رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الأنبا دانيال.. الرجل الثاني في الكنيسة

الأنبا دانيال
الأنبا دانيال

كان الوجه الأول الذي التقطته كاميرات الإعلام لحظة انفجار الكنيسة البطرسية، والذي جاء تزامنًا مع زيارة البابا تواضروس الأولى إلى اليونان، لتظهر من عينه نظرات القوة وتحمل المسؤولية في تلك الأزمة التي مرت بها الدولة والكنيسة، لتمر بأكبر قدر من السلمية لحين عودة البابا الى الديار.

الدكتور جمال جورجي، الراهب لوكاس البراموسي، الأنبا دانيال، جميعها أسماء لشخص واحد وهو الرجل الثاني في الكنيسة، وأحد مراكز القوى بها، بحكم مراكزه الكنيسة الذي بدأ في شغلها منذ 31 أكتوبر 1982، فهو الرجل الذي نجح في كسب ثقة بطريركي مصر الراحل شنودة الثالث والحالي تواضروس الثاني، ليشغل في عهديهما عدة مناصب غاية في القوة بشكل تدريجي.

حيث انتدبه البابا الرحل شنودة الثالث للخدمة بأسقفية الخدمات العامة والاجتماعية عام 1990، ثم سيم أسقفًا عامًا مساعدًا، خوري إبسكوبوس، لمطران جرجا في عيد العنصرة وتحديدًا في 26 مايو 1991، وفي 1993 انتدبه البابا الراحل للإشراف على كنائس المعادي ودار السلام عام 1993، والتي تعتبر أحد أهم إيبارشيات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

وظل الأنبا دانيال في حالة من السكينة طوال 10 سنوات متتالية، انطلق بعدها في حقبة البابا الحالي تواضروس الثاني إلى حقبة جديدة من المسؤوليات في فترة 5 سنوات فقط، بدأت بتجليسه على كرسي المعادي في 10 مارس 2013، ثم توليه أحد أرفع مناصب الكنيسة على الإطلاق وهو منصب النائب الباباوي الأمر الذي ترتب عليه رئاسته لوفود الكنيسة التي تولت مسؤولية استقبال الزوار الأجانب والوفود الأجنبية سواء كانت زيارات كنسية أو رسمية.

الأمر الذي ترتب عليه أيضًا تصدره المشاهد الاكثر صعوبة والتي مرت بها الكنيسة أثناء زيارات البابا تواضروس وسفرياته الرعوية إلى خارج مصر، مثل مشهد انفجار الكنيسة البطرسية، والذي جاء تزامنًا مع زيارة البابا تواضروس الثاني، الأولى إلى اليونان.

ثقة البابا تواضروس الثاني، في الأنبا دانيال دفعته لإسناد أحد مراكز الكنيسة إليه، الأكثر حساسية على الإطلاق، وهو منصب رئيس المجلس الاكليريكي والذي انتهت مدة ولايته عنه في 2018 الجاري، حيث قسّم البابا المجلس الاكليريكي إلى 6 مجالس على مستوى الكرازة المرقسية بمصر وبلاد المهجر، وذلك بعدما تولى الأنبا بولا مهمة إدارة المجلس لمدة 25 عامًا، ليتسلم الأنبا دانيال بفرع القاهرة لمدة 3 سنوات، وأشرف خلالها على البت في قضايا الكنيسة بخصوص حالات الأقباط الأرثوذكس الراغبين في الانفصال سواء لعلة الزنا أو تغيير الدين أو لعلل أخرى، الأمر الذي جعل من ذلك المركز "حساسية" قصوى لا تأتمن الكنيسة عليها أي أحد، كما ساعده في ذلك المنصب خبرته التي قضاها فترة طويلة كمُقررًا للجنة شؤون الكهنة في المجمع المُقدس.

وانتهاء ولاية الانبا دانيال في المجلس الإكليريكي بنجاح شديد، دفع الكنيسة لاستغلال قوته ونشاطه في مركزًا أخرًا أشد مسؤولية، جاء اختياره به بالانتخاب أي بإجماع أساقفة ومطارنة الكنيسة عليه، وهو منصب سكرتير المجمع المقدس وهو منصب يحتله الرجل الثاني بالكنيسة بعد البابا شخصيا، بحكم دوره في ادارة جلسات المجمع السنوية، وكذلك البت في القضايا الدينية الهامة، مع مراعاة ان ذلك المنصب لم يحتله الا اعتى رجال الكنيسة مثل الانبا بيشوي مطران دمياط وكفر الشيخ وكذلك الأنبا رافائيل، أسقف عام كنائس وسط القاهرة.