رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمد الباز يكتب: معاناة كشك وعدوية.. «بكرة اللى عطاك يعطينا»

محمد الباز
محمد الباز

- كشك كان يعتبر نفسه مبلِّغًا لدين الله فعاش حياة «أصحاب الرسالات»
- كشك وعدوية وُلدا لأسرتين فقيرتين لكن حياة المغنى كانت تحتاج للمال فجمع الملايين أما الواعظ فاختار الزهد حتى يصدقه الناس


المعاناة.. كلمة السر الكبيرة التى تجمع بين الشيخ كشك وأحمد عدوية.. كل منهما عاش حياة صعبة تحاصرها أهوال البداية التى تشكلها الحاجة ويحكمها الفقر وتحيط بها قلة الحيلة من كل اتجاه، قبل أن يصل كل منهما إلى كل ما وصل إليه.

الفارق الوحيد بينهما أن الشيخ ظل يعانى على فترات متقطعة من حياته، فترات التردى كانت أكثر بكثير من فترات الصعود.

أما المغنى فقد عاش حياته بالطول والعرض، عندما فتح الله يديه له، وحتى عندما قبضها عنه فى أزمته الصحية الشهيرة لم يتخل عنه بشكل نهائى، أحاطه بمن ساندوه ووقفوا إلى جواره ودعموه.

لن أتحدث عنهما إلا بما قالاه.
سأتركهما يتحدثان عن حياتهما.. يمكن أن نتدخل فقط، عندما نرى أن الحكى يجنح عن الحقيقة ويخاصم الواقع إلى محاولة صنع الأسطورة، وهو الجنوح الذى جرى كثيرا بما أرهقنا، وبما يؤكد أن أكثر من ٥٠ بالمائة مما نسمعه عن الكبار ليس إلا بعضا من خيال.

فى العام ٢٠٠٥ بدأت مجلة الإذاعة والتليفزيون نشر حلقات أطلقت عليها «ذكريات سلطان الأغنية الشعبية».

فى هذه الحلقات نقرأ:
«لا يشعر عدوية بالخجل من الحديث عن معاناة البدايات، وعن الظروف الصعبة التى واجهته، وهو صبى صغير تتفتح عيناه على الدنيا، ويجد نفسه محرومًا من ملذاتها، بل تضاعف الحرمان بعد أن خرج عن طوع أسرته الصعيدية، وقرر أن يشبع هوايته بالغناء فى الأفراح، وهو الأمر إلى اعتبرته عارا يستوجب العقاب والطرد».

عدوية يحكى بعضًا مما جرى:
«من صغرى كنت أحب المانجة جدا، وفاكر وأنا طفل وكنت ساكن فى المعادى كان جنبنا جنينة فيها أربع شجرات مانجة، فكنت أنط السور وأطلع الشجر وأسرق المانجة المستوية، وفى يوم دعيت ربنا وقلت يا رب نفسى أبقى صاحب عمارة فى الحتة دى وأشترى الأرض اللى فيها شجر المانجة».

ولأن لكل بداية قفلة، واصل عدوية حديثه:
«وتدور الأيام، ولما حققت الشهرة، وأغنياتى فرقعت فى السوق، لقيت فؤاد الأطرش يتصل بى ويقول: الأستاذ فريد الأطرش عايزكو.. عازمك على سهرة فى بيته، أيامها كان فريد اضطر لبيع العمارة التى يمتلكها جنب الشيراتون، واللى اشتراها كان من المحبين لفن فريد، فترك له الشقة اللى قاعد فيها، وفريد- الله يرحمه- كان يحب البياتى قوى، لأنه مقام فيه سلطنة، ولما سمعنى فى ألبوماتى قال لهم أنا عايز الواد ده، لأن ربنا مدينى بحة صوت تخلينى ألعب بالمقامات، حتى الموسيقيين الكبار يقولون لك: مفيش حد يسلطنّا زى عدوية»:

يستكمل عدوية رحلته إلى فريد الأطرش: «المهم رحت بيت فريد وكان فيه نافورة جميلة، ولقيته عامل سهرة كبيرة، عازم فيها نجوم التلحين فى مصر، عبدالوهاب والموجى وكمال الطويل، وأظن بليغ حمدى، وطلب منى فريد أن أغنى، وأشار إلى حسن أنور، الله يرحمه، وكان أحسن واحد يمسك الإيقاع، وليلتها غنيت واتسلطنت، وفريد اتسلطن معايا، وفى آخر السهرة راح مطلع ألف جنيه وحاططهم فى إيدى، أنا ذهلت، عارف يعنى إيه ألف جنيه سنة ٧٢؟، يعنى ثروة بمقاييس هذه الأيام، نزلت تانى يوم على المعادى واشتريت الأرض اللى حلمت إنى بشتريها وأنا صغير، وكان سعر المتر تلاتة جنيه ليس إلا».

