رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

دراسة: «الأدوية المغشوشة ومنتهية الصلاحية سبب انتشار الملاريا»


أصبحت الملاريا، وهي عدوى طفيلية ينقلها البعوض، وتؤثر على نحو 3.2 مليار شخص في 95 بلدا، مرضًا شائعا بين الشباب والفقراء.

وقد تسببت الأدوية الفعالة مثل: "الكلوروكين"، و"الأرتيمسفينات"، في انخفاض وفيات الملاريا بنسبة قدرت بـ60% في جميع أنحاء العالم بين عامي 2000- 2015، حيث شهدت الأمريكتان وإفريقيا أكبر قدر من التحسينات، ومع ذلك تم الإبلاغ عن 216 مليون حالة ملاريا جديدة في عام 2016، حدث معظمها في نيجيريا، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وأوغندا وساحل العاج، وموزمبيق، ليلقى ما يقرب من 445.000 شخص حتفه متأثر بالإصابة بالعدوى، كان 70% منهم من الأطفال دون الخامسة.

وطرحت الدراسة تساؤلا، إذا كانت الملاريا مرضا قابلا للشفاء فى ظل وجود علاج فعال، فلماذا لا تزال تفتك بالكثيرين؟

وكشف بحث جديد أجري في كلية الطب جامعة "نيويورك" الأمريكية، أن صناعة الأدوية أحد أسباب استمرار الفجوة فى انتشار الملاريا في العالم النامي، ففى العديد من البلدان الإفريقية الفقيرة فإن العديد من أدوية الملاريا قد انتهت صلاحيتها أو مغشوشة.

على الصعيد العالمي، تحدث حوالى 200،000 حالة وفاة يمكن الوقاية منها كل عام بسبب الأدوية المضادة للملاريا المغشوشة، وقد تكون الأدوية غير القياسية أو المطابقة للمواصفات الدوائية مسئولة عن وفاة ما يصل إلى 116000 حالة وفاة في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وحدها سنويا، وفقا لتقديرات "منظمة الصحة العالمية" الأخيرة.

يأتي ذلك في الوقت الذي تشهد فيه الأدوية المغشوشة انتشارا واسعا، حيث تشير التقارير إلى ارتفاع معدلات الأدوية المغشوشة المعالجة للملاريا بنسبة بلغت 90% بين عامى 2005 – 2010، وفي 2012، وجد فريق بحث مشكل من قبل "معاهد الصحة القومية الأمريكية"، أن حوالي ثلث الأدوية المضادة للملاريا التي تم توزيعها في جنوب شرق آسيا، وإفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، كانت ذات جودة رديئة.

وقبل بضع سنين، كانت 44% من إجمالي الإمدادات الدوائية المكافحة للملاريا فى السنغال، تفشل فى اختبارات مراقبة الجودة.

ووجدت تقارير مختلفة أن العديد من الأدوية المغشوشة تصنع في الهند، تليها الصين، ثم هونج كونج وتركيا، ويبدو أن بعض شركات تصنيع الأدوية غير الشرعية أو غير المرخصة على اتصال مع جماعات الجريمة المنظمة لتوزيع هذه العقاقير، وبشكل عام يتم تقليد أدوية الملاريا بنوعين من الأدوية المضادة للملاريا الشائعة: "الكينينين" و"الأرتيميسين".

ودق البحث ناقوس الخطر من أن الأدوية المضادة للملاريا، التى يتم توزيعها فى دول العالم النامى، قد تكون أيضا دون المستوى المطلوب.. ويتم إنتاج هذه الأدوية من قبل شركات مصنعة غير شرعية أو غير مرخصة ولا تتوافق منتجاتها الدوائية مع معايير منظمة الصحة العالمية، وهذه الأدوية، التي يتم إنتاجها عمدا أو عن غير قصد، لا تمنع الإصابة بالملاريا لدى المرضى الذين يتناولونها، بل الأسوأ من ذلك، أنها يمكن أن تؤدى لتطوير طفيل الملاريا لمقاومة الأدوية وهو ما يشكل خطرا كبيرا لكل من يعيش فى مكان به مرض ملاريا.

وحتى الآن، تم الإبلاغ عن مقاومة الأدوية المشتقة من الأرتيميسينين في جنوب شرق آسيا، لكن الأطباء يخشون من انتشار المقاومة.

ووفقًا "لمنظمة الصحة العالمية"، يُقدر أن العلاجات الطبية المتكررة بسبب العقاقير غير الفعالة تبلغ تكاليفها على المرضى في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى ومقدمي الرعاية الصحية ككل حوالي 38.5 مليون دولار سنويًا.