في ليلة انعقادها.. الكواليس الكاملة لجلسة المجمع المقدس 2018
3 ملفات شائكة تنتظر على طاولة المجمع المقدس.. والكنيسة تختار سكرتيرا جديدا للمجمع
البابا يستبق المجمع بقرارات ادارية.. ومشاركة طبيعية لاسقفي الفيوم والشباب.. ولا رسامات جديدة
الكنيسة تدرس تقسيم ايبارشيات جديدة.. وتعترف بأديرة الريان واخميم
اعتادت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية على عقد لقاءها "سنوي"، مرتين في العام، الأول في شكل "مجمعي" ليحل عقب احتفالات الكنيسة بعيد "العنصرة"، وذلك تزامنًا مع ذكرى حلول الروح القدس على تلاميذ السيد المسيح، ورسله والذي ينص –بحسب الإيمان المسيحي- منحهم القوة للتبشير بالمسيحية، بينما يحل اللقاء الثاني في شكل "سيمينار" يأتي في نوفمبر تزامنًا مع احتفالات الكنيسة بذكرى تجليس البطريرك.
إلا أن 2018 جاءت مختلفة، وحظت بعدة لقطات هامة في قضية المجمع المُقدس، لعل أولها هو انعقاد اللقاء المجمعي الأول قبيل حلول عيد العنصرة، بأيام في مشهد نادرًا ما يحدث علله مصدر كنسي بجدول ارتباطات واحتفالات الكنيسة والتي يأتي على رأسها البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية.
كما أن المُلفت في مجمع 2018 هو تنظيم الجلسات الفرعية، بقاعات المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي بكاتدرائية الأقباط الأرثوذكس الكبرى بالعباسية، بينما تنظم الجلسة الكبرى برئاسة البابا غدا الجمعة في مركز اللوجوس بدير الأنبا بيشوي العامر للرهبان الأقباط الأرثوذكس بوادي النطرون.
الملفات الأكثر سخونة
مصادر كنسية مُطلعة قالت في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، إن اللقاء المقبل لمطارنة وأساقفة الكنيسة البالغ عددهم 125، مع البابا تواضروس الثاني، سيحظى بنقاش عدة ملفات حملت لقب "مُشتعلة" بحسب الشارع الكنسي، أولها ملف أسطورية أو رمزية الوقائع الواردة بين صفحات الإنجيل بعهديه القديم والجديد، تلك القضية التي تباحثت فيها الكنيسة منذ مطلع 2018، لاسيما بعد أن شهد الشارع الكنسي حالة من الجدل، إثر عظة من عظات الأنبا أنجيلوس أسقف شبرا الشمالية، والذي برأه الأنبا رافائيل سكرتير المجمع المقدس واسقف عام كنائس وسط القاهرة، وكذلك جاره من حيث التقسيم الايبارشي الأنبا مكاري أسقف جنوب شبرا من كافة الاتهامات الموجهة له من حيث "أسطورية الإنجيل".
إلا انه وبالرغم من انتهاء ازمة الأنبا انجيلوس إلا أن أصابع الاتهام لازالت مُرتفعة في وجه إحدى الكيانات الخاصة بالكنيسة والتي تحمل مُسمى "مدرسة الإسكندرية"، وعدد من المنتمين لها من رجال الزي الأسود وكذلك العلمانيين، بالتروج لتلك الأزمة، مما ترتب عليه انتهاء عدد من الأساقفة والمطارنة من وريقات بحثية في ذلك المجال وعلى رأسهم الأنبا اغاثون أسقف مغاغة والعدوة ورئيس رابطة خريجي الكلية الإكليريكية وكذلك الأنبا موسى أسقف عام الشباب ووكيل معهد الرعاية والتربية.
الثاني
الملف الشائك الثاني هو ملف وراثة الخطية الجدية، وتكمن الأزمة في ذلك الملف في انقسام عدد من مُفكرى الكنيسة وعلمانييها، حول الخطية الأصلية ما بين وراثة خطية أدم نفسها وهو المفهوم الذي يتبناه النسبة الأكبر، وبين وراثة تباعيات ومفاعيل تلك الخطية وما ترتب عليها من تغير لنقاوة الإنسان وهو المفهوم المُستحدث الذي نادي به البعض مؤخرًا وعلى رأسهم الراهب سيرافيم البراموسي، مما ترتب عليه إثارة حالة من الجدل بالشارع الكنسي ينتوى المجمع المُقبل للفصل فيها.
الثالث
اخر الملفات المُشتعلة على طاولة المجمع المُقدس، هو نسب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، للقديس مرقس رسول السيد المسيح وكاروز الديار المصرية، وذلك بعد الاتهامات الصادرة عن بعض قيادات الكنيستين الكاثوليكية والبروتستانتية في مصر لشقيقتهم الكبرى الارثوذكسية باحتكار النسب الى مار مرقس، والتلميح بأن مارمرقس كان قبيل انقسام الكنائس الامر الذي يعني تقارب جميع الكنائس له.