أعود لقراءة ما جاء فى الحلقات التى انفرد بتوثيقها الزميل أيمن الحكيم:
«فى صباه حاول أهل عدوية أن يردعوه عن عشقه للفن، فعاقبوه بالحرمان وقطعوا عنه الحنان، ماديا ومعنويا، ولكن العشق كان أقوى، وتمكن حب الغناء من نفسه، وتسلط عليه، ودفعه للتمرد والعناد، وكان عليه أن يعمل ليوفر لنفسه مقومات الحياة، فاشتغل كصبى فى مقهى، لكنه وجدها مهنة تعطله عن حبه للغناء، فوافق أن يعمل مزهرجيا، أى فردًا من أفراد الكورس فى فرق العوالم الغنائية التى كانت تنتشر فى شارع محمد على بالقاهرة».

هذه هى الحقيقة، التى يمكن أن تكسب عدوية تعاطفا كبيرا، فالصبى الفقير المحروم من الدعم المادى والمعنوى، استطاع أن يشق طريقه إلى النجوم، لكن ولأن النجوم يريدون أن يصيغوا حياتهم على النحو الذى يريدون، فقد استسلمت مجلة الإذاعة والتليفزيون إلى رغبة عدوية فى تعديل بعض ما نشرته، وتحديدا فى مساحة المعاناة التى مر بها.

جرى هذا فى الحلقة الأخيرة من الذكريات.

ويمكنك أن تقرأ توضيحا بسيطا جاء فيه:
أولا: إن هناك بعض المعلومات التى تحتاج إلى تصحيح، منها أن عدوية اشتغل صبى قهوة فى صباه، فمع احترامه كل المهن البسيطة، وعدم تنكره لمعاناته فى البدايات وأيامه فى شارع محمد على، واعتزازه بذلك المشوار، فإنه لم يسبق له أن عمل فى تلك المهنة.

ثانيا: مسألة حبه للمانجو فى طفولته، وقيامه بتسلق الأشجار للحصول عليها، لم تأت أبدا بغرض الإساءة، بل للتدليل على شقاوته فى طفولته، وكيف أفاض الله عليه من الخيرات فيما بعد بسبب نواياه الطيبة وحبه لأسرته.

هذه أول مقابلة لنا مع الحقيقة والأسطورة.
فالمعاناة التى عاشها أحمد عدوية اقتضت أن يعمل «صبى» فى قهوة، وهذا أمر بالمناسبة لا يعيبه، ثم إنه كأى طفل مصرى يمكن أن يتسلق سورا ويحصل على بعض ثمار المانجو، دون أن يعبأ بهل ما يفعله حرام أم حلال، فهو طفل ويريد أن يحصل على ما يريده بأية طريقة، بصرف النظر عن قانونيتها أو شرعيتها.

لكن النجم الكبير الذى يحرص على رسم صورة معينة له، لا يسامح فى ذكر ما يمس هذه الصورة حتى لو كان حقيقيا، فيتدخل، ليعيد صياغة تفاصيله من جديد، وليبنى قصة حياته على الشكل الذى يريد، فما نشرته مجلة الإذاعة والتليفزيون لم يكن ملاحظات من عندها، ولكنها كانت رسالة أرسل بها عدوية، وتمت صياغتها بطريقة لا تخدش مصداقية المجلة، ولا تقترب من صورة النجم الأسطورية.

هذا هو التفسير المنطقى أو الأقرب إلى المنطق، لكنه لن يمنعنا من أن نسأل عن الذى تراجع؟
هل فعلها عدوية، فبعد أن تحدث بعفويته وبساطته وحبه لحياته وقصة كفاحه، وجد أن هناك من سيأخذ عليه ما قاله، فقرر أن يرمم قصة حياته بالشكل الذى يتناسب مع نجوميته وشعبيته وتأثيره، أم أن المحيطين به هم الذين أقنعوه فوجد نفسه مضطرا لأن يُكذِّب ما سبق أن قاله هو نفسه؟.

الاقتراب من عدوية، ابن البلد الجدع، يشير إلى أنه لم يتراجع من نفسه، بل كان هناك من همس فى أذنه، متحججا بأن ما قاله لا يليق.

على أية حال، ولأنه لا شىء فوق هذا التراب لا يرى، فأمامك ما فعله الفقر بعدوية، وما أحدثته الثروة فى محاولته لصياغة حياة بعيدا عن كثير مما جرى فعلا.

شىء من هذا حدث فيما يخص حياة الشيخ كشك.

