رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكورة.. مش بس إجوان

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

كثيرٌ ما نسمع تعليقاتٍ غريبة عن كرة القدم مثل «هو إيه كرة القدم دى اللى فيها ٢٢ لاعب بيجروا ورا كورة!» ويقف المرء مذهولًا أمام هؤلاء الذين لا يرون من الكرة إلا الجانب البدنى فقط، ويعجزون عن رؤية الجانب الفكرى التكتيكى والرياضى الأخلاقى الذى يضفى على الحماسة جوا من الجمال والإنسانية. فتخلب ألبابنا.
فحينًا ترفعنا لنطول السماء فرحًا. وحينًا تظلل حياتنا برمادى الحزن والوجوم. لذا اتجه العديد من الكتاب الشباب إلى الكتابة عن كرة القدم وأبرز ما كان فيها من لحظات ومواقف بأسلوب أدبى أقرب للقصص والروايات، فيبعثون الحياة فى تلك اللحظات، ليفهم كل من أساء فهم الكرة حقيقتها التى هى عليها وجعلها تستحق لقب الساحرة المستديرة.
«أنا شغفى بكرة القدم من وأنا طفل صغير. كان بادئ بفريق محلى وهو الأهلى، لدرجة إن كان عقابى وأنا طفل إنى ممكن أتحرم من الفرجة على الماتشات!» هكذا بدأ محمد هشام محرم- خريج كلية الآداب ذو الـ٢٦ عامًا- حديثه عن شغفه بكرة القدم، ثم استكمل قائلًا «وبعدين من حسن حظ جيلى إن كان فى بطولات أوروبية بتيجى عالتليفزيون المصرى وده ساعدنا نتابع فرق أوروبية ومنتخبات كتير فى كاس العالم ١٩٩٨ و٢٠٠٢، فبدأت الكورة تاخد حيز من اهتمامى وبدأت أفهمها بشكل أحسن».
وعن بداية اتجاهه للكتابة تحدث محمد قائلًا: «أنا كنت بكتب كويس ولكن مكنش فى حب وشغف إلا بعد ثورة يناير عن طريق الحديث عن الأفكار اللى بتدور جوايا سواء كان فى ورق بيتوزع أو مواقع عالنت. وبعد ما لقيت إن دى الحاجة اللى بحبها جربت أكتب فى كذا جريدة ولكن مكنتش بتقبل بسبب توجهاتى الثورية شوية اللى مكانتش مطلوبة ساعتها، وبعدها لقيت فرصة كتابة فى أحد المواقع الرياضية وبدأت أرقى فى الموقع ده. وجربت أكتب عن مواقف وتكتيكات الكرة فى صورة قصص عن اللعيبة زى (ريان جيجز) و(لوكا مودريتش) ولقيتها حازت إعجاب الناس من أصحابى وجمهور الصفحة».
واستكمل محمد حديثه عن رحلته مع الكتابة: «خدت قرار بعد كده إنى مش عاوز أكتب زى الناس فى الكورة، مجرد أخبار وأرقام وخناقات (كريستيانو رونالدو) و(ليونيل ميسى) المعتادة. فقررت أسيب الموقع اللى شغال فيه. وعملت صفحة باسمى على موقع الفيسبوك وبدأت أكتب التحليلات الكروية والمواقف بأسلوب قصص. لقيت الموضوع عجب الناس وده خلانى أكمل، لحد ما لقيت تواصل من دار نشر عشان تنشرلى كتاب، وبالفعل أنا كان بقالى فترة مجهز حاجات، فدى كانت الفرصة إنه يتنشرلى كتاب «حواديت حرة مباشرة» عن الكورة بأسلوب أدبى، لأنى شايف الكورة متفرقش عن أى حاجة بتتوصف بأبيات شعر».
«بدأت كتابة من ٧ سنين تقريبا، وبداية حبى للكتابة سبب تشجيعى لليفربول وكانت عندى صفحة خاصة بالفريق بكتب فيها مقالات رأى عن الفريق وأدائه». هكذا بدأ أبانوب صفوت حنا- خريج طب الأسنان ذو الـ٢٦ عاما- حديثه عن بداية شغفة بالكتابة عن كرة القدم.
واستكمل أبانوب حديثه قائلًا، «وبعد كده عرضت عليهم بعض المقالات فى موقع (جول)، واتنشر مقال عن ليفربول وكانت بداية الانطلاقة دى بداية صفحتى على موقع الفيسبوك بعد ما كتبت كذا مقال فى (جول)، بس بدأت تاخد طابع تانى بتكلم فيه عن كل المواقف العاطفية فى كرة القدم لأنها بتمسنى وده ميتعبرش عنه غير بأسلوب أدبى».
وعن اللقطات التى يعشق أبانوب الكتابة عنها قال، «لقطة زى بكاء أى لاعب كبير خسر نهائى بطولة كانت تنقصه. ولحظات الإصابات الخطيرة اللى بتطوّل وبتخلى المصابين يسيبوا الملعب والدموع مالية عينيهم. كل دى لحظات مؤثرة وجميلة».
وعن طموحه للفترة القادمة قال: «طموحى فى مجال الكتابة إنه يكون ليا كتاب عن الأدب الكروى، دى مش حتبقى أول مرة. فيه ناس ليها كتب، وبرضه نفسى إنه يبقى فيه مواقع مختصة بالجانب النفسى لكرة القدم والرياضة عامة، لأن الجانب النفسى مهم جدا فى الكورة، مدربين كتير بيعتمدوا عليه بجزء كبير زى يورجن كلوب مثلًا!».