رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مفرق الأحزاب..

يسري أبو القاسم يكتب: 30 صحابيا أنصفهم التاريخ.. نعيم بن مسعود

يسري أبو القاسم
يسري أبو القاسم

نور: رحم الله نعيم بن عبد الله فلقد كان سببا في إسلام "الفاروق" وهذا فضل من الله تعالى
يارا: هذا نعيم بن عبد الله ماذا عن نعيم بن مسعود؟
الأب: نعيم بن مسعود كان بطلا في مشهد من مشاهد غزوة الخندق، ولا يمكن أن يتحدث
أحد عن هذه الغزوة، دون أن يذكر نعيم بن مسعود، ودوره المهم جدا في تفريق
الأحزاب.
الأم: ذكرنا به.
الأب: لمّا انتصرت قريش على المسلمين في غزوة "أحد" بعد أن خالف الفرسان أمر النبى،
ونزلوا من فوق الجبل ليجمعوا الغنائم، والتف خالد بن الوليد من حولهم فهزمهم.
الأم: كان ذلك طبعا قبل إسلام خالد رضى الله عنه.
الأب: أحسنت يا أم نور. بعد غزوة "أحد " سعد اليهود في المدينة بهزيمة المسلمين، وأظهروا
حقدهم دون خجل، وقتها ذهبت امرأه من المسلمين إلى السوق لتشترى ذهبا، فطلب
منها البائع اليهودى وهو من بنى قينقاع أن تكشف عن وجهها.
الأم: هل تسمح لي بأن أكمل؟
الأب: نعم تفضلى.
الأم: لما رفضت المرأة المسلمة ما أمرها به اليهودى، جاء من خلفها يهودى آخر، وربط طرف
ثوبها في طرحتها، فانكشفت عورتها، فقام رجل مسلم بضرب اليهودى، فاجتمع عليه
اليهود فقتلوة، فأمر النبى الكريم _صلى الله عليه وسلم_ بإجلاء بنى قينقاع عن المدينة.
الأب بارك الله فيكى
الأم: فغضب أقاربهم من بنى النضير، فخططوا لقتل _النبى صلى الله عليه وسلم_ فأخرجهم
أيضا من المدينة.
الأب: وبعد اجلاء بنى قينقاع وبنى النضير، ذهب حيى بن أخطب، كبير قبيلة بنى النضير، ومعه بعض من قومه إلى قريش، وطلب منهم المساعدة، في الحرب على النبى_ صلى الله
عليه وسلم_ فوافقوا وجمعوا القبائل لاقتحام المدينة، وكان عدد الأحزاب أو القبائل
عشرة آلاف مقاتل، تحت قيادة أبو سفيان. ولما علم النبى بقدوم الأحزاب شاور الصحابة
في الأمر، فاظهروا شجاعتهم، وولاءهم لله ورسوله. وهنا ظهر دور سلمان الفارسى رضى
الله عنه وهوأيضا من علامات غزوة الخندق مثل نعيم بن مسعود وعمرو بن ود.
نور: من هو عمرو بن ود
الأب: سأخبركم بأمره ولكن بعد دقائق فلنذهب إلى سلمان الفارسى أولا.
الأم: كلنا أذان صاغية.
يارا: سلمان الفرسى الذي قلت لنا إنه الباحث عن الله والذى جاء من بلاد فارس يبحث عن
الإسلام؟
الأب: نعم يا يارا أحسنت. وقف سلمان الفارسى أمام النبى وهو يجمع أمر المسلمين قبل
قدوم الأحزاب وقال له يا رسول الله كنا في بلاد فارس إذا غار علينا قوم تخندقنا.
نور: ما معنى تخندقنا؟
الأب: أى حفرنا خندقا حتى لا يصل الأعداء إلينا. فرحب النبى والصحابة بالفكرة وحفروا
الخندق في ستة أيام. فلما وصل جيش الأحزاب تعجبوا من الخندق، الذي رأوه لأول مرة
لذا. فكر الكفار في الإلتفاف حول النبى من
الخلف، لكن النبى كان متعاهدا مع يهود بنى قريظة من قبل، لذا لم يبعدهم
عن المدينة مثلما أبعد قينقاع والنضير.
الأم: هل أكمل؟
الأب: نعم
الأم: فذهب حيي بن أخطب إلى كعب بن أسد كبير بنى قريظه وطلب منه أن
ينقض عهده مع النبى فوافق كعب.
يارا: أين دور نعيم
نور: واين دور عمرو بن ود؟