وهنا أستند إلى ما قاله عن نفسه أولًا.. ثم إلى ما نسبه إليه مريدوه.
فى كتابه «قصة أيامى.. مذكرات الشيخ كشك» الصادر عن دار المختار الإسلامى، يحكى لنا عن نفسه:
«ولدت من أبوين ليسا من ذوى البسطة فى المال، وكان ترتيبى الثالث بين ستة من الإخوة، ولدت سليما معافى من الأمراض، وما إن بلغت السادسة من عمرى حتى أصيبت عيناى برمد صديدى، ذهبت بسببه إلى حلاق القرية، وما زلت أذكر وأمى تحملنى إلى محل الحلاق، حيث كان يعبث بمروده فى عينى، مما أدى إلى ضياع العين اليسرى، وبقيت اليمنى وبها ضعف كأنها تشكو ضياع أختها، فظللت بها أصارع شدائد الحياة».

لم تكن هذه هى المأساة الوحيدة فى حياة الشيخ كشك.
اسمعه يقلب أوجاعه من جديد:
«كان والدى يعمل تاجرا فى محل صغير، وأشهد أنه لم يكن من الذين يجدون ما ينفقون، بل كان ممن يلهثون وراء الحصول على لقمة العيش بشق الأنفس، حيث أعباء الحياة تثقل كاهله».

لم ينكر الشيخ كشك فى أى وقت فقره أو معاناته، وظل يعيش دون أن يحيط نفسه بأبهة الحياة، رغم أنه كان يستطيع أن يفعل ذلك.

الوصف هنا قد يكون مفيدًا.
فى مقدمة حوار مطول أجراه حسن عبدالله قبل وفاة الشيخ بسنوات، ونشره ضمن ملف «فضيلة الشيخ» أصدرته مجلة «نصف الدنيا» فى ٢٦ ديسمبر ١٩٩٩، يمكن أن نرى بيت الشيخ كشك من الداخل.

يقول حسن: «عندما دققت جرس شقته الكائنة فى حى شعبى مزدحم بسكان معظمهم من أهل الريف- حى كوبرى القبة- هبت علىّ روائح جبنة فلاحى وقشطة ورجلة، وتبع ذلك دعوة أهل المنزل من النساء لى بالدخول، كان الشيخ يصلى، ثم الاختفاء سريعا كعادة ريفيات مصر الحييات اللائى يفعلن ذلك بفطرية، وبعدها ما زال الشيخ يطاردنى بالترحيب مكررا أهلا وسهلا عشرات المرات حتى ظننت أننى شخص غير مرغوب فيه، إلا أنه عاجلنى- على الطريقة الريفية- بالسؤال عن مسقط رأسى، وبدأ الحديث بعدما اكتشفنا أن بيننا شخصا مشتركا، كان زميلا له فى أحد المعتقلات، المنزل بسيط جدا، وبلا أثاث تقريبا، وتمتد فيه الأكلمة البلدية التى تكشف أكثر مما تغطى، وما زالت الكنبة الإسطمبولى هى صالون الشيخ كشك.

هناك وصف آخر أعتقد أنه ضرورى، لأننى كنت شاهدا عليه، صحيح هى شهادة منقوصة، لكن هذا ما جرى.

فى يناير من العام ١٩٨٨، كنت فى زيارتى السنوية لمعرض الكتاب، وقتها كنت فى أولى ثانوى، ٤٨ ساعة كانت كافية جدا لزيارة المعرض وشراء الكتب الرخيصة التى كانت ميزانيتى المحدودة تسمح بها.

ليلة العودة إلى قريتى، حدثنى قريبى الذى كنت أنزل ضيفا على أسرته بأنه صديق لابن الشيخ كشك فى كلية الحقوق، دون أن أفكر طلبت منه أن نذهب إلى منزل الشيخ، كان إلحاحى دون مبرر، فلم أكن أعرف على وجه التحديد ما الذى أريده من الشيخ.

وقتها كنت لا أزال أمارس هوايتى فى الخطابة من خلال مسجد صغير على أطراف قريتى، وهى الهواية التى أحمد الله على أنها لم تتحول لاحتراف، وربما كان هذا دافعى لأن أقابل الرجل.

ما الذى كنت سأقوله له؟ ما الذى كنت سأطلبه منه؟ ما الذى كنت سأتحدث معه فيه؟
لا أدرى.. كل ما سيطر علىّ أننى كنت أريد أن أراه وفقط.
أجّلت سفرى يوما، وأخذنى قريبى إلى بيت الشيخ، لم يتصل بصديقه، وجدت نفسى أسير فى منطقة بسيطة جديدة، العمارة التى يسكن فيها تنافس المنطقة فى البساطة، سلم متهالك، وباب شقة متداعٍ.
تعجلت وطرقت الباب، ناسيًا أن على الباب جرسًا، فتحت الباب سيدة توارت خلفه بسرعة، لم أستطع تحديد عمرها، سألها قريبى عن صديقه ابن الشيخ، قالت: ليس موجودا. سألتها: ممكن نقابل الشيخ؟ فردت بسرعة: الشيخ فى البلد.