لا وجود للمعمودية
ونفت المصادر وجود نية لفتح أزمة المعمودية مُجددًا في اللقاء الأحدث، لا سيما بعد انقضاء عامًا كاملا على البروتوكول الموقع بين الباباوين القبطي الأرثوذكسي تواضروس الثاني، والفاتيكاني الكاثوليكي فرنسيس الأول، حول وجود مساعي بين الكنيستين لتوحيد معموديتهما.
سكرتير جديد للمجمع
تواجه الكنيسة في مجمعها الأحدث عدة تغيرات إدارية هامة أولها تعيين سكرتيرًا جديدًا للمجمع عقب انتهاء مدة الأنبا رافائيل أسقف عام كنائس وسط القاهرة، وأوضحت المصادر أن هناك 3 أسماء تتصدر المشهد من المقرر أن يتم الاقتراع بينهما وهما الأنبا دانيال النائب الباباوي، واسقف المعادي، والانبا مقار أسقف الشرقية والعاشر من رمضان، ووكيل الكلية الإكليريكية، بينما الثالث هو أحد الأساقفة الجدد الذين قام البابا برسامتهم مؤخرا للخدمة داخل مصر وليس خارجها.
قرارات ادارية
وعلى صعيد متصل كان البابا قد استبق المجمع بقرارين إداريين هامين الأول هو تكليف الأنبا ماركوس أسقف حدائق القبة، بمهمة المجلس الإكليريكي عقب انتهاء مدة الانبا دانيال أسقف المعادي مما ترتب عليه نقل مقر المجلس بالقاهرة من كنيسة الشهيد مارجرجس للأقباط الأرثوذكس بكورنيش النيل بمنطقة كوتسيكا، غلى كنيسة السيدة العذراء مريم والقديس البابا اثناسيوس الرسولي لنفس الطائفة بمدينة نصر.
وتمثل القرار الثاني في تكليف الانبا دافيد أسقف نيويورك بمنصب النائب الباباوي بالولايات المتحدة الامريكية، وهو المنصب الذي كان يتولاه الانبا انجيلوس اسقف عام كنائس شبرا الشمالية قبيل عودته الى ايبارشيته.
لا رسامات جديدة ومشاركة طبيعية لاسقفي الشباب والفيوم
وأكدت المصادر أن البابا لن يقوم برسامة أساقفة جديدة خلال عيد العنصرة المقبل، عوضا عن الأساقفة الثلاث الراحلين، الأنبا انطونيوس اسقف سمالوط، والانبا فام اسقف طما، والانبا بقطر أسقف الوادي الجديد، الا أنه التقى بوفود من الايبارشيات الثلاث في إطار مساعي لاختيار البدلاء.
وعلى صعيد متصل، أكدت المصادر مشاركة الأنبا موسى، أسقف الشباب عن أول جلسات اللجان الفرعية للمجمع المقدس، وفي نفس السياق يشارك الأنبا ابرام أسقف الفيوم، بشكل طبيعي بجلسة المجمع المقبل بعد أزمة تغيبه التي شهدها الشارع الكنسي خلال الفترة الماضية.
وقالت مصادر كنسية مُطلعة، إن هناك مساعي كنسية كبيرة للاعتراف بعدة أديرة في أقرب وقت، مؤكدة أن الاعتراف بأحدها ربما يأتي في جلسة الغد، للمجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية بدير الأنبا بيشوي للرهبان الأقباط الأرثوذكس بوادي النطرون، برئاسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وبحضور 125 من مطارنة واساقفة الكنيسة.
وذلك بالإضافة إلى وجود اتجاه قوي داخل الكنيسة لتعمير دير السيدة العذراء مريم بمنطقة الجنادلة بمحافظة أسيوط رهبانيا حيث تم تحويل عدة رهبان من القدس الى الدير لتعميره رهبانيا، وذلك من خلال ضخ دماء جديدة في العروق الرهبانية بها وعلى رأسهم الراهب القس تادرس الاورشليمي والذي كان كاهنا متبتلا باسم القس تادرس القمص تيموثاوس.
كما تدرس الكنيسة فكرة تقسيم عدة ايبارشيات كبرى، لاسيما الخاصة بالصعيد المصري، وذلك على غرار قيام البابا بتقسيم محافظة الإسكندرية إلى عدة ايبارشيات مثل غرب الاسكندرية، الذي تولى مهمتها الأنبا ايلاريون، أسقف الهجانة ومدينة نصر سابقا، والمنتزه التي تولى مهمتها الانبا بافلي أسقف عزبة النخل سابقا.