رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الاحتلال يقتل ويصيب مئات الفلسطينيين فى احتجاجات نقل سفارة أمريكا

مراسم نقل السفارة
مراسم نقل السفارة

- إضراب شامل فى غزة.. جيش لحماية ابنة ترامب وزوجها.. و«الكرملين» يعرب عن قلقه: «توترات وشيكة فى الشرق الأوسط»

استشهد وأصيب مئات الفلسطينيين برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلى، أمس، بعد أن زحف آلاف الفلسطينيين صوب السياج الحدودى المحيط بقطاع غزة، احتجاجًا على قرار نقل السفارة الأمريكية للقدس الذى يتزامن مع الذكرى السبعين للنكبة.
وعم الإضراب الشامل كل أرجاء قطاع غزة، وأغلقت المحال التجارية أبوابها، وكذلك المؤسسات الرسمية، التزامًا بدعوى القوى الوطنية والإسلامية التى دعت إلى الإضراب الشامل فى قطاع غزة.
وكانت القوى الوطنية والإسلامية فى قطاع غزة دعت إلى أن يكون يوم أمس إضرابًا شاملًا فى المؤسسات الرسمية والشعبية والتجارية، وفى سائر مناحى الحياة اليومية بما فيه جميع المؤسسات التابعة للوكالة من تعليمية وصحية وموظفين.

