رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمد الباز يكتب: هل كان الشيخ كشك عميلًا لأمن الدولة؟

محمد الباز
محمد الباز

- كشك وصف هيكل بـ«دجال مصر الأكبر وشكك فى ذمته المالية
- الشيخ كان يحصل على معلومات من أجهزة بالدولة للهجوم على هيكل
- الواعظ هاجم «الأستاذ» بسبب نشر مقالات لـ«فؤاد زكريا» بـ«الأهرام»


من بين ما شغلنى وأنا أتعقب سيرة الواعظ والمغنى فى حياة أحمد عدوية وعبدالحميد كشك، حالة استقبالهما فى الأوساط الثقافية والفكرية والإعلامية.
أحيانا تسأل مثلا كيف كان يتابع صحفى كبير مثل محمد حسنين هيكل هذه الظواهر الدينية والفنية وهو كاتب سياسى، ما أنتجه يجعلك تعتقد أنه كان بعيدا عما يحدث فى مصر خارج مساحة السياسة، رغم أنك لو دققت فى الأمر كثيرًا، فستجد أن ما جرى على لسان كشك وعدوية يسبح على سطح السياسة لا يغادره أبدًا.
لم يتحدث هيكل لا فى مقالاته ولا فى كتبه عن كشك أو عن عدوية.
قد يستفزك مثلًا تجاهله ظاهرة كشك، فالواعظ طويل اللسان لم يترك هيكل فى حاله، بل تعرض له وعرّض به، وهاجمه باسمه من على منبره، ووقتها كان هيكل لا يزال رئيسا لتحرير الأهرام، لكن هيكل لم يذكر كشك لا بخير ولا بسوء، وكأنه لا يراه، أو كأن الشيخ نفسه ليس موجودًا فى مصر.
لكن لا تتعجب من هذه الحالة كثيرًا، كانت هذه هى عادة الأستاذ هيكل، لا ينظر لمن يهاجمونه، يعتبر ذلك تضييعًا لوقته وهدرًا لمجهوده وتبديدًا لطاقته، ثم إنه لو كان يرد على منتقديه، أعتقد أنه ما كان له أن يرد على الشيخ كشك، لأن الواعظ كان مضللا وعشوائيا وكاذبا وهو يتحدث عن هيكل.
لا أقول إن هيكل لم يكن يعرف بوجود كشك أو بتأثيره على إطلاقه، فمن بين ما كان يفعله الأستاذ أنه يهدم خصومه تقريبا فى جلساته الخاصة مع تلاميذه والمقربين منه، بل يحرص على الحديث عنهم بما يسىء إليهم أمام تلاميذه، وهو واثق أنهم سيقومون بالمهمة عنه، فيأتون هم على من يهاجمه، دون أن يلوث يديه فى معارك لا يريدها أن ترتبط باسمه، ومن هذا الباب مؤكد أنه تحدث عن كشك كثيرا.
من بين ما كان يميز هيكل أنه كان متابعا للحركة الفنية ليس فى مصر فقط، ولكن فى العالم كله، ومؤكد أنه وصله صخب عدوية، لكن كل هذا الصخب لم يستفزه أبدًا، وإن كان لدينا مساحتان للتقاطع بين هيكل وعدوية، الأولى كان حاضرًا فيها بنفسه، والثانية كان طيفه مقيما فقط.
الواقعة الأولى أعاد اكتشافها الزميل محمد شعير، الصحفى الذى قرر أن يمنح الكبار سنوات من عمره لاكتشاف آثارهم والبحث عن وثائقهم.
فى أخبار الأدب عدد ٢٤ سبتمبر ٢٠١٧، قدم شعير ملفًا كاملًا عن يوميات هيكل فى جريدة الأخبار، لكن بعيدًا عن هذه اليوميات، كتب ما يمكن اعتباره أحد أسرار هيكل.
يقول شعير: من أم كلثوم انتقل الحديث بسلاسة إلى أحمد عدوية، يحكى هيكل: ذات مرة طلب منى أحمد بهاء الدين ألا أنام مبكرًا كما اعتدت، وأنه سيمر على لأمر مهم، أنا أحب بهاء ولا أرفض له طلبًا، وبالفعل ذهبت معه إلى أحد فنادق القاهرة الكبرى، وبعد قليل ظهر أحمد عدوية، وقال بهاء: جئت بك لكى تستمع إليه، لأنه هو مطرب المرحلة القادمة والتعبير عنها.
