رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الهلباوى» يدعو للمصالحة.. و«عيد»: الشيطان يكمن في التفاصيل

الهلباوى
الهلباوى

للمرة الثانية خلال فترة وجيزة، يطل علينا مفكر سياسي -إن جاز الوصف-، يتحدث عن مبادرة للتصالح مع جماعة الإخوان، وأعضائها بهدف عودتهم إلى المسيرة الوطنية كما زعما، وكأن دماءً لم تسيل بحورًا بعد عودة الجماعة إلى المشهد السياسي بشكل بارز بعد ثورة يناير، وكأن تاريخ الجماعة يشهد لهم بقبول التحالفات والتصالح والالتزام به.

خرج الهلباوي متحدثًا عبر الأذرع الإعلامية للجماعة الإرهابية، معلنًا عن نيته لطرح مبادرة للمصالحة مع جماعة الإخوان الإرهابية وتشكيل مجلس حكماء من شخصيات وطنية وقومية ومعروفة من أصحاب الخبرات الكبيرة مصرية وعربية ودولية.

وقال الهلباوي، في حديثه مع موقع "عربي 21"، إن مجلس الحكماء المزعوم يضم عبد الرحمن سوار الذهب، الرئيس السابق للجمهورية السودانية، ومرزوق الغانم، رئيس مجلس الأمة الكويتي، وعبد العزيز بلخادم، رئيس الحكومة الجزائرية الأسبق، والصادق المهدي، رئيس حزب الأمة القومي المعارض في السودان، ومنير شفيق، مفكر فلسطيني، ومعن بشور، مفكر وكاتب سياسي لبناني، ومحمد فايق، رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان، وعمرو موسى، الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، بالإضافة إلى شخصية أزهرية، وأخرى تمثل الأقباط".

الغريب في الأمر أن الحديث عن المصالحة مع الجماعة الإرهابية رفضه ونبذه الشعب المصري أكثر من مرة، وحتى تم الرفض التلميح له من قِبل بعض الإعلامي الكبير عماد أديب، خلال لقاءه مع الإعلامي أحمد موسي، في نهاية الشهر الماضي، متحدثًا عن كيفية استقطاب الشباب وإشراكهم في الحياة السياسية، وهو ما فهمه البعض بالتلميح لمصالحة مع الجماعة الإرهابية، وشن هجومًا عليه من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وهو ما يؤكد الرفض التام والبين للحديث عن أي مصالحة أو ما شابه ذلك.

فيما أكد الهلباوي، في حديثه، أن المصلحة العليا مقدمة فوق أي اعتبار آخر، مطالبًا جميع الأطراف المعنية بسرعة الاستجابة لهذا المقترح، والتعاطي معه بشكل إيجابي، وإعلاء المصالح العليا للوطن فوق أي مصالح أخرى ضيقة، داعيًا لتقديم تنازلات، حتى لو مؤلمة لأصحابها، من أجل محاولة رأب الصدع وحقن الدماء، مضيفًا أن بعض المرشحين ضم أعضاء الحكماء اتصلوا به خلال الفترة الماضية ورشحوا مجموعة أخرى من الشخصيات الوطنية المشهود لهم بالنزاهة.

وأوضح الهلباوي أنه سيتم الإجابة عن كل القضايا المطروحة علي الساحة المصرية من خلال الحكماء إذا تم تنظيم اجتماع قريب، ولهم إضافة من يريدون إلى اللجنة التي سيتم تشكيلها، والتي قد تصبح مجلسًا وطنيًا قوميًا، وسيتم النظر في المسائل واحدة تلو الأخرى، بدلًا من البحث عن حلول عند أمريكا أو أوروبا أو لدى روسيا وإسرائيل.

الشيطان يكمن في التفاصيل

أعلن سامح عيد، الباحث في شئون الجماعات الإرهابية، رفضه بشكل تام مبدأ المصالحة مع جماعة إرهابية، قائلًا: "إن الحديث عن مصالحات مع الإخوان لم تكن أول مرة، وتم التمهيد لها من قِبل الإعلامي عماد أديب في أحد لقاءاته"، موضحًا أنه ربما يكون هناك رغبة إقليمية أو دولية في تحقيق مصالحة بهدف احتضان الشباب.

وأشار عيد، في تصريح خاص لـ« الدستور»، إلي أن التمهيد لذلك تم باختيار الهلباوي لشخصيات إقليمية ودولية لها وزن وثقل، ولكن لم يتم الكشف عن التفاصيل وربما الشيطان يكمن في التفاصيل، مضيفًا أنه ضد الاتصال مع التنظيم الدولي كتنظيم.

وأشار عيد إلي أنه إذا خرج أحد أعضاء التنظيم الدولي للجماعة الإرهابية ودعا لحل التنظيم، "فأهلا به ويبدأ الحديث عن المصالحات، أما غير ذلك فهو مرفوض".

ورفض مبدأ المصالحة مع جماعة الإخوان الإرهابية، مؤكدًا أنه من الأفضل عمل تسوية بشرط عدم العودة للعنف مرة أخرى، موضحًا أن ما يتردد عن توسط رجال من التنظيم الدولي للإخوان، سواء المنشقين أو الحاليين، لعمل مصالحة مع الدولة، لن يحالفه النجاح، مشيرًا إلى أن هؤلاء بالأساس لا يفقهون بالسياسة، ولا يعرفون شيئا عنها، بينما تحتاج المصالحة إلى رجال سياسة بالأساس لوضع أسس دائمة للحل، فغير ذلك لن يجدى.