فاتت فرصة رؤية الشيخ كشك والحديث معه، رغم أننى فعليا لم أكن أعرف فى أى شىء يمكن أن يجمعنى به حديث، لكن ما رأيته يؤكد أنه فى سنواته الأخيرة كان يعيش حياة بسيطة جدا، تجعلنى أصدق كل ما يقال عنه».

لا أستطيع أن أصادر على ما ذهب إليه الرجل، وأقول إنه كان يعيش حياة جافة لأنه كان يريد أن يضرب المثل بنفسه فى الزهد، فهو بالنسبة لى ليس وليًا من أولياء الله الصالحين، فرغم شهرته فإنه لم يحصد من ورائها الكثير، رغم أن خطبه وكتبه كانت تدرّ عليه الملايين، لقد عاش يعمل موظفا فى وزارة الأوقاف، إماما وخطيبا دخله يمكن أن يجعله مستورا، يستطيع أن يربى أولاده بشكل جيد، لكنه لا يستطيع أن يؤمّن لهم مستقبلهم، وأعتقد أنه لم يكن مشغولا بذلك.

ولكن قد يكون ما قرره الرجل لحياته يعود إلى سبب من اثنين.
الأول أنه ما كان يستقيم له وهو الواعظ الذى يدعو إلى الزهد، ويهاجم الأثرياء ويصفهم بالسفه، وينقم عليهم تركهم الفقراء من أهل الله يعانون، أن يعيش مثلهم، فلم يكن بيته مهجورا، وكان من يترددون عليه يعرفون كيف يعيش، وقد حرص على أن تبدو حياته، على الصورة التى يدعو الناس إليها.

والثانى أن شخصية مثل كشك كانت تجد متعتها أو كل متعها فى الحياة فيما يفعله لا فيما يجنيه، فليس مهمًا كم سيربح من خطبه التى توزع بالملايين، ولكن المهم هو استمتاعه وهو يؤدى الدور الذى يرى نفسه فيه، فلم يكن كشك يعتقد أنه مجرد داعية أو خطيب شهير، ولكنه كان يعتبر نفسه مبلِّغا لدين الله.

أثبت هو ذلك بنفسه، فى تسجيل صوتى يحكى، خلاله، رحلة حياته، يقول نصًا مجيبًا عن سؤال: من أنت؟: «أما أنا فخادم الإسلام، ومبلِّغ رسالات الله، عبدالحميد بن عبدالعزيز كشك».
«مبلِّغ رسالات الله».

الجملة صحيحة تمامًا، وقالها بنفسه، لم أنقلها عن وسطاء، ولم أقرأها فى كتاب أو صحيفة، بما يجعلها قابلة للتشكيك أو النفى.. وما دامت هذه صورته عند نفسه، فهو يعيش حياة أصحاب الرسالات.

هذا المبلِّغ الذى كان مقتنعًا بما يقوله، والذى لم يهتم بالثروة، كان سببًا فى إثراء كثيرين من حوله، ربحوا من حنجرته، وكان هو يعرف ذلك ولا يرفضه، ربما لأنه كان يعرف أن من يحصدون الأموال من ورائه لن يتخلوا عنه إذا أرادهم.

لم يترك الشيخ كشك ثروة لأولاده، أرهقتهم الحياة بعد رحيله، صحيح أن الإرهاق كان أقل وهو يعيش بينهم، لم يشعر يومًا أنه مقصر فى حقهم أبدا، رفع شعاره الذى ما كان لأحد أن يجادله فيه «وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا»، وبصرف النظر عن هل كان الشيخ يتقى الله حقًا أم أنه كان يعبده ويدعو إليه على هواه، إلا أن أولاده صمتوا عليه خوفًا من غضبه وطمعًا فى رضاه، لكنهم حتمًا لم يكونوا مقتنعين بما يفعله، وحتمًا تابعوا من حصدوا الملايين من ورائه دون أن يحصل منها لا هو ولا هم على شىء.

ما كان يشغل عدوية وكشك هو التأثير فى الآخرين، بصرف النظر عن كنه هذا التأثير سلبيًا أم إيجابيًا.
حياة المغنى كانت تحتاج المال ففتح له ذراعيه، وحياة الواعظ كانت تستلزم الزهد حتى يصدقه الناس، فلم يلتمس طريقًا للمال، وكان كل منهما مخلصًا لما يرغبه.

كانا يعرفان أن الله هو من يمنح فوثقا فيه تمامًا، وكانا على ثقة بأن عطاءه لا ينفد.. لم يستعجلا الخير، لمعرفتهما أنه حتما سيأتى، وهو ما جرى، فقد جاء الخير لكل منهما على حسب ما تهفو إليه نفسه وتطمع.