لم يقل لنا شعير متى حدث هذا من هيكل وأحمد بهاء الدين، لكن يبدو أن ذلك جرى قبل أن يطبق عدوية على الشهرة بيديه، لأنه لو كان مشهورًا بما يكفى، كان عرفه هيكل.. ربما كان ذلك قبل ألبومه الأول.. وربما يكون بعده بقليل، لكن فى كل الحالات رآه هيكل قبل أن تنفجر شهرته فى وجه الجميع.
الواقعة الثانية وردت فى تقرير صحفى مطول كتبه محمد أبوالفضل ونشرته بوابة الأهرام فى ٢١ سبتمبر ٢٠١٥، وهو التقرير الذى يمكن التعامل معه على أنه ملحمة تسجل جوانب من حياة هيكل لم يتطرق إليها أحد من قبل.
عدوية كان فى خلفية الصورة لكنه كان مؤثرًا جدًا.
دخل الرقيب الذى كان مقيما فى الصحف إلى عبدالحميد سرايا، مسئول السهرة، وطلب منه رفع كاريكاتير الفنان صلاح جاهين، وكان التوجيه هذه المرة قادمًا من عبدالقادر حاتم، وزير الإعلام.
كان الكاريكاتير الذى رسمه صلاح جاهين، يسخر من محمد عبدالوهاب، من خلال تصوير استديوهين من استديوهات الإذاعة، فى واحد منهما يشير المخرج إلى الاستديو الآخر ويقول للمذيعة: «إن كانوا جابوا عبدالوهاب إحنا كمان حنجيب عدوية».
وقتها كان عبدالوهاب يقدم فى الإذاعة مسلسل «شىء من العذاب» مع نيللى، ويبدو أن عبدالقادر حاتم رأى الكاريكاتير منشورًا فى الطبعة الأولى من الأهرام، فأدرك أن ما فعله جاهين سيغضب محمد عبدالوهاب حتمًا، ففى النهاية نحن أمام مقارنة بين موسيقار الأجيال والمطرب الشعبى، الذى يرفضه الجميع.
لم يطلب حاتم رفع الكاريكاتير من الأهرام حرصا على ألا يغضب عبدالوهاب أو يأخذ على خاطره، ولكن لأنه لا يريد مشاكل مع عبدالوهاب الذى كان معتزًا بنفسه وبكل ما يقدمه، كما قال الرقيب لعبدالحميد سرايا، الذى قال لمعاونيه: مفيش فايدة شيلوا الكاريكاتير.
واجه مطبخ الأهرام الصحفى فى هذه اللحظة أزمة، وكان لا بد من التخلص منها، اقترح أحد معاونى عبدالحميد سرايا، نشر خريطة داخل مقال فى نفس الصفحة، حتى يتم تعويض المساحة المنشور عليها الكاريكاتير المرفوع.
سأل سامى فريد، وهو أحد صحفيى الأهرام المرموقين، الأستاذ سرايا وكان من معاونيه وقتها: أليس مفروضا أن نعتذر مكان الكاريكاتير؟ فرد عليه: كيف والكاريكاتير منشور فى الطبعة الأولى.
وجد سامى فريد حلًا، تأمل الكاريكاتير ثم قال للمحيطين به: المشكلة فى الكلام، فلماذا لا نغيره ويبقى الكاريكاتير، وافق عبدالحميد سرايا على الاقتراح فورا، وبالفعل تم تغيير الكلام، وبدلا من استديو ١ و٢، أصبح شقة ١و٢، وبدلا من المخرج والمذيعة، أصبحا زوجا وزوجة، ويقول الزوج لزوجته: طلعى قشر الياميش بتاع السنة اللى فاتت وحطيه على الباب عشان يعرفوا إننا اشترينا السنة دى.