الأب: مهلا يا حبيباتى. اما عمرو بن ود فلقد استطاع أن يعبر الخندق بفرسه وكان رجلا قويا
يتسم بالشراسة والجهالة، فنادى في الصحابة من يبارزنى، وكان الصحابة متعبين، فلم
يجبه إلا سيدنا على كرم الله وجهه، فقال النبى لسيدنا على اجلس إنه عمرو بن ود،
فنادى عمرو ثانية، فقال على كرم الله وجهه انا، فقال له النبى_ صلى الله عليه وسلم_
اجلس ياعلى إنه عمرو بن ود فجلس. فقال عمرو بن ود من يبارزنى فقال على: أنا
فسمح له النبى فخرج إليه على كرم الله وجهه وبارزة وانتصر عليه
نور: رضى الله عن سيدنا على أبو الحسنين.
يارا: وأين نعيم؟
الأب: تخيلوا معى المشهد، من الأمام أبو سفيان وقبائل العرب في جيش كبير ومن الخلف بنو
قريظه الذين خانوا العهد مع النبى، والكل في انتظار لحظة البدء، اشتد الأمر على
المسلمين، وبلغت قلوبهم الحناجر، وزلزلوا زلزالا شديدا، ولكن وقت المحنة تأتى المنحة
من الله عز وجل. ويظهر نعيم بن مسعود في المشهد، يخرج من بين قبيلته غطفان التي
جاءت ضمن الأحزاب لقتال النبى صلى الله عليه وسلم، ويتخفى ليلا حتى يصل إلى خيمة
النبى، ويستأذن في الدخول فيسمح له النبى_ صلى الله عليه وسلم _ ثم يساله ما الذي
جاء بك؟ فقال: جئت لأشهد ألا اله الا الله واشهد أنك رسول الله. أسلم نعيم وكان من
قبل يحب اللهو. فقال للنبى بماذا تأمرنى يا رسول الله فقال له النبى: أنت فرد من بين هذه
القبائل وليس بمقدورك أن ترجعهم لكن ان استطعت وخدلهم
نور: مالمقصود بخدلهم
الأب: أى يضعف من عزيمتهم حتى لا يقتحموا الخندق، فقام نعيم بعمل خلده
التاريخ واستطاع أن يفرق بين بنى قريظة وبين الأحزاب.
يارا: كيف؟
الأب: أولا لم يخبر أحدا من الأحزاب ّ أنه أسلم أو أنه ذهب إلى النبى _صلى الله عليه وسلم
_ ثانيا ذهب إلى يهود بنى قريظه، وكانوا يعرفونه فهو من كبراء غطفان، وكان يزورهم من
قبل، فقال لهم: إن الأحزاب لم تستطتع عبور الخندق، وأنهم سينصرفون إلى بلادهم،
ويتركونكم لمحمد، الذي نقضتم عهده، فإذا قال لكم الأحزاب سنحارب اطلبوا منهم
رجالا يقيمون في حصونكم، حتى يستمروا في الحرب ولا يتركوكم للمسلمين.
نور: وهل وافق كعب بن اسد؟
الأب: نعم.
يارا: اكمل يا أبى.
الأب: ثم رجع إلى الأحزاب ومن بينهم قومه غطفان، وقال لهم إن بنى قريظة عادت إلى عهدها
مع محمد، وعلمت أنهم اتفقوا معه على أخذ رهائن منكم ليقدموهم إلى المسلمين.
نور: وهل اقتنع أبو سفيان؟
الأب: لكى يتحقق أبو سفيان مما قاله نعيم أرسل عكرمة بن أبى جهل وبعض الرجال إلى
بنى قريظة وقالوا له: سنحارب غدا وأنتم معنا فقال كعب: غدا السبت ونحن اليهود لا
نحارب يوم السبت، فقال عكرمة إذا الأحد فقال كعب: لن نحارب إلا إذا بقى فرسان
منكم عندنا في حصوننا. فرجع عكرمة ومن معه إلى أبى سفيان، وقالوا لقد صدق نعيم
وأراد الله لهذا الصحابى الجليل أن يكون سببا في فرقة العدو، ثم جاءت الريح واقتلعت
خيام الأحزاب، فرجعوا إلى ديارهم خائبين، بينما ظل اسم نعيم بن مسعود عاليا في
سماء الإسلام إلى يوم الدين.
الأم: رحم الله نعيم بن مسعود.
يارا: ورحم الله نعيم بن عبد الله.
الأب: رحم الله نعيمان.
نور وغفر لنعيم عامل البوفيه في القطار.

من كتاب "30 صحابيا أنصفهم التاريخ".