رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إندونيسيا تغلظ قوانين مكافحة الإرهاب لمواجهة "داعش"

جريدة الدستور

أعطت الهجمات الإرهابية الأخيرة التى شهدتها مدينة سومطرة الإندونيسية مؤشرات حقيقية على أن هذا البلد الآسيوى بات مرشحا لأن يكون ساحة عمل جديدة لتنظيم داعش الإرهابى، وأعلنت جماعة أنصار الدولة الإرهابية الإندونيسية مسئوليتها عن تلك الهجمات وهى الجماعة المعروف عنها صلاتها بتنظيم داعش وبتبنيها للأفكار الداعشية المتطرفة.

وتعد مدينة سومطرة الإندونيسية من المناطق التى تتضح فيها بصمات التدخل الداعشى على الأرض، فعلى حوائطها تظهر بين الحين والآخر رايات داعش السوداء التى سرعان ما يقوم رجال الأمن بإزالة تلك الأعلام وصنع الكمائن لإلقاء القبض على ناشريها، وقبل أيام شهد مقر لواء القوات الخاصة المميكنة التابع لجهاز الأمن الإندونيسى محاولة والكائن فى ذات المدينة حصارا مسلحا من عناصر متطرفة استمر 36 ساعة وتطور إلى اشتباكات بالنيران بين عناصر تسمى نفسها "جهادية" وقوات مكافحة الإرهاب الإندونيسية أسفرت عن مصرع 13 من العناصر المتطرفة و12 مدنيا.

واعتبر المراقبون أن تلك الواقعة تعد دليلا على مجاهرة تنظيم الدولة ووكلائه فى إندونيسيا بعدائهم للدولة وإيذانا بفصل جديد من فصول مواجهة الإرهاب على مسرح عمليات بعيد عن منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وبأساليب أشد شراسة عن العمليات الإرهابية التى شهدتها إندونيسيا بدءا من العام 2000 وما تلاه والتى كانت القاعدة ووكيلتها فى إندونيسيا "الجماعة الإسلامية" مسئولة عنها.

وتقوم الحكومة الإندونيسية حاليا بمراجعة قوانين مكافحة الإرهاب المعمول بها منذ العام 2003 واستبدال نصوصها بنصوص أشد غلظة لمواجهة هجمات إرهابية أكثر عنفا وشراسة عما كان الحال عليه إبان صدور تلك القوانين، كما ستوسع المراجعات الجديدة من صلاحيات الاستخبارات العسكرية وأجهزة المعلومات فى إندونيسيا وتشديد الرقابة على المضامين الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعى التى تبث الأفكار التكفيرية أو تحض على العنف أو العداء لأصحاب الديانات الأخرى فى البلاد.

وفى التاسع والعاشر من الشهر الجارى أثار ونان كورنيون – 42 عاما – وهو قيادى سجين فى تنظيم أنصار الدولة شغبا فى سجن سومطره الإندونيسى واستطاع وهو يحاول تهريب السجناء "الجهاديين" إلى خارج السجن النيل من حياة 5 من ضباط الكتيبة 88 لمكافحة الإرهاب التى كانت تتولى حراسة السجن والتى برغم ذلك استطاعت السيطرة على الموقف.

ونقلت صحيفة "اسيان تايمز" عن مصادر أمنية إندونيسية أنه تم الكشف عن مخبأ للأسلحة عثر فيه على 59 بندقية آلية و29 طبنجة هجومية و11 طلقة من عيار 62ر7 مم و10 آلاف طلقة من عيار 52ر5 مم وكميات أخرى من المواد الناسفة والمتفجرات كانت معدة من قبل أنصار داعش فى سومطرة لإثارة حملة عنف فيها والسيطرة التامة عليها بعد تحرير قادتهم من سجنها وفى مقدمتهم الحاج أمان الله عبد الرحمن مؤسسة جماعة أنصار الدولة فى إندونيسيا المحبوس انفراديا منذ مطلع العام 2016 بتهمة الحض على تنفيذ تفجيرات وسط جاكرتا الإرهابية التى وقعت أواخر العام 2015.

وفى 16 من الشهر الجارى وقعت عمليات استهداف متفرقة لقيادات من الشرطة الإندونيسية فى مدن ريو وسومطرة وبيكنبارو لم تكن أصابع تنظيم جماعة أنصار الدولة المتحالفة مع داعش ببعيدة عنها، ويعتبر المراقبون أن التطورات التى شهدتها إندونيسيا مؤخرا وتلك التى شهدتها الفلبين التى حوصرت إحدى مدنها "مدينة مروى" من قبل عناصر متطرفة تتبنى الفكر الداعشى لمدة ثلاثة أشهر قبل عام وما تشهده أفغانستان من تسلل داعشى تؤشر فى مجموعها على أن منطقة جنوب شرق آسيا قد صارت فى بؤرة استهداف داعش بعد تضعضع حلم التنظيم فى إقامة دولته فى منطقة الشرق الأوسط.