رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إلزم معلم بسداد نفقات منحة دراسية لأمريكا

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

ألزمت المحكمة الإدارية العليا الدائرة الثالثة موضوع، برئاسة المستشار يحيى خضرى نوبى، نائب رئيس مجلس الدولة، أحد المدرسين بإدارة حلوان التعليمية، بسداد نفقات المنحة الدراسية، للولايات المتحدة الأمريكية، لحضور برنامج TTI، لرفضه خدمة بلاده في ذات موضوع المنحة.

وأكدت المحكمة أن الدولة مهتمة بنشر المعرفة لتنمية قدرات العاملين، وعليهم استنهاض عزائمهم لخدمة الوطن، وظهر ذلك من المشرع أدرك أهمية البحث العلمي، وفطن إلى دوره الجوهري في السمو بالمستوى الثقافي والأكاديمي للكافة، وما يمثله ذلك من رفع الكفاءات والارتقاء بمستويات الأداء، لذلك سن الضوابط والأحكام التي تبرز بجلاء عظيم اهتمام الدولة بنشر المعرفة وبالغ رغبتها في تنمية القدرات العلمية، لدى العاملين بالجهات الإدارية.

وأضافت المحكمة أن الابتعاث والدراسة من حق للعامل في الاستزادة من العلم والمعرفة إعلاءً لذاته وطموحاته وتعزيزًا لخبراته العلمية، وما يقابله بذات القدر فائدة للجهة الإدارية بالسير قدمًا إلى الحداثة والنماء من خلال الاستفادة من الخبرات العلمية التي تحصل عليها من ابتعاثه ودراسته، في تحقيق مآرب الجهة التي ينتمي إليها ومتطلباتها الإدارية، بما ينعكس إيجابا على عموم المصلحة العامة للدولة، ورغبة من المشرع فى ألا تضيع أهداف البعثة والإجازة الدراسية سدى.

وأشارت المحكمة إلي أن الثابت من الأوراق أن الطاعن الأول كان يعمل مدرس لغة إنجليزية، بإدارة حلوان التعليمية، وسافر فى منحة دراسية إلى الولايات المتحدة الأمريكية، لحضور برنامج TTI بجامعة جورجيا، وذلك بعد أن وقع تعهدا بالعودة للوطن، وخدمة الجهة التى أوفدته وكذا برد نفقات البعثة إذا عاد إلى الوطن دون تحقيق الغرض الموفد من أجله، ولما كان الثابت أن الطاعن أخل بتنفيذ إلتزماته ولم يتسلم العمل بالجهة التى أوفدته، رغم عودته للوطن ويكون بذلك قد أخل بالتزامه العقدى الذى فرضه عليه القانون بخدمة الجهة التى أوفدته أو أي جهة حكومية المدد التى حددها المشرع فإنه لا مناص من تنفيذ الالتزام البديل، بأن يلزم بالتضامن مع الكفيل الذى قدمه- الطاعنة الثانية- بكامل نفقات الإجازة الدراسية التى حصل عليها وقد قدرت الإدارة العامة للتدريب الفنى هذه النفقات بمبلغ (30960) ومن ثم يتعين إلزامه والطاعنة الثانية متضامنين بهذا المبلغ.

واختتمت المحكمة ولا ينال من ذلك ما ذكره الطاعن الأول من أنه كان فى دورة تدريبية مجانية، مقدمة من الوكالة الدولية لتنمية الموارد البشرية، ومدتها شهر بجامعة جورجيا بالولايات المتحدة الأمريكية حيث تتكفل الوكالة بكل المصروفات الدراسية، ونفقات السفر والإقامة دون تكبد الدولة لثمة التزامات مالية، إذ أن ذلك لم يثبت من الأوراق، وخاصة التعهد الذى قام بالتوقيع عليه، فضلًا عن أن هذا القول لا يصلح أن يكون سندًا يتحلل من التزامه بخدمة دولته، سبب إيفاده لرفع شأن خدمات الجهة الإدارية، ومن ثم يضحى الطاعنان ملتزمين على وجه التضامن بسداد نفقات البعثة للجهة الإدارية مما يتعين معه القضاء بإلزامه بأن يؤدى للمدعى بصفته مبلغًا مقداره (30960) جنيهًا "فقط ثلاثون ألفًا وتسعمئة وستون جنيهًا"، والفوائد القانونية بواقع 4% من تاريخ المطالبة القضائية وحتى تمام السداد بحسبان المبلغ المذكور معلوم المقدار.