أوهام الموت.. السرطان وأمراض القلب أقل رعبًا للأمريكان من الإرهاب والمخدرات

على الرغم من الإنجازات العلمية التى تحققت منذ ظهور الجنس البشرى على كوكب الأرض حتى الآن، إلا أن أمورًا كثيرة لم يستطع العلم تفسيرها إلى الآن، وكشف خباياها، على رأسها أسباب الموت.

بينما تتراكم الإحصائيات، التى تثبت بالأرقام الأسباب التى تقف وراء توقف أجساد البشر عن العمل، إلا أن الشعوب لا تزال تبتعد بمشاعرها عن الأسباب الحقيقية، وتعتقد أن الموت له سبل أخرى غير التى أكد عليها العلم.
وأجرى الباحثون بجامعة كاليفورنيا، دراسة قارنت بين نتائج إحصائيات أسباب الوفاة بشكل علمى، وبين مشاعر البشر تجاه الموت، وكيف سيفاجئهم ذلك المجهول.
وبحسب الدراسة، التى حملت اسم «الموت: الحقيقة مقابل الاعتقاد»، فهى تبرز حقيقة الموت مقابل اعتقادنا الشخصى عنه، وجمّع الباحثون الأمريكيون رسومًا بيانية حول الأسباب الرئيسية للموت، وكشفت الدراسة عن أن السرطان والأمراض القلبية، الخطر الأكبر الذى يواجه الأشخاص فى الولايات المتحدة، والسبب الواقعى والحقيقى.
لكن الغالبية العظمى من الشعب الأمريكى يشعر بالقلق، بشكل غير متناسب، من الإرهاب، على الرغم من أن معدلات الموت القائمة على هذا السبب منخفضة للغاية، إلا أنه هو السبب الذى يعتقده الأمريكيون.
وخلصت الدراسة إلى أن حقيقة موت الأشخاص هو المرض، واعتقادهم عن أسباب الموت هو الإرهاب.
وقال خبراء الصحة العامة المشاركون فى الدراسة، إنه تم تجميع الحقائق من قائمة الأسباب الأكثر شيوعًا للموت من عام ١٩٩٩ إلى عام ٢٠١٦، وفقًا لبيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، والتى جاءت مخالفة لإجابات الأشخاص، والتى ركزت على أن أسباب الموت الأولى هى من العمليات الإرهابية أو الجرعات الزائدة من المخدرات، أو من جرائم القتل المنتشرة فى الغرب وأمريكا.
وقال أحد المشاركين فى الدراسة: «يبدو أن أمراض القلب والكلى ناقصة التمثيل إلى حد كبير فى مجال الاهتمام العام، فى حين أن الإرهاب وجرائم القتل تستحوذ على حصة أكبر، وأنها الأسباب الرئيسية للموت من وجهة نظرهم»، