رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كتيبة المونديال.. هل تؤثر اختيارات كوبر على مسيرة الفراعنة فى المونديال؟

جريدة الدستور

استقر الأرجنتينى هيكتور كوبر، المدير الفنى لمنتخب مصر، على استبعاد كل من: «محمد عواد حارس الإسماعيلى، وكريم حافظ ظهير لانس الفرنسى، وعمرو طارق مدافع أورلاندو سيتى الأمريكى، ومحمود عبدالعزيز لاعب وسط الزمالك، وأحمد جمعة مهاجم المصرى، وأحمد حسن (كوكا) مهاجم براجا البرتغالى»، من القائمة النهائية للاعبين الذين سيشاركون فى بطولة كأس العالم.
وأرسل، أمس، الاتحاد المصرى لكرة القدم القائمة النهائية إلى «فيفا»، والتى ضمت كلًا من: «عصام الحضرى، ومحمد الشناوى، وشريف إكرامى، وأحمد فتحى، ومحمود عبدالرازق شيكابالا، وأحمد المحمدى، وعبدالله السعيد، ومحمد عبدالشافى، وأحمد حجازى، ومحمد الننى، ومحمد صلاح، ومروان محسن، وعمر جابر، وسعد سمير، وطارق حامد، وكهربا، وتريزيجيه، وعلى جبر، ورمضان صبحى، وعمرو وردة، وأيمن أشرف، وسام مرسى، والونش».
هل كانت حسابات كوبر فنية فقط، أم أن هناك اعتبارات أخرى تحكمت فى الاختيارات الأخيرة للأرجنتينى؟، وهل هناك لاعب استحق الاستمرار؟ ولماذا؟.. هذه وغيرها من التساؤلات تُجيب عنها «الدستور» فى التقرير التالى.

استبعاد عواد متفق عليه.. وخروج زيزو من أجل جابر وليس مرسى
أول المستبعدين هو محمد عواد، الحارس الذى أصبح صاحب أعلى قيمة تسويقية لحارس فى تاريخ مصر، الحارس الذى لن يستطيع الأهلى والزمالك التعاقد معه لأنهما لا يقدران على سعره.
أمام الكويت شارك شريف إكرامى، وأمام كولومبيا دفع الجهاز الفنى بعصام الحضرى، ومحمد الشناوى، بينما لم يحصل محمد عواد، الحارس الذى منح الدراويش وصافة الدورى بعد سنوات من الضياع، على أى دقيقة، كل ذلك حدث لأن النية كانت مبيتة من البداية باستبعاده، وكان الحديث معه يدور حول أنه حارس المستقبل ويجب ألا يكون حزينًا هذه المرة فالمناسبات المقبلة ستكون له.
ثانى الاختيارات التى تُحيط بها شُبهة المجاملات فى كتيبة كوبر، هو عمر جابر، ويُعد كوبر هو المدرب الوحيد فى العالم الذى يذهب إلى المونديال وفى قائمته ٣ لاعبين فى مركز الظهير الأيمن، بينما اكتفى بثلاثى ارتكاز، لذلك فإن وجود «جابر» جاء على حساب محمود عبدالعزيز لاعب الزمالك وليس سام مرسى.. كيف؟.
اصطحب كوبر فى كل مركز بالملعب لاعبًا وله بديل، عدا محور الارتكاز الدفاعى، ورأس الحربة الهجومى فلا بديل لهما، فلم يصطحب بديلًا لطارق حامد وكان زيزو هو الأقرب لذلك، بينما يظل سام مرسى أقرب إلى أن يكون بديلًا لمحمد الننى، وفى الوقت ذاته استدعى كوبر ثلاثة لاعبين فى الجهة اليمنى بدلًا من أن يكون أحمد فتحى أساسيًا والمحمدى بديلًا وحيدًا.
كوبر قرر أن يعتبر أحمد فتحى هو البديل الاستراتيجى لطارق حامد، إذا تعرض لإصابة، لذلك يُعد دخول جابر جاء على حساب «زيزو» أو كوكا.
مؤكد أن الجميع يعرف بأن استمرار عمر جابر جاء بطلب من محمد صلاح، وهذا يحدث فى المنتخبات الكبيرة، لكن على صلاح أن يستوعب جيدًا أن ليونيل ميسى نجم الأرجنتين دائمًا ما يُجبر مدربيه على اختيار «هيجواين» فكان أسوأ الأقدار الذى سلبه كتابة تاريخ أسطورى، وحرمه من التتويج بألقاب المونديال والكوبا أمريكا بتضييعه فرص تهديف مؤكدة، فكما كان إصرار ميسى على صديقه لعنة صاحبته ولم تتخل عنه بعد، نتمنى ألا يطاردك الأمر.

