دفاع الفريق. ورغم أن «كوبر» سيسعى لتضييق المساحات والدفاع بـ١٠ لاعبين خلف خط المنتصف، إلا أن الفريق السماوى لديه من الحلول الجماعية والفردية ما يهدد مرمى «الحضرى» دائمًا، فهو فريق متنوع يُجيد اللعب على الأطراف، ويمتلك مهارات كبيرة فى عمق الملعب، كما أن مهاجميه كافانى وسواريز يمتلكان الحلول الفردية الرائعة التى تحل الأزمات.
ولسوء حظ «الحضرى»، تعد أوروجواى من أفضل الفرق التى تلعب كرات عرضية، وتمتلك رأسى حربة يبدعان فى التقاط وتحويل تلك الكرات لأهداف.
فى المواجهة الثانية أمام روسيا، الأمر لن يختلف، فأقوى نقاط هذا الفريق هى الاعتماد على الكرات الثابتة للاستفادة من طول القامات عند جميع اللاعبين، وإرسال العرضيات بشكل دائم عند الخطير سمولوف.
ولذلك، سيكون «الحضرى» فى اختبارين غاية فى الصعوبة، خلال المباراتين الأولى والثانية، خاصة مع معاناته من قصور واضح فى الكرات العرضية، وعدم خروجه من مرماه لالتقاطها كما يفعل محمد الشناوى.
أمام السعودية قد تقل الخطورة بعض الشىء، لكن نقطة القوة ذاتها يتميز بها الفريق السعودى، بفعل تقدم أطرافه منصور الحربى، وياسر الشهرانى بشكل مستمر، وهو قد يزيد من معدل الكرات العرضية التى تهدد «الحضرى».
ويبقى أن نؤكد شيئًا وحيدًا، وهو أن «الحضرى» من بين أولئك اللاعبين الذى ينتظرون تلك المناسبات الكبرى، ويمتلكون تركيزًا شديدًا يمكنهم من قراءة النجوم وتحديد أفكارهم ونقاط القوة لديهم، وتاريخه شاهد على حضور رائع فى تلك المواجهات وأمام نجوم كبار، وهو الدافع الأكبر للتفاؤل فى وجود «السد العالى».