رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الريال الإيراني» يصعد أزمة المشرعين مع رئيس البنك المركزي

جريدة الدستور

كتب نصف المشرعين في إيران طلبًا رسميًّا موجهًا إلى الرئيس حسن روحاني، مطالبين بإقالة رئيس البنك المركزي، متهمين إياه بإساءة إدارة الصناعة المصرفية وأسواق العملات، إذ ضعف الريال إلى مستوى قياسي منخفض.

ووفقًا لتقرير «بلومبرج» فقد شهدت إيران «حالة من عدم الاستقرار في إدارة البنوك والمؤسسات الائتمانية» في ظل الحاكم ولي الله سيف، حسبما نقلت وكالة تسنيم للأنباء عن جواد أبطحي، وهو واحد من 160 نائبًا من الموقعين على الخطاب الذي جاء فيه: «قال الحاكم مرارًا وتكرارًا إن الوضع في سوق العملات تحت السيطرة، ولكن في كل مرة نرى عكس ذلك».

وتراجع الريال في مقابل الدولار في السوق غير الخاضعة للوائح في وقت يتزامن مع اقتراب الولايات المتحدة من الموعد المحدد في مايو، لتحديد البقاء أو الانسحاب من الاتفاق النووي لعام 2015 الذي أزال مجموعة من العقوبات على الاقتصاد الإيراني، وسط خلافات سياسية في الداخل. وقد أشار القادة بإصبع الاتهام لأعداء الخارج، واستجابوا لقرار توحيد سعر الصرف، واعتقلوا عددًا من التجار غير المرخصين.

ومع تعمق التوترات مع الولايات المتحدة، ذكرت وسائل إعلام رسمية أن البنك المركزي الإيراني سيتخلص من الدولار ويدير عملته المحلية باستخدام اليورو في المقام الأول، وفي خطاب ألقاه أمام البرلمان في وقت سابق من هذا الشهر، دار المشرعون حول ولي الله سيف بصيحات «الاستقالة»، ما دفع الرئيس علي لاريجاني إلى إعادة النظام.

وجاء في تحليل لبلومبرج: «وحتى لو ذهب سيف الله، فمن غير المحتمل أن يكون لدى خلفه سلطة حل القضايا الهيكلية الأوسع التي أعاقت الاقتصاد الإيراني، خاصة مع احتمال فرض المزيد من العقوبات الدولية على البلاد».

وقال مزداك رافاتي، الشريك الإداري في شركة لودوار الدولية للاستشارات ومركزها في الإمارات العربية المتحدة، والتي تقدم المشورة للشركات الأوروبية العاملة في الشرق الأوسط: «إنها إشارة قوية، لكن أعضاء البرلمان أنفسهم يعرفون أنه حتى إذا ذهب فإن المشكلة لن تختفي معه، لا يمكن لأي شخص آخر معالجة هذه القضايا في هذا الموقف وتقديم الحلول لأنها ليست في أيدي البنك المركزي».

لكن المخاوف الإيرانية من الانزلاق مرة أخرى إلى العزلة مع تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانسحاب من الصفقة النووية، تسببت في حالة من النشاط في أسواق العملات خلال الشهرين الماضيين، مع تراجع الريال وارتفاع الطلب على الدولار.

وبغض النظر عن المخاوف الدولية، فإن بعض الكيانات القوية في إيران تمولها الدولة، ولكنها خارج سيطرة البنك المركزي، أو حتى حكومة روحاني، كما قال رافاتي، ما يحد من قدرة المحافظ على وضع السياسة بشكل فعال.