رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أرمينيا: الشعب ينتصر بإقالة رئيس الوزراء

الرئيس السابق سيرج
الرئيس السابق سيرج سركيسيان

احتفل الأرمن، اليوم الاثنين، بالرقص وتبادل الانخاب في شوارع العاصمة يريفان، إثر استقالة الرئيس السابق سيرج سركيسيان، الذي عُين رئيسًا للوزراء، قبل أسبوع، مُنحنيًا للإرادة الشعبية.

وقال النائب نيكول باشينيان، قائد حركة الاحتجاجات التي استمرت 11 يومًا مع عشرات الألاف المطالبين برحيل سركيسان، "مواطن أرمينيا الأبي، لقد انتصرت ولا أحد يمكنه أن يحرمك هذا النصر.. أهنئك أيها الشعب المنتصر".

وتجمع آلاف الأشخاص في ساحة الجمهورية في قلب العاصمة حيث مقر الحكومة إثر إعلان استقالة رئيس الوزراء وهم يلوحون بأعلام البلاد ويرقصون ويتعانقون.

وقالت غوار باداليان، طالبة، 21 عامًا، "اليوم تبدأ حياة جديدة".

ونصب صغار التجار طاولات في أحياء العاصمة ووزعوا أكواب الخمر على المارة تيمنًا بمستقبل أفضل، وتأتي استقالة سركيسيان، اليوم الاثنين، بعد ساعات من الإفراج عن باشينيان الذي تم توقيفه، اليوم الأحد، أثناء تظاهرة، وانضم الأخير فور الإفراج عنه للمحتجين في شوارع العاصمة قائلًا: "الجميع يعرف أصلا أننا انتصرنا".

وأعلن سركيسيان، الذي عينه البرلمان رئيسًا للوزراء بعد توليه الرئاسة عشر سنوات، في بيان رسمي نشر على موقعه، "اتخلى عن منصب قائد البلاد"، مضيفًا "نيكول باشينيان كان على حق.. وأنا كنت مخطئًا".

وأوضح سركيسيان: "حركة الشارع لم ترغب في أن أكون رئيسًا للوزراء، وها أنا ألبي طلبكم وآمل أن يسود السلم والانسجام في بلادنا"، مضيفا أنه لم يرغب في اللجوء للقوة لتفريق المحتجين، مؤكدًا: "هذا ليس من أخلاقياتي".

واستقبل النبأ الجماهير بصيحات الفرح والتصفيق في ساحة الجمهورية.

ومن المفترض أن تلي استقالة سركيسيان استقالة الحكومة بأسرها، وأمام الأحزاب الممثلة في البرلمان سبعة أيام لاقتراح مرشحيهم إلى منصب رئيس الوزراء.

ولم تنته المعركة السياسية حيث يهيمن على البرلمان ائتلاف يقوده "الحزب الجمهوري" بزعامة سركيسيان، الذي لديه 65 نائبًا.

ومنذ 13 أبريل، توالت التظاهرات للمطالبة باستقالة سركيسيان المتهم من المحتجين بالتمسك بأي ثمن بالسلطة وعدم تحسين مستوى معيشة مواطنيه.

وبعد عشر سنوات في رئاسة الدولة، عمد سركيسان إلى تمرير إصلاح دستوري يمنح سلطات معززة لرئيس الوزراء ولا يترك للرئيس إلا سلطات شرفية.

وقال أحد المتظاهرين كارن خاتشاريان، 23 عامًا، "سيرج سركيسيان قائد بعقلية سوفياتية.. وعالم اليوم يفرض علينا أن نظهر مقاربة جديدة للمشاكل".

وقبل استقالة رئيس الوزراء دعا رئيس البرلمان، ارا بابلوان، والنائب الأول لرئيس الوزراء، كارن كرابيتيان، ووزير الدفاع، فيغين سركيسيان إلى "الحوار" بين المتظاهرين والسلطات.

من جهته، أعلن التلفزيون الرسمي أنه سيلتقي باشينيان، اليوم الاثنين، لمناقشة معه "احتمال الحوار"، عشية الذكرى السنوية للمجازر الأرمنية 1915، الذي وصفه كرابيتيان بأنه "يوم مهمّ جدًا بالنسبة لشعبنا".

وقال وزير الدفاع، في مؤتمر صحفي، "لا أريد أن يقاتل أرمني أرمنيًا آخر".

وفي موسكو، صرّح المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف، أن الكرملين يتابع "عن كثب الوضع في أرمينيا" وهي "بلد مهم للغاية" بالنسبة لروسيا و"حليفه القريب جدًا"، لافتًا أن حركة الاحتجاج هي "شأن أرمني داخلي".

ويأخذ المحتجون على سركيسيان، 63 عامًا، عجزه عن الحد من الفقر والفساد في حين ما زال كبار الأثرياء يسيطرون على اقتصاد هذا البلد القوقازي الصغير.

ودعا الأمين العام للامم المتحدة، انطونيو غوتيريش، اليوم الاثنين، إلى "مواصلة احترام الحقوق الديموقراطية وحكم القانون بالإضافة للحفاظ على السلام والاستقرار في أرمينيا والإقليم بأكمله".