رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

يوسف زكريا.. ‏«باشمهندس» هرب من زحمة القاهرة لبيع «الكريب» فى قرى القليوبية

جريدة الدستور

فى الوقت الذى اعتاد فيه الشباب الهرب من القرى والمحافظات والقدوم إلى القاهرة، من أجل العمل وتحقيق الذات، قرر «يوسف زكريا»، صاحب الـ٢٤ عامًا، خريج كلية الحاسبات والمعلومات، ‏التصرف بشكل مختلف، والخروج بمشروعه عن إطار العاصمة المزدحمة.‏

يقول «يوسف»: «أنا مهندس حاسب آلى، اشتغلت فى شركات كتير بعدد شعر راسى، وطبعًا شوية ملاليم بناخدهم ولا بيكفونى شخصيًا، كل يوم بنفرح لما نلاقى مطلوب فلان لوظيفة كذا، وفى الآخر يا ‏بيطلع الموضوع نصب، يا إما شغل مش فى تخصصنا، أو مش بنحبه».‏

الشاب العشرينى قرر عدم الاستسلام لهذه الظروف، وبدأ حياته العملية فى عمر الـ١٤: «اشتغلت فى محل صيانة كمبيوتر، واشتغلت كول سنتر، ودعم فنى، وفى شركة سياحة، وفى شركات تسويق، ‏غالبًا مفيش شغلانة ماشتغلتهاش».‏

وكغيره من الشباب الطامح إلى تأمين مستقبله المادى، وبناء بيت وأسرة، لم يتمكن «يوسف» خلال عمله فى هذه المهام المختلفة من سد احتياجاته الشخصية. يوضح: «كنت باخد مرتب ١٢٠٠ جنيه، ‏ماكانوش بيكفوا أى حاجة، وأهلى بيساعدونى عشان أكمل باقى الشهر، يبقى أنا كنت باشتغل على الفاضى بقى». كل هذه الظروف دفعته للتفكير فى مشروعه البسيط: «قررت مخالفة القاعدة، وقلت ‏لنفسى: طب ما تتعب ويطلع عينك فى مشروعك أنت، وفكرت أعمل مشروع صغير، عربية كريب وزلابية وبطاطس وحمص الشام، وفيها إيه يعنى لما أشتغل فى مشروع لحسابى؟، المهم أكفى نفسى، ‏وأبنى مشروعى بإيدى، وانطلقت بمشروعى من قرية دندنة، فى مركز طوخ بالقليوبية».‏
وهكذا اتجه الشاب إلى تأسيس مشروعه الخاص، ليكون بداية انطلاقه، فى الاعتماد على نفسه، وتولى مسئولية توفير كل احتياجاته: «فيه ناس كتير قالوا لى إنى هافشل، لأن دى مش شغلتى، بس أنا ‏صممت أكمل مشروعى رغم العواقب اللى ممكن أواجهها، وكانت أسرتى بتساعدنى على ده».‏
‏«آيس كات»، هو مشروع «يوسف» الذى بدأه عبر عربة طعام، يصنع بها الكريب والزلابية، وحمص الشام. وعن هروبه من المدن يقول: «رحت هناك عشان الإيجار كان معقول، ومش غالى زى ‏المدن، وهناك الناس ماتعرفش يعنى إيه كريب، ودا خلق فرص بيع أعلى، عشان عرضت ليهم اللى مش موجود عندهم».‏
نجاح المشروع دفع عددًا من أصحاب المطاعم إلى محاولة اجتذابه للعمل معهم، من أجل زيادة الزبائن، من غير المعتادين هذه الأنواع من الطعام فى معظم المناطق الريفية فى المحافظات.‏