سمع هيكل الحكاية كلها من عبدالحميد سرايا، كتب اسم سامى فريد فى مفكرته، وقرر صرف مكافأة تساوى مرتب شهر، كان الأستاذ قد قال لسرايا: أنت أنقذت شرف الأهرام إمبارح يا عبدالحميد، فرد عليه: مش أنا يا فندم، ده شاب فى السكرتارية اسمه سامى فريد.
لم يتوقف هيكل لا عند عدوية ولا عند عبدالوهاب، ولكنه توقف عند الأهرام فقط، وعند مهنته فقط، لأنها بالفعل كانت قضيته الأولى والأخيرة.
كشك الذى لم يذكره هيكل بشكل رسمى من قريب أو بعيد، تحرش بالكاتب الكبير أكثر من مرة، وأعتقد أن هذا التحرش كان انتقاما منه وانتقاما من عبدالناصر الذى كان كشك يكرهه كراهية التحريم.
لم يناقش كشك هيكل فى رأى سياسى، لأنه يعجز عن ذلك بالطبع، لكنه اختار الطريقة الأسهل، وهى الطريقة الغوغائية التى يستخدمها الدعاة للنيل من خصومهم، بالضبط أعتقد أنك فهمت مقصدى، الاتهام بالكفر، وإلصاق تهمة الإلحاد بمن يخالفك الرأى.
تحرش كشك بهيكل يمكن أن نرصده فى ثلاث وقائع.
القاهرة فى ٣٠ مارس ١٩٧٣.
يقف كشك على منبره، ويقول إن صحيفة الأهرام نشرت ما يمكن اعتباره مخططا إلحاديا يشكك الناس فى دينهم وفى ربهم وفى نبيهم وفى اليوم الآخر.
يقصد كشك ما نشرته جريدة الأهرام، وهو مقال الفيلسوف الشهير الدكتور فؤاد زكريا «إلى متى نغترب عن حاضرنا»، وعاب الواعظ على الفيلسوف أنه قال فيه إننا عندما قمنا على معركة أكتوبر كان واجبا علينا أن نلغى ما نعانيه من ألوان الاغتراب، ومن هذه الألوان أننا أسندنا النصر فى عبور القناة إلى قوة خارجية، لأنه اعتبر أن القوة الخارجية التى يقصدها زكريا هى الله وملائكته، على اعتبار أن الملائكة حاربت مع المصريين فعلا فى حرب أكتوبر.
هنا ملاحظة مهمة، فأنا أسجل تاريخ هذه الخطبة من كتاب «هنا مدرسة محمد» الجزء الرابع والأربعين، ويبدو أن من وثق خطب الشيخ جانبه الصواب تماما، لأن هذه الخطبة مفروض أن تكون بعد حرب أكتوبر، ففؤاد زكريا ما كان ليكتب شيئا عن معركة أكتوبر فى مارس ١٩٧٣، وأعتقد أن القائمين على تفريغ خطب الشيخ فى حاجة إلى نوبة صحيان، لأن هذه أخطاء صغيرة لايجب أن يقعوا فيها، إلا إذا كان هدفهم تجاريا بحتا، خاصة أن أجزاء خطب كشك لاتزال تطبع وتوزع إلى الآن، وآخر الأجزاء التى صدرت، وهو الجزء الخمسون، يحمل رقم إيداع فى العام ٢٠١٧.
هذه ملاحظة هامشية بالطبع، لأن الأهم من ذلك أن كشك استخدم هذا المقال، ليطعن فى دين فؤاد زكريا، وفى دين هيكل.
الطعن الأكبر كان فى العام ١٩٧٦، وكان هيكل قد ترك الأهرام منذ أكثر من عامين، لكن الشيخ أعاد ذكر مقالات فؤاد زكريا فى الأهرام، وهنا يصحح ما وقع فيه من يوثقون خطبه من قبل.
القاهرة فى ١٠ ديسمبر ١٩٧٦.
كشك يواصل تصفية حسابه مع هيكل، يقول: السيد فؤاد زكريا بعد معركة العبور أو معركة اليهود، وهى المعركة التى نسينا الله بعدها، كما نسى بنو إسرائيل ربهم بعد عبور البحر مع موسى، كتب، ونشر صاحب الجلالة مولانا الملك المعظم محمد حسنين هيكل ملك العصر والأوان، مقالين تحت عنوان «معركتنا والتفكير اللاعقلى»، ورفع يد الله عن النصر إطلاقا، وقال إننا انتصرنا بسلاحنا وبعلمنا وتخطيطنا وتكتيكنا.