التضحية بـ«جمعة وكوكا» تكشف فلسفة الجهاز الفنى
جاءت باقى الأسماء المستبعدة التى ضمت «أحمد جمعة، وأحمد حسن كوكا»، لتكشف عن الفلسفة والاستراتيجية التى يذهب بها كوبر إلى المونديال: «أنا مليش فى الهجوم».
تخيل أن كوبر جاء لكل لاعب فى الملعب ببديل عدا رأس الحربة الصريح، الذى اكتفى فيه بمروان محسن، ولم يفكر الرجل لحظة واحدة أن يلعب بمهاجمين رغم إصابة صلاح، بل لم يفكر لحظة أنه قد يتأخر فى النتيجة ويحتاج إلى الكثافة العددية داخل مناطق الخصوم بالدقائق الأخيرة وتكون الحاجة إلى مهاجم آخر وإلى الكرات العرضية هى الحل، لم يشغل باله سوى أنه ذاهب لركن الأتوبيس ورص لاعبيه بنصف ملعبنا، فحمدًا لله أن أبقى على مروان محسن ولم يستدعِ محمد نجيب أو محمود علاء بدلًا منه!.
خطأ كبير وقع فيه هيكتور كوبر بعدم الإبقاء على أى مهاجم على دكة البدلاء ولو كان أداؤه متراجعًا، فكيف تصطحب ٣ لاعبين فى مركز دفاعى واحد هو الظهير الأيمن، ولا تلجأ إلى خيار بديل فى مركز أكثر مرونة ويحتاج لأكثر من اختيار، لمنحك قدرة على التحول الخططى فى الشكل الهجومى بحسب مجريات المباريات؟
لاعبون كثيرون ضمن القائمة لن يلجأ إليهم كوبر، لكن ضرورى سيحتاج فى أوقات إلى مهاجم آخر، سيحتاج إلى كرات عرضية، سيحتاج إلى من يعوض مروان محسن إذا تعرض للإصابة وهذا أقرب للحدوث، فجميعنا نعرف أن مروان لاعب يتعرض للإصابات تحت الضغوط والمنافسات الكبيرة ولا يتحمل بذل جهد كبير.
يفكر كوبر فى أن كهربا هو بديل مروان محسن إذا تعرض لشىء، لكن كهربا ليس مهاجمًا صريحًا، ربما يكون حلًا أفضل بانتهاج طريقة لعب أخرى والاعتماد عليه كرأس حربة وهمى، لكنه لا يعوض أبدًا مروان محسن، ولا أعتقد أيضًا أن كوبر يفكر فى المهاجم الوهمى من الأساس، فالرجل لا يشغل باله بالاستراتيجيات الهجومية من الأساس ولا يبذل جهدًا للبحث عن الحلول، وعقيدته واحدة: «الدفاع، ثم الدفاع، ثم الدفاع».
جاءت آخر الاختيارات باستبعاد كريم حافظ، وعمرو طارق الذى لم يحصل على فرصة، وهنا تساؤل إلى كوبر: «لماذا ضم ٤ لاعبين فى مركز الظهير الأيسر من الأساس؟.. ألم يكن من الأجدر بك أن تستدعى حسين الشحات ومؤمن زكريا لمنحهما فرصة ثانية بدلًا من تضييع وقتك بوجود عمرو طارق على سبيل المثال؟».
إذا كان كوبر يفكر فى ابتكار حلول هجومية، ويبحث عن فاعلية فى الثلث الأخير، فمن المؤكد أنه كان سيأتى بالشحات وزكريا للمعسكر من البداية، لكن الأرجنتينى مشغول دائمًا بالنصف الخلفى من الفريق، تشغله مؤخرة الملعب ولا يهتم كثيرًا بالمقدمة.