رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تريزيجيه.. مفتاح انتصارات الفراعنة جاهز لتعويض صلاح

تريزيجيه
تريزيجيه

«باصى لتريزيجيه» بدلًا من «باصى لصلاح».. هكذا تصور البعض أن خطة الأرجنتينى هيكتور كوبر ستتحول من الاعتماد على نجم ليفربول محمد صلاح إلى محمود حسن «تريزيجيه»، بعد تعرض الأول للإصابة أمام ريال مدريد فى نهائى دورى أبطال أوروبا.
المعطيات تقول إنه يجيد على الخطوط، ماهر فى سرقة المساحات واستغلال الثغرات غير أنه لا يمتلك فاعلية وأداء صلاح.
الجهة اليسرى مملكته نعم.. لكن هل هو قادر على تعويض غياب نجمنا الأول؟ «الدستور» ترصد فى السطور التالية، مدى قدرة «تريزيجيه» على أداء دور «صلاح»، وكيف سيستخدمه «كوبر» فى المونديال، والصعوبات التى تنتظره فى البطولة.

تبديل مركزه من اليسار خسارة كبيرة.. واللعب على ثغرات الخصوم أفضل طريقة
يُجيد «تريزيجيه» ويتألق عندما يلعب فى مركز الجناح الأيسر، فهو بلغة الكرة «عَدلِته»، يستطيع المراوغة والمرور، ودخول العمق ثم تُتاح الفرصة له للتسديد والتسجيل.
لكن الأمر يكون مغايرًا تمامًا عندما يتحول إلى الجهة الأخرى، فعندما يمر للداخل لا يستطيع التسديد أو صناعة اللعب بيسراه، وعندما يمر على يمناه يكون خارج الملعب، ولا فائدة من الكرات العرضية لـ«الفراعنة» من الأساس، مع القلة العددية فى المناطق الأخيرة.
أمام كولومبيا، تراجع عطاء وشكل «تريزيجيه»، أولًا لاستبدال مركزه، ثم بسبب تلك الضغوط الواقعة على عاتقه بتحميله المهمة الصعبة لـ«محمد صلاح» الغائب.
أراد «كوبر» من «تريزيجيه» وجودًا قويًا فى الثلث الأخير من ملعب الخصم، مع الاحتفاظ بنفس المهام الدفاعية التى كان يؤديها فى الماضى، فبدا القصور واضحًا فى الجهة اليمنى للفريق، ووصل الفريق الكولومبى أكثر من مرة.
«تريزيجيه» بلا شك هو اللاعب الأبرز فى تشكيلة «الفراعنة»، والأقدر على صناعة الفرص وتحقيق الفاعلية الهجومية، لكن تحمله لتلك المسئولية والقيام بهذه المهام يتطلب أولًا إعفاءه من خلافة «صلاح»، فهو عبء ثقيل لا يستطيع أى لاعب مصرى ضمن التشكيلة الحالية تحمله.
«تريزيجيه» لاعب يُجيد كثيرًا على الخطوط، يعرف جيدًا كيف ينقل فريقه بالمرتدات عبر سرعاته، لكنه لا يمتلك ٢٠٪ من فاعلية وذكاء محمد صلاح أمام المرمى.
فى وجود «صلاح»، كان «كوبر» يراهن على تحوله إلى رأس حربة ثانٍ مع المهاجم الصريح، ويمنحه حرية دخول العمق كثيرًا والتحرر من الأدوار الدفاعية، لذلك كان يجيد اللاعب استغلال المساحات بسرعاته وذكائه وفاعليته أمام المرمى.
فى المقابل، لا يُجيد «تريزيجيه» بالمرة فكرة التواجد فى عمق الملعب ولا يمتلك مهارة التسلم فى المنطقة بين خطى دفاع ووسط الخصوم من جهة، أو التحرك بين قلبى دفاع الخصم والحصول على تمريرات «السعيد» من جهة أخرى، وكل قوته تقتصر على التحرك على الأطراف واستغلال المساحة خلف ظهير الخصم.
لذلك، اعتمد «كوبر» على عبدالله السعيد فى مهمة الدخول فى عمق الملعب والتواجد بالقرب من مروان محسن، وتحوّل الشكل الخططى للفريق فى أوقات كثيرة إلى «٤٤٢» بتحول «السعيد» كرأس حربة آخر إلى جوار مروان محسن، لكن بطئه سيكون عائقًا أمام القيام بتلك المهمة أيضًا.
إذن «تريزيجيه»، أو «السعيد»، لا أحد منهما يستطيع القيام بمهام «صلاح»، وإذا أردنا الاستفادة من الأول فعلينا بتوظيفه فى المكان الذى يُنتج فيه أكثر أى الجناح الأيسر، أو البحث عن ثغرات الخصوم، ثم الدفع به فى الجهة التى تكون أقل مردودًا دفاعيًا، لأنه أكثر فاعلية وجهدًا من رمضان صبحى الذى يلعب فى الجهة الأخرى.

لاكسالت وزيركوف والحربى.. طوفان هجومى ضد لاعب «قاسم باشا»
فى مواجهات «الفراعنة»، وفى حال إصرار «كوبر» على وجود «تريزيجيه» فى الجهة اليمنى فإن بروزه وتألقه- إذا حدث- سيكون دفاعيًا بشكل كبير بسبب اعتماد الخصوم الثلاثة: أوروجواى، وروسيا، والسعودية، على الجهة اليسرى كمفتاح لعب هجومى.
فى الأوروجواى، يوظف، المدير الفنى، أوسكار تاباريز، جناح جنوى الإيطالى لاكسالت فى مركز الظهير الأيسر المقابل لـ«تريزيجيه»، وهو ما يجعل مهمة لاعبنا المصرى هى توقيف لاعب جنوى الذى يُجيد كثيرًا الأدوار الهجومية والتحول من الخلف إلى الأمام فى التوقيت الأمثل وبسرعة رهيبة. وسيمثل ذلك عبئًا بدنيًا كبيرًا على «تريزيجيه»، لكن اندفاع اللاعب الأوروجوايانى وبحثه عن القيام بالمهام الهجومية ربما يخلق لنا المساحة عبر المرتدات التى يُجيدها لاعبنا المصرى.
أمام روسيا سيقابل «تريزيجيه» نفس الحالة، فصاحب الأرض يعتمد على يورى زيركوف فى الجهة اليسرى وهو يجيد القيام بمهام الجناح والظهير الأيسر، لكنه سيكون محررًا أكثر من لاعب الأوروجواى لاكسالت، لأن فريقه ينتهج طريقة لعب «٣٥٢» وستكون تغطيته فى المناطق الخلفية مهمة أحد ثلاثى قلب الدفاع، ومن هنا ستقل المساحات التى ربما تتُاح لـ«تريزيجيه» أمام الأوروجواى.
وفى المواجهة الأخيرة، سيلعب «تريزيجيه» أمام منصور الحربى، الظهير الأيسر لأهلى جدة السعودى الذى كان تألقه سببًا رئيسيًا فى استبعاد محمد عبدالشافى من الفريق السعودى قبل الرحيل لـ«الفتح».
«الحربى» لاعب مهارى وذكى، لكنه يعانى كثيرًا فى النواحى الدفاعية، وأمام «تريزيجيه» سيكون الصراع فى صالحنا، وربما يكون مفتاح اللعب الرئيسى الذى نسجل من خلاله.