رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمد فودة يكتب: عصر الكبار.. نجوم رمضان وسباق اللحظات الحرجة

جريدة الدستور

يشهد سباق دراما رمضان هذا العام منافسة حادة بين عدد من أبرز نجوم الفن، يأتى فى مقدمتهم عادل إمام، ويحيى الفخرانى، وغادة عبدالرازق، ومحمد رمضان، وأحمد عز.

وعلى الرغم من أن الغالبية العظمى من مسلسلات رمضان هذا العام لم يتم الكشف عن تفاصيلها، إذ يتعمد صنّاعها على إحاطتها بالسرية التامة، فإن الإعلانات التشويقية التى أذاعتها الفضائيات عن تلك المسلسلات، أسهمت بشكل كبير فى التعرف عن قرب على تلك المسلسلات، وأن نضع أيدينا على نقاط الضعف والقوة لدى هؤلاء النجوم.

«عوالم خفية» فرصة عادل إمام الأخيرة للحفاظ على اسمه.. ونجاح «بالحجم العائلى» مؤكد
يبدو أن الزعيم عادل إمام قد عزّ عليه ترك المشاهدين فى شهر رمضان من كل عام، خلال السنوات الأخيرة، دون أن يظهر ويشارك بمسلسل جديد، ليثبت لنفسه وللآخرين أنه لا يزال قادرًا على العطاء.
وعلى الرغم من أن هذا الأمر مهم لأى فنان، فإنه فى حالة الزعيم فإن المسألة فى غاية الحساسية، خاصة أنه حينما يقدم عملًا دون المستوى، فإن ذلك يترك أثرًا سلبيًا لدى المشاهدين وعشاق فنه.
أقول ذلك لأن الزعيم كان قد وقع بالفعل فى فخ التكرار، وكرر نفسه خلال السنوات الماضية، وتحولت الشخصية التى يقدمها إلى نسخة واحدة يعيدها فى كل مسلسلاته، مع تغيير طفيف، حتى وإن اختلفت فى الشكل، فإن رائحة الكوميديا تفوح منها بنفس الدرجة فى كل مسلسل.
وحينما أتحدث عن مشاركته فى رمضان هذا العام، فيبدو أن حكايات الأشباح والجن والعفاريت قد استهوته بعد تقديمه «عفاريت عدلى علام»، فأتى فى رمضان هذا العام بمسلسل يحمل اسم «عوالم خفية»، وهو باكورة إنتاج شركة «ماجنوم» التى يملكها ابنه «رامى»، الذى يتولى إخراج المسلسل أيضًا.
المسلسل من تأليف أمين جمال ومحمد محرز ومحمود حمدان، ولم يتم تسريب الخط الرئيسى لقصة العمل، ولكن التعبير نفسه يوحى بأن هناك شيئًا ما غير مرئى، وأن الزعيم يبحث عن مجهول ما.. لذا فإنه ومن خلال الإعلان التشويقى للمسلسل نجد أنفسنا أمام عمل قد يكون قريبًا من أعماله السابقة، وهو ما يدعوننى إلى القول إن هذا المسلسل قد يكون الفرصة الأخيرة أمام الزعيم ليحافظ على اسمه وتاريخه الفنى الطويل، الذى يتطلب منه أن يكون مختلفًا بالفعل، سواء فى موضوعه أو فى طريقة أدائه التى حفظناها عن ظهر قلب، بل إنها تحولت مع مرور الوقت إلى مصدر للملل وليس شد انتباه للمشاهدين تجاه عمل درامى لم يُعرض بمفرده، بل هو ضمن قائمة طويلة من الأعمال الدرامية.
ويواصل النجم يحيى الفخرانى مفاجأة جمهوره ومحبى فنه، فيقدم لنا فى رمضان هذا العام مسلسله الجديد «بالحجم العائلى»، وهو مسلسل تدور أحداثه فى إطار كوميدى اجتماعى، من تأليف محمد رجاء، وإخراج هالة خليل فى أولى تجاربها بالتليفزيون.
واللافت للنظر أن «الفخرانى» اختار أن تشاركه البطولة النسائية النجمة ميرفت أمين، لتكتمل العناصر التى من شأنها تحقيق النجاح للمسلسل، ولن أتوقف أمام نوعية المسلسل، فهو من النوع الكوميدى الذى قدمه «الفخرانى» من قبل وبرع فيه عن جدارة فى مسلسله الناجح «يتربى فى عزو»، لأن هذا الأمر محسوم بالنسبة لنجم مثله، فحتى وإن كانت الشخصية فى المسلسل الجديد مختلفة عن شخصية «حمادة عزو» إلا أننا بكل تأكيد على موعد لمشاهدة شخصية كوميدية من الطراز الأول، وسيكون «بالحجم العائلى» مرحلة فاصلة فى تاريخ «الفخرانى» ونقطة ارتكاز جديدة سوف يتحدد من خلالها إلى أين تتجه بوصلة الفنان الكبير خلال الفترة المقبلة.

