رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أزمة سوريا تحتل اهتمام صحف الإمارات

أزمة سوريا تحتل اهتمام
أزمة سوريا تحتل اهتمام صحف الإمارات

اهتمت الصحف الاماراتية الصادرة صباح اليوم في مقالاتها الافتتاحية، بالأمن القومي العربي والتحديات التي تواجهها المنطقة العربية. . بجانب التكاليف الباهضة التي يتحمها المجتمع الدولي نتيجة استمرار الأزمة السورية وعدم إيجاد حل لها .. إضافة إلى التقارير التي تتحدث عن وجود قوة مادية ومعنوية لتنظيم القاعدة في بعض الدول العربية والتي يجب أن تؤخذ بصورة جادة ومسؤولة.

وتحت عنوان "أين أمننا القومي" حذرت صحيفة "الخليج" من أنه تحت ذريعة "الأمن القومى" تحولت المنطقة العربية إلى ساحة مفتوحة لحرب كونية تستخدم فيها مختلف أنواع الأسلحة العسكرية والدبلوماسية والأمنية والمالية وتنخرط فيها دول إقليمية ودولية و قوى وأحزاب ومجموعات من مختلف الأطياف السياسية والدينية المعتدلة والمتطرفة اليمينية واليسارية بعضها من أهل المنطقة وبعضها تم استيراده من الخارج .. مضيفة أن الكل يشارك في صراع استراتيجيات وأجندات تصب في ضرب الكيانات الوطنية وتفتيت وحدتها، استعدادًا لإعادة رسم خريطة جديدة لها تولد من رحمها دول دينية ومذهبية مجهرية.

وأضافت، أن الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى ترى أن المنطقة العربية جزء من مصالحها الاقتصادية والأمنية والاستراتيجية وتعتبر إسرائيل جزءًا من أمنها القومي نظرًا لما تمثله من خدمة كقاعدة متقدمة تحمي هذه المصالح لذا تعمد إلى تعزيز قوتها لتأمين تفوقها العسكري بما يمكنها من القيام بدورها وهي تعطي الأولوية لإسرائيل ومصالحها في كل موقف أو إجراء تمارسه في المنطقة وترى أن كل ما تقوم به إسرائيل تحت ذريعة حماية أمنها يأتي في سياق مفهوم الأمن القومي الأمريكي خصوصا والغربي عموما.

وأشارت إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن قبل يومين خلال زيارته مقر القوات المسلحة أن "البحر المتوسط منطقة استراتيجية مهمة و لدينا فيها مصالح مرتبطة بضمان الأمن القومي لروسيا الاتحادية " وبما أن جزءا مهما من المنطقة العربية يقع على ضفاف المتوسط .. فإنها تدخل أيضا في صلب الأمن القومي الروسي.

وأوضحت، أن بوتين طبعًا يقصد من كلامه ما يجري على الساحة العربية من صراع و يعتبر أن روسيا جزء من هذا الصراع لحماية أمنها القومي.

ونوهت، بأنه قياسًا على ذلك تدخل إسرائيل بشكل فاعل في صراع هذه الاستراتيجيات ومعها إيران وتركيا و الكل يستغل حالة الفوضى التي تعصف بالمنطقة و حالة الفراغ الناجمة عن الغياب العربي.

وأكدت "الخليج" في ختام افتتاحيتها أن الكل يتخذ من المنطقة العربية ساحة للصراع تحت ذريعة "الأمن القومي" إلا العرب الذين قرروا التخلي عن أمنهم القومي، وتركوا أرضهم مستباحة لصراع الآخرين عليها..وما نشهده الآن من حروب وفتن وتدمير وقتل في غير مكان هو نتيجة لهذا التخلي والعرب وحدهم ضحايا النتائج والتداعيات الكارثية لهذا الصراع.

من جانبها قالت صحيفة "البيان": إنه لم يسبق للأمم المتحدة أن أطلقت نداء عبر تاريخها لجمع المساعدات بحجم المبلغ المطلوب لسوريا فالمليارات الخمسة لدعم نحو 25 ر10 ملايين سوري بحلول نهاية عام 2013 بما يعادل نصف سكان البلاد تزيد عن المعونات التي جمعتها الأمم المتحدة لمواجهة تداعيات كارثة تسونامي عام 2004.

وتحت عنوان "تكاليف عدم الحل في سوريا" أضافت الصحيفة أنه بالنظر إلى تداعيات الأزمة السورية فإن المبلغ الذي قدرته الأمم المتحدة "المليارات الخمسة" سيكون كافيا لفترة محددة في حال تم الإيفاء بالتعهدات من جانب الدول المانحة بمعنى أنها ليست مبلغًا استراتيجيًا قياسًا إلى حجم المعاناة ومن الممكن أن يأتي يوم تصبح فيه تكاليف الإغاثة الإنسانية لوحدها تفوق عشرة مليارات دولار ليس فقط لنصف السكان بل لكل السوريين الأمر الذي يحتم أن تكون هناك ميزانية دورية لسوريا تحل محل ميزانية النظام السوري الذي يضع كافة الموارد في خدمة المجهود الحربي".

وأضافت، أنه لا يخفى أن للدول مسئولياتها الخاصة ولن تكون الاستجابة لنداءات الأمم المتحدة المتكررة سهلة بطبيعة الحال وذلك دليل آخر على عجز المجتمع الدولي عن التقدم بحل سياسي للأزمة.

