رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"رمضان بالبدلة الميرى".. يد تفطر ويد تحمل السلاح

جريدة الدستور

قبل أن يُعلن المؤذن موعد الإفطار، مكبرًا بآذان المغرب، تمر السيارة لتوزع وجبات الإفطار على رجال الشرطة في نقاط الارتكازات الأمنية بالشوارع.. تخلوا الشوارع من المارة، غير أن السلاح يبقى في اليد، لحفظ الأمن، وتُمسك الأخرى بالطعام.. «إيد بتفطر، وإيد شايلة سلاح».

نحو 300 ألف رجل شرطة، ما بين ضباط وأفراد، يعملون بوزارة الداخلية، يتناول أكثرهم وجبة الإفطار في نقاط خدماتهم أو مقرات عملهم.

ضابط برتبة مقدم يعمل بمباحث القاهرة، قال إن لحظات الإفطار في العمل تكون صعبة للغاية، لكن الدافع الوطني أقوى من ذلك، كما أنها وظيفتهم التي يتقاضون الأجر عنها، لافتًا إلى أنه في هذه اللحظات (وقت الإدلاء بالتصريح) يقف في الشارع ليفطر اليوم السابع من رمضان في خدمته المكلف بها، بعيدًا عن أسرته.

بينما يؤكد رائد في الحماية المدنية أن اليوم السابع من رمضان، هو أول يوم يتوجه فيه إلى منزله للإفطار بين أسرته، مشيرًا إلى أن الأيام الماضية كلها كان يتناول وجبة الإفطار وهو في خدمته الأمنية، حيث إن الخدمة تبدأ منذ الرابعة عصرًا حتى الثانية عشر من منتصف الليل، وهو ما يحول دون تمكنه من حضور السحور داخل منزله لبُعد المسافة، فيضطر إلى تناول هذه الوجبة بالخارج، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن هذه اللحظات صعبة للغاية وهم يُفطرون بعيدًا عن أسرهم، لكنهم ارتضوا بذلك، وحتى الأعياد يقضونها في العمل.

يُضيف الضابط ضاحكًا: «حتى عيد الشرطة بيبقى إجازة لكل الناس، ماعدا رجال الشرطة، بتتلغي الراحات والإجازات في اليوم ده».

أمين شرطة يعمل بالأمن العام، يؤكد أنه يشعر بالضيق أثناء إفطاره في الشارع، غير أن ما يجعله يتخطى هذا الشعور هو أن المواطنون يشعرون بالأمن حينما يرونهم في الشوارع، وهو أمر كافي ليجعلهم سعداء بالمهمة التي يؤدونها من أجل الوطن.