رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شاهد.. غلابة «المحروسة» في نهار رمضان: «الشقا مُر»

غلابة «المحروسة»
غلابة «المحروسة» في نهار رمضان: «الشقا مُر»

«مشمرين عن سواعدهم، متصببين عرقًا لا يعبئون إلا بالعودة لمنازلهم وجَيَّوبهم تحوي بضع جنيهات»، هذا هو المألوف عن العمال والذي مجدّهم «الفاجومي»، وغنى لهم الشيخ إمام «الشمس هلّت بالأمل على الشقيانين يسعد صباحكم كلكم يا شغالين»، لكن ماذا عن نهار رمضان وصيام فريضته، وإذا كان اسم الشهر أتى قديمًا من «الرمضاء» وهي الحر الشديد فهي تتجلى على أيامه هذا العام.

ماذا عن حال الشقياين، ستكون الإجابة حتمًا ما قاله الساخر جلال عامر «البلد دى فيها ناس عايشة كويس وناس كويس إنها عايشة».

ودائمًا ما تتقاسم السيدة الرجل في الشقاء.. فكانت وسيلة "صفاء" السيدة التي تجاوز عمرها الستين عاما، للتغلب على الحر وتأثير المضاعف على مرض السكر هو أن تضع قدماها في إناء ماء لئلا تصاب بتورم نتيجة مواجهتم لصهيد الشواء، فهي تشرف على محل مشويات ولديها عشرة عمال علاوة على أن إيراد المحل ينفق على 4 منازل تعيلهم، لهذا فهي لن تستطيع ترك العمل طول الأربعين سنة الماضية.

12 ساعة فترة العمل دون مراعاة صيام أو غيره، فاليوم الرمضاني لا يختلف عن غيره، لدى "عبده" الحاتي ذو الـ25 عاما، حتى أن عمله في الطهي وغيره لا يشفع له في تناول وجبة إفطار معدة مسبقًا، فلا يتمكن من ذلك إلا بعد انتهاء العمل من مضايفة الزبائن الأمر لأكثر من ساعة.

"عبده" ضمن إفطاره، على عكس "هاني عواد" عامل محطة البنزين، الذي ينتظر أن يتزكى عليه أحدهم بوجبة؛ حيث لا تأمنها له المحطة، فضلًا عن عدم تلقيه أجر ثابت نظير عمله فهو يعتمد بشكل أساسي على إكراميات الزبائن ويتقاسمها مع زملائه، ولا يستطع إنفاقها على الطعام وغيره فهو ملزم بالإنفاق على أسرته في القاهره وأفراد عائلته بالمنيا.

الصعيد رافد العامل الأكبر في المحروسة، فمن الأقصر قدم "عبدالمنعم" صاحب الـ66 عامًا الذي ضاق به الحال في بلد وأقر القدوم للعمل في تلميع الأحذية بمنطقة الدقي بالجيزة، لم يزور بلده في العشرة سنين الماضية إلا 6 مرات وأغلبها كان في مناسبات حزينة، فهو يرسل ما يدخر لأسرته، وفي رمضان لا يختلف الوضع كثيرًا، ويجد أن موائد الرحمن هي سبيله الوحيد، وبسؤاله عن حلمه، قال: «أهم حاجة صلاح حال مصر».