رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"استغلال جنسي وبدني".. ما خلف العالم المخملي للسينما والتلفزيون

جريدة الدستور

توفي المخرج روبير طلعت، المخرج المنفذ لمسلسل "طايع"، والذي يؤدي بطولته الفنان عمرو يوسف، وسيعرض خلال شهر رمضان الكريم، بسبب أزمة قلبية مفاجئة أثناء تواجده بمطار إسطنبول بعد عودته من التصوير في دولة جورجيا، وقال أفراد بالوسط الفني إن ما حدث فهو بسبب ضغط العمل، ولهذا فقد سألت الدستور العاملين بالمجال عن الصعوبات التي تواجههم..

"المخرج بيخلص تصوير ويطلع عالمونتاج ويطلع يعاين، الإخراج والإنتاج والتصوير والديكور، كل دول بيشتغلوا عدد ساعات بدون نوم تقضى على أعصابهم وصحتهم، ليه طريقة الشغل تبقى مميتة كدة، ما الشغل يبدأ بدرى، والله حرام، وأهو روبير دفع حياته، الله يرحمه، وينجى الباقيين".. هكذا بدأت سلوى محمد علي حديثها مشيرة إلى ما كتبته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"

جاء هذا تزامنا مع نشر فيديو على أحد المواقع الإباحية، لممثلة شابة تدعى "ش. ح."، بصحبه زميلتها مع أحد المنتجين، وأشار مصدر مقرب منها أنها تعاني من حالة سيئة بعد أن استغل المنتج نفوذه، وأجبرها على تلك الفعلة، وصورها وهي ليست في وعيها.

وقال الناقد رامز عماد: "إن من متاعب المهنة تعامل بعض المنتجين مع الممثلين والممثلات على أنهم مجرد «سلع» وهذا يجعلهم يعملون لعدد ساعات غير آدمى وتحت ظروف اجتماعية ونفسية قاسية، طالما «دافعين ليهم العربون»، ولا بد دائما أن يكونوا مبتسمين رغم إنه ممكن يبقى عندهم مشاكل عائلية وحالات وفاة.. الممثلات لازم يكونوا فى أفضل اطلالة طوال الوقت لأجل مصورين البابارتزي الذين بدأوا في الظهور في مصر".

وأضاف المخرج أمير رمسيس، الذي عاصر المخرج الكبير الراحل يوسف شاهين، متحدثا عن ظروف العمل الصعبة: "شاهين كان بيشتغل ١٢ ساعة بالكتير، وفي أوروبا عشرة، فيهم ساعة راحة"، مشيرا إلى أنه كمخرج لم يكن "تحت ضرس المنتج" كون شاهين يُنتج لنفسه، و"كان حاطط نفس النظام الفرنسي".

وأوضح أن هناك جهات تُقدم معاشا للمتقاعدين من الفنانين، ولكنه "لا يُسمن ولا يغني من جوع"، ويشكل عام الوسط الفني لمصر يفتقر إلى التأمينات، والنظام الصحي الجيد، ولا يوجد احترام لساعات العمل، ويمكن أن تصل الليل بالنهار.

ولأن الأعمال الدرامية تحتاج إلى عدد من الكومبارسات بلغة السوق، أو الموديلز، أو المجاميع، يكون هناك من يتولى إحضارهم ودفع الأموال لهم، وفي هذا سألت الدستور "إيكا"، الذي يمارس تلك المهنة منذ أعوام، وقال: "الأمر بدأ عندما ظهرت وسائل التواصل الاجتماعي، وراحت على مكاتب الريجيسرات"، وعندما سألناه عن سير العملية، قال: "بتيجي لي مكالمة من الإنتاج بيقول لي عايز مثلا 100 فرد، وبيقول لي أشكال ومتوسط سن، والموضوع بيتقسم على 3 مراحل، أ وب وج، حسب الشكل، والبنات بتاخد أكتر من الولاد؛ لأنهم أقل في قبول تلك المهنة، والناس هي اللي بتجيب معاها هدومها ماحدش بيديهم هدوم".

وعن المقابل المادي، يقول: "آخري أمنح الكومبارس في اليوم 250 جنيها، لو 16 ساعة عمل بداية من 5 الفجر لحد الساعة 10 مثلا"، وبعد معرفة أن المنتج يدفع أكثر من ذلك لدرجة تبلغ الثلاثة أضعاف، قال: "أيوة طبعا، ما أنا لازم آخد نسبة، أمال بجيبهم ليه؟ وأكسب منين؟ أنا أتحمل غياب أحدهم ومكالمات وما إلى ذلك".

وعند سؤاله عن طريقة التواصل فيما بينهم، أجاب: "الواتس أب والفيسبوك".

وبعد البحث على هذا الجروب سألت الدستور واحدة من الأعضاء التي عملت مع «إيكا»، وتحمل اسم هدير، فقالت: إنها قلما تتقاضي أكثر من 200 جنيه، ووجبة عبارة عن سندوتشين فول أو طعمية، ولكنها تحتاج لهذا العمل، وتأمل أن تكون مشهورة ذات يوم، وبالفعل الأموال تلك لا تكفي، ولكنها جيدة... "يعني لما أعمل لي 1500 في الشهر مقابل 8 أيام شغل دا مش وحش، وبستلف هدوم من صاحباتي عشان ما ينفعش أروح بنفس الهدوم مرتين".

أما أمنية، فكان لها رأي آخر، وقالت: "أنا شايلة آيفون، ومعايا عربية، ولكني أحب أن أعرف ما يدور في كواليس الأفلام والمسلسلات، عندي هواية كدا، والفلوس مش فارقة معايا ولكني أشعر بالأسي إذ أنه في مرة شاهدت فتاة حضرت مع طفلتها الصغيرة ولم تجد مكانا لترضعها ففتحت لها سيارتي".