قال شهود عيان إن الشباب الفلسطينى حاولوا أكثر من مرة اقتحام السياج الحدودى فتصدت لهم قوات الاحتلال بإطلاق النار من سلاح القناصة، مشيرين إلى أن مجموعة من الشبان الفلسطينيين تمكنوا بالفعل من قص السلك الشائك وسحب أجزاء منه شرق منطقة البريج وسط قطاع غزة، واجتياز السياج، وهو ما قابلته قوات الاحتلال الإسرائيلى بإطلاق النار وقنابل الغاز السام تجاه المتظاهرين بشكل عشوائى.
وذكرت وكالة «معا» الإخبارية أن قوات إسرائيلية ألقت بعض المواد الحارقة قرب خيام العودة فى خان يونس صباحًا، تسببت فى حرق بعض الإطارات فى محاولة منها لمنع وصول المتظاهرين.
وتم افتتاح السفارة الأمريكية فى القدس، وسط إجراءات أمنية إسرائيلية مكثفة، وذلك بمشاركة ابنة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، إيفانكا، وزوجها جاريد كوشنر، من مستشارى ترامب، وسط مقاطعة أوروبية واسعة، فيما شارك «ترامب» فى الحفل عبر الفيديو كونفرانس.
ويقع مبنى السفارة على الطرف الجنوبى لمدينة القدس، وستستقر السفارة فى البداية فى مبنى القنصلية الأمريكية فى المدينة، بانتظار بناء موقع دائم للسفارة، حسب وزارة الخارجية الأمريكية.
وشددت سلطات الاحتلال الإسرائيلى، من إجراءاتها العسكرية، وعززت انتشار عناصرها ووحداتها الخاصة ودورياتها الراجلة والمحمولة والخيالة فى مدينة القدس المحتلة، تزامنًا مع احتفالات الاحتلال بنقل السفارة الأمريكية.
وقال شهود عيان إن الاحتلال أغلق محيط بلدة القدس القديمة، والأحياء المتاخمة لها، كما تم إغلاق العديد من الشوارع والطرقات غرب المدينة، وقرب محيط موقع السفارة.
ودفعت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية وشرطية إضافية إلى وسط القدس المحتلة، خاصة فى المناطق المتاخمة لسور القدس التاريخى والممتدة، وتم إطلاق منطاد رادارى استخبارى وعدد من المروحيات فى سماء المدينة.
وأشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن نحو ٢٠٠٠ عنصر من قوى الأمن الإسرائيلية شاركوا فى تأمين مراسم افتتاح السفارة.
وقاطع ٥٤ سفيرًا أجنبيًا لدى إسرائيل من أصل ٨٦ سفيرًا احتفالية للخارجية الإسرائيلية، مساء الأحد، بالقدس، وأفادت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، عبر موقعها الإلكترونى، بأن معظم الدول الأعضاء فى الاتحاد الأوروبى لم تشارك فى الاحتفال، لأن لديها سياسة حازمة تجاه خطوة نقل السفارة الأمريكية بإسرائيل من تل أبيب إلى القدس، وذكرت أن سفراء دول روسيا ومصر والهند واليابان والمكسيك تغيبوا أيضًا عن الاحتفال.
وحسب الصحيفة، شارك فى الاحتفال ٣٢ سفيرًا، بينهم ٤ ممثلين لدول من الاتحاد الأوروبى، هى: النمسا والمجر ورومانيا والتشيك، إضافة لـ٥ دول أوروبية غير أعضاء بالاتحاد: «ألبانيا ومقدونيا وصربيا وأوكرانيا وجورجيا».
كما حضر الاحتفال سفراء ١٢ دولة إفريقية، من بينها: «أنجولا والكاميرون وجمهورية الكونغو الديمقراطية والكونغو وكوت ديفوار وكينيا وجنوب السودان وتنزانيا وإثيوبيا ونيجيريا وزامبيا ورواندا».
ومن أمريكا الوسطى شارك سفراء ٥ دول: «جمهورية الدومينيكان والسلفادور وجواتيمالا وبنما وهندوراس». ومن قارة أمريكا الجنوبية شارك بالحفل كل من باراجواى وبيرو فقط.
وحضر الاحتفال من قارة آسيا ٤ دول هى: «ميانمار والفلبين وتايلاند وفيتنام».
وتقرر عقد اجتماع غير عادى لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين، غدًا الأربعاء، وذلك لمواجهة القرار غير القانونى الذى اتخذته الولايات المتحدة الأمريكية، بعد إعلانها السابق الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلى، والذى يعد بمثابة تحرك مخالف للقانون الدولى وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
وحسب مصدر دبلوماسى عربى، فإن الاجتماع جاء بناء على طلب مندوبية دولة فلسطين الدائمة لدى جامعة الدول العربية، وبعد موافقة دولتين عربيتين وبالتشاور مع مندوبية المملكة العربية السعودية، التى تتولى رئاسة المجلس حاليًا.
وعبر الكرملين، أمس، عن مخاوفه من أن يؤجج نقل السفارة الأمريكية للقدس التوترات فى الشرق الأوسط.
وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمترى بيسكوف، للصحفيين، فى مؤتمر صحفى عبر الهاتف، ردًا على سؤال عما إذا كان الكرملين يخشى من أن تذكى الخطوة التوترات فى المنطقة: «نعم لدينا هذه المخاوف».
وترأس الرئيس الفلسطينى محمود عباس، أمس، اجتماعًا موسعًا للقيادة فى رام الله يضم أعضاء اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة فتح، لبحث التحديات الراهنة ومنها نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة.
من جانبه، قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، الدكتور صائب عريقات، لإذاعة «صوت فلسطين»، أمس، إن الإدارة الأمريكية الحالية أصبحت مركزًا لقيادة الاحتلال والتطرف والعنف فى المنطقة، وأنها لم تعد شريكًا أو وسيطًا لأى عملية سلام.
واعتبر «عريقات» أن افتتاح السفارة الأمريكية بمثابة دفن لعملية السلام ومبدأ حل الدولتين على أساس حدود عام ١٩٦٧، وهو ما يعنى دفع الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى إلى مواجهة مفتوحة وأبدية عبر ضرب الإدارة الأمريكية القوانين والشرائع الدولية عرض الحائط.
وأكد أن السلام حاجة للجميع وليس منّة على أحد، فلن يكون هناك سلام إلا بدولة فلسطينية على حدود ٦٧ بعاصمتها القدس الشرقية، مشددًا على أن القدس ستبقى عاصمة فلسطين الأبدية، ولا يمكن أن يقرر مصيرها ويغير وجهها ولونها ولسانها بمجرد أن قرر الرئيس الأمريكى دونالد ترمب نقل سفارة بلاده إليها. وذكر أن هذا النقل لن يخلق حقًا ولن ينشئ التزامًا، مشيرًا إلى أن الرئيس الأمريكى يحاول أن يشرع ممارسات الاحتلال على الأرض من جرائم واعتقالات وهدم البيوت واستيطان، مؤكدًا أن الاحتلال الإسرائيلى هو الخطر الحقيقى على المنطقة، لأنه منبع الشر ومنبت للفساد السياسى، فإذا ما أراد العالم السلام والأمن فعليه تجفيف منبت الإرهاب وهو الاحتلال الإسرائيلى.
بدوره، قال القيادى بحركة فتح الدكتور أيمن الرقب، إن المطلب الفلسطينى سيكون مطالبة العرب باتخاذ قرار بقطع العلاقات بشكل كامل مع أى دولة تنقل سفارتها للقدس.
وأضاف «الرقب» لـ«الدستور»: «هناك بعض الدول التى نتفهم عدم مقدرتها على فعل هذا الأمر مع الإدارة الأمريكية، ولكن أعتقد أن بمقدورهم فعل ذلك مع الدول الأخرى».
وأشار إلى أنه تم اتخاذ هذا القرار بالقمة العربية، ولكن تم إلغاؤه بسبب القرارات الرافضة له، لافتًا إلى أن الجلسة القادمة للجامعة من المتوقع أن تتخذ هذا القرار ويتم تنفيذ.