غادة تمتلك مقومات النجاح فى «ضد مجهول»
تدخل النجمة غادة عبدالرازق السباق الرمضانى هذا العام بمسلسل جديد يحمل اسم «ضد مجهول»، وعلى الرغم من أن شهادتى قد تكون مجروحة حينما أكتب عن «غادة»، فإننى على أمل أن تعود «فينوس الدراما»، وهو اللقب الذى كنت قد أطلقته عليها لتتربع على عرش النجومية بهذا المسلسل، تلك النجومية التى كانت قد حققتها بالفعل فى عدة أعمال من قبل، وأعتقد أن هذا الأمر لن يكون صعبًا عليها تحقيقه، إذ أنها عادت مجددًا هذا العام لتتعاون مع الكاتب الموهوب أيمن سلامة، الذى حققت معه من قبل نجاحًا منقطع النظير فى «مع سبق الإصرار»، و«حكاية حياة».
ليس هذا فحسب، بل إن «غادة» بعيدًا عن تعاونها مع «سلامة»، فهى أيضًا فنانة موهوبة ومعجونة بالقدرات التمثيلية الهائلة، وتمتلك بالفعل مقومات النجاح والتألق، كما أن لديها الإصرار والعزيمة على أن تحجز لنفسها مكانًا متميزًا بين نجمات الصف الأول.
واللافت للنظر أن مسلسل هذا العام لـ«فينوس» يُخرجه طارق رفعت، بعد أن تخلصت من التعاون مع المخرج الفاشل، المدعى، الذى كان يردد فى كل مكان بمناسبة ودون مناسبة أنه السبب فى نجومية «غادة»، وهو ما يخالف الواقع تمامًا، فـ«غادة» ليست فى حاجة إلى أمثال هذا الفاشل.
وبينما أكتب الآن عن «فينوس»، فإننى أتمنى أن تهتم بفنها وتركز فى تطوير أدواتها التمثيلية، وأن تبتعد عن الصغائر التى لم تجن من ورائها سوى المزيد من التشتت، كما أننى كلى أمل فى أن يكون المسلسل الجديد بداية حقيقية لتصحيح تلك الصورة غير اللائقة التى رسمها لها هذا المخرج الفاشل، فما أن شاهدت الإعلان التشويقى للمسلسل حتى شعرت بأننا على موعد لعودة «فينوس» حتى تكمل مسيرتها، وهذه ليست مجاملة لها، فأنا شاهد على تاريخ مشرف ومشوار طويل وصعب جدًا لم يكن مفروشًا أمامها بالورود منذ دخولها مجال التمثيل، حتى أصبحت فيه الآن أكثر نضجًا واحترافية. وفى تقديرى، فإن مقومات نجاح هذا المسلسل تكمن أيضًا فى الاختيارات شديدة الذكاء لفريق العمل، الذى يشارك «غادة» فى بطولة المسلسل.

«نسر الصعيد» صمام الأمان لـ«رمضان».. وعز يخطف الجمهور
بعد غياب عام كامل عن الدراما التليفزيونية، وهى الفترة التى كان قد حقق فيها نجاحًا كبيرًا بمسلسل «الأسطورة» فى رمضان قبل الماضى، يعود النجم محمد رمضان إلى جمهور الشاشة الصغيرة من جديد بمسلسل «نسر الصعيد»، وهو من تأليف محمد عبدالعاطى، وإخراج ياسر سامى.
شاهدت أول إعلان تشويقى للمسلسل، الذى جعلنى أخشى أن نرى هذا العام «رمضان» فى نفس الاتجاه الذى سلكه من قبل، حينما قدّم لنا أدوار البلطجة والمخدرات التى كانت مصدر نفور واستياء شديد لدى قطاع عريض من المشاهدين، خاصة أن الإعلان التشويقى للمسلسل لم يخل من مشاهد الحركة والمطاردات، التى اتسمت بها كل أعماله الفنية، سواء فى السينما أو المسرح أو التليفزيون.
ولأننى على قناعة تامة بموهبة «رمضان» التمثيلية، فإننى أخشى أن يكون قد انساق فى مسلسله الجديد وراء تلك النوعية من الأدوار، التى انزلقت قدماه فيها فأخذت الكثير من موهبته وقدراته الإبداعية، وتركت أثرًا سلبيًا فى نفوس محبيه، وهو ما يؤكد أن «نسر الصعيد» قد يكون بمثابة طوق النجاة له، ليستطيع أن يخرج إلى جمهوره بشخصية مختلفة قادرة على تفجير طاقاته الإبداعية.
أما النجم أحمد عز، فإنه يعود من جديد للدراما التليفزيونية بمسلسل «أبوعمر المصرى»، وذلك بعد غياب ٣ سنوات عن الدراما الرمضانية، حيث كان آخر مسلسل قدّمه فى رمضان ٢٠١٤.
هذا العام يطل علينا «عز» بشكل مختلف تمامًا عما اعتاده الجمهور، إذ يتناول المسلسل الجديد قصة مثيرة يوضح من خلالها مراحل تجنيد الشباب فى الجماعات الإرهابية، الأمر الذى بات يشغل الجمهور ومؤسسات الدولة، ويبدو أن هذا الدور أرهق «عز» وتطلب منه تدريبات بدنية عالية حتى يمكنه أداء الدور بأفضل شكل.
هذا المسلسل فى تقديرى سيكون فرصته لجذب المشاهد، فإلى جانب قيام نجم فى حجم «عز» ببطولته، إلا أن هناك عنصرًا مهمًا لجذب المشاهد، يتمثل فى محتوى المسلسل المأخوذ عن روايتى «مقتل فخر الدين»، و«أبوعمر المصرى» للكاتب عزالدين شكرى، وقد كتبت له السيناريو والحوار الكاتبة مريم نعوم.