وأشارت، إلى أنه بدلاً من التعامل بجدية أكبر مع الأزمة في سوريا وتداعياتها الإقليمية والدولية تجاهلت القوى الدولية النتائج الحتمية لهذه السياسة وبات عليها اليوم مواجهة ذلك بنفسها تفاديا لكارثة أكبر ليس فقط بالنسبة للشعب السوري وتردي الأوضاع داخل سوريا بل في مخيمات اللاجئين في دول الجوار فضلا عن المشكلات الأمنية الخطيرة التي تلوح في الأفق ".

وأكدت "البيان" في ختام إفتتاحيتها أن على المجتمع الدولي مواجهة تكاليف عدم التدخل التي تفوق تكاليف التدخل بأضعاف مضاعفة ..مضيفة أن الأمر تأخر كثيرا لكنه ليس مستحيلا حتى الآن وهو يشكل درسا للمعنيين في المستقبل أنه "إذا لم تتدخل الآن..فستفعل ذلك لاحقا وبثمن أكبر".

من جهتها شددت صحيفة " الوطن " في افتتاحيتها على ضرورة أن تؤخذ التقارير التي تحدث عن وجود قوة مادية ومعنوية لأعضاء تنظيم القاعدة في بعض الدول العربية .. بصورة جادة ومسئولة لأن الشواهد تقول إن وجود القاعدة في اليمن والعراق وسوريا وليبيا وتونس يوضح مدى تغلغل هذه الجماعات مستفيدة من الظروف الاستثنائية التي صنعتها مرحلة " الربيع العربي" من فوضى وتوترات وصدامات وصراعات مفتوحة على كل الوسائل والأدوات بما فيها الحروب الأهلية مثل ما يحدث في سوريا ويحدث بصورة أضيق في العراق.

وتحت عنوان /خطورة تنظيم القاعدة/أكدت أن الأجهزة الأمنية العربية مطلعة على الحقائق والوقائع والتفاصيل التي تختص بنشاط القوى الإرهابية في المنطقة العربية ومنها تونس التي دخلها عدد كبير من أعضاء التنظيم بعد أقل من عام من اندلاع الثورة الشعبية التي جرت في تونس.

وأشارت هذه التقارير إلى أن الاستخبارات العسكرية والأمنية التونسية توصلت إلى معلومات موثوقة تؤكد أن تنظيم القاعدة رسم خطة للانقضاض على السلطة من خلال توسيع دائرة عملياتها إلى مناطق قريبة من تونس العاصمة مستعينا بخلاياه النائمة التي نجحت في الدخول إلى تونس منذ الإطاحة بنظام الرئيس زين العابدين بن علي في 14 يناير2011 .. فيما كشف المتحدث باسم وزارة الدفاع في تونس أن المجموعات الإرهابية المتحصنة بجبل الشعانبي كانت في حالة تمركز وانتقاء مكان يكون آمنا ومنعزلا لبدء المرحلة الثانية من مخططهم ألا وهو التدريب لتكوين مجموعات تقوم فيما بعد بالتصادم مع الأمن والجيش للانقضاض على السلطة.

وأوضحت أنه إذا قيست هذه التقارير التي ترد من تونس ومطابقتها مع تقارير ترد من ليبيا وسوريا والعراق واليمن فإن المؤشر يدل على حالة الخطر التي تواجه هذه الدول ودول عربية اخرى إذا لم يستفق المسؤولون في هذه الدول إلى أهمية التنسيق والتعاون بين المؤسسات في الداخل لاستئصال هذه البقع الحالكة في المجتمعات العربية.

وأشارت إلى أن هذه الجماعات الإرهابية قد نشطت مؤخرا بصورة أكثر تنظيما وتنسيقا وربما يعود هذا الأمر إلى تغيير في خطط القيادة المركزية للتنظيم الذي يقوده حاليا أيمن الظواهري وتأثير معرفته بالمنطقة على الأداء الارهابي للتنظيم.

ونوهت بأن التنظيم قد لاينجح في الاستيلاء على مقاليد الحكم في أي من هذه الدول بسبب تكتيكاته وأساليبه وأدواته الهمجية والإرهابية التي لا تجد قبولا حتى من " الإسلاميين المتشددين " الذين يشكلون طابورا خامسا يساند ويساعد ويدعم ويعين هذه الجماعات على الاختراق والتدمير.

وأوضحت أن أساليب هذه الجماعات تكاد تكون واحدة في مختلف هذه الدول وهو أسلوب التفجيرات ومهاجمة معسكرات ومقار الأجهزة الأمنية باعتقاد أن شل قدرة هذه القوى الأمنية سيقود إلى ضعضعة الأمن وتخويف المواطنين وإثارة الرعب في دواخلهم لأن استهداف أجهزة الأمن يعني محاولة ضرب خط الدفاع الأول عن الدولة وهو ما تسعى إليه هذه الجماعات بأن تكشف ظهر السلطة والدولة وتعري قدراتها وتشكك الشعوب فيها.

وحذرت "الوطن" في ختام إفتتاحيتها من أنه إذا نجحت هذه الخطط فإن الطريق سيكون سالكا لمن يريد أن يتقدم من هذه الجماعات المتشابهة في العمل والهدف والوسائل والأدوات نحو السلطة خاصة وأن هناك تفاهمات سرية بين مختلف الجماعات التي تسعى نحو هدف واحد بوسائل مختلفة.