هنا نتوقف قليلا، فهيكل فى ٧٦ لم يكن صاحب الجلالة مولانا المعظم، ولم يكن ملك العصر والأوان، ولكن كما قلت لكم، كان كشك يواصل انتقامه من الرجل الذى كان رفيقا لعبدالناصر، ثم وهذا هو الأهم، ما الذى يغضب كشك ممن يقول إننا انتصرنا بسلاحنا وعلمنا وتخطيطنا وتكتيكنا، أليس العلم نفسه من عند الله، وأليس كل ذلك من الأسباب التى وفرها الله للناس فى الأرض، فإذا أخذوا بها فإن ذلك لا يتعارض مع إرادة الله أبدا؟.
أعتقد أنه لا فؤاد زكريا ولا هيكل كانا يقصدان تشكيك الناس فى الله، ولا نزع فضل الله فى النصر، لكنهما كان يؤكدان معنى مهما جدا، وهو أن الإنسان عندما يأخذ بالأسباب فإنه يكون قادرا على صنع المعجزات.
مشكلة كشك أن الكيد السياسى كان يعميه نفسيا أكثر من عماه الطبيعى، والكراهية التى يكنها لخصومه السياسيين كانت تقوده، فيقول عنهم أى كلام، بصرف النظر عن كون هذا الكلام من بين ما يغضب الله أو يرضيه، فهو ينتقم حتى يشفى غليله فقط، ولم يكن من بين ما قاله شىء لله أبدا.
ما أراه يؤكده كشك ربما دون أن يدرى، فهو يكشف خبيئة نفسه، بقوله: هكذا نشر له دجال مصر الأكبر حسنين هيكل، الذى دفع بالمسلمين إلى ما وراء القضبان، فقد كان فى زمانه هامان لفرعون.
هنا تظهر النفس السوداء التى يحملها كشك بين جنبيه، إنه لا يغار من مكانة هيكل فقط، ولكنه يغار من ثروته، يقول: نشر هذا الكلام هيكل، الذى يقول أنا يسارى وطنى، ومرة رأسمالى، ومرة اشتراكى، ما دام الكلام يشترى عزبا فى برقاش، ما دام الكلام يشترى عزبا هناك، عزب المانجو والبرتقال والمزارع والطيور، ما دامت الاشتراكية سترفعك إلى القمة، فهو اشتراكى.
المرة الثالثة يتحدث كشك عن هيكل بعيدا عن الأهرام ونشر المقالات، لكنه يتحدث عنه بإفك كامل، فالرواية التى يحكيها فى خطبته رقم ٣١٢ تخالف المنطق والعقل والواقع.
القاهرة هذه المرة فى ٦ أبريل ١٩٧٩.
موضوع الخطبة كان عن قضية السيد المسيح، لكن كشك فى الخطبة الثانية عرج على هيكل، يقول نصا - وتحملوا معى هذا الهراء ولو قليلا: كان العجب عندما عقد التليفزيون البريطانى منذ شهر مضى ندوة، استدعى فيها نخبة من أصحاب الأقلام والفكر، حضرها الصحفى الأوحد محمد حسنين هيكل ومحمد سيد أحمد الشيوعى ومندوب من الأمن القومى الأمريكى، فماذا قال الثلاثة عن الإسلام؟.
يحفز كشك مستمعيه بقوله: اسمعوا ماذا قالوا عن الإسلام؟ وأنا أرجوكم أن تقرأوا جيدا ما قاله كشك نفسه، نقلا عما يدعى أنها ندوة فى التليفزيون البريطانى.
يقول كشك: قال مندوب الأمن القومى الأمريكى إن الاسلام يمثل الآن ثلث العالم، ويحتل ثلث مساحة الأرض، وإنه ينتشر ويزداد كل يوم، لأنه دين يخاطب العقل، ويتماشى مع المنطق، ولذلك ما من يوم يطلع فجره إلا ويزداد الإسلام انتشارًا، فماذا قال صحفيانا، ماذا قال السيد هيكل؟.
كما يروى كشك، سأل مدير الحلقة عن رأى الأستاذ هيكل بوصفه من المسلمين؟ أترى أن الإسلام سينتشر؟ ثم أترى أن المسلمين ستقوم لهم وحدة على وجه الأرض؟ فقال السيد هيكل بالحرف الواحد: أما أنا فأرى أن الإسلام لم ينتشر ولم يتحد المسلمون، وأسأل الله ألا يأتى هذا اليوم أبدا؟.
ويعلق كشك على ذلك بقوله: هذا هو المسلم المصرى الذى أكل من خير الإسلام وتوجه إلى قبلته موسكو أو لندن أو واشنطن.
هنا ملاحظة عابرة، قد لا تكون مفيدة لك، لكنها موجهة لمن جمعوا خطب كشك وادعوا أنها كاملة دون حذف، فعندما نقلت هذه الواقعة من الجزء ٣٧ من كتاب «هنا مدرسة محمد» لم أجد رد هيكل على مدير الحلقة المزعومة مثبتا، فعدت إلى الخطبة الصوتية نفسها، فوجدت رد هيكل موجودا، فهل يخدع القائمون على كتب كشك جمهوره؟
هذا سؤال عابر أعتقد أنهم مطالبون بالإجابة عنه.
يظل ما قاله محمد سيد أحمد الذى يصفه كشك بأنه الشيوعى الملحد الأحمر.
يدعى كشك أنه قال: إن الإسلام يشكل خطورة على الأمة العربية، ويجب أن يقضى على الإسلام قبل أن يزداد خطره.
لا توجد مرجعية لكلام الشيخ كشك، كما لا توجد مرجعية لكثير مما كان يقوله على طول خطبه وعرضها، لكنه كان يخوض فى سيرة الناس وأعراضهم ويؤلف عنهم الحكايات، لا ليثبت وجهة نظره فقط، ولكن لينتقم ممن يعتقد أنهم خصومه.
هل يمكن أن أحدثكم عما شعرت به؟
لم تكن المعلومات التى تحدث بها كشك عن هيكل معلومات عادية، خاصة تلك التى لمح بها أو على وجه الدقة غمز ولمز فى ثروته وعزبته ببرقاش، وهو ما يجعلنى على ثقة بأن الشيخ كشك لم يكن يجمع معلوماته ممن يقرأون له، أو هؤلاء الذين ينقلون له الأخبار ويحكون أمامه عما يرونه فى التليفزيون والسينما أو يسمعونه فى الإذاعة، كانت هناك مصادر على أعلى درجة من الاحترافية هى من تمد الشيخ بالمعلومات، وتحديدا تلك التى كان يهاجم بها عبدالناصر وعهده؟.
سأقول لك مباشرة ما أريد أن أفصح عنه، ولن أقول لك إن هناك مصادر أكدت لى ذلك، أو أشارت لى به من طرف خفى وطلبت منى ألا أنشر ما لدى، ولكنه تحليل لمجمل ما قاله وفعله الشيخ كشك وتحديدا فى عهد الرئيس السادات.
أكاد أجزم بأن الشيخ كشك كان واحدا من عملاء أمن الدولة فى مساجد الأوقاف، أكاد أرى المسئول عنه وهو يهمس فى أذنه بمعلومات خاصة، ليرددها على الناس من فوق منبره.
ما أقوله هنا ليس اتهاما، ولكنه توصيف لحالة كان عليها كشك، وليس عليك إلا أن تتأمل فيما كان يقوله من معلومات، من الصعب أن يصل إليها داعية، ليس من عمله أن يتعقب المعلومات أو يتقصى عنها، ولكن غاية ما عليه أن يقدم عظة للناس لا أكثر ولا أقل.
ستقول لى إن هذا أمر لا يمكن أن يصدقه عقل.
سأقول لك: تحقيق يقوم على المنطق واستقراء الأحداث، وحده هو الذى يمكن أن يجيبنا عن هذا السؤال: هل كان كشك عميلا لأمن الدولة فى مساجد الأوقاف؟
سؤال أعتقد أن الإجابة عنه تستحق أن ننتظر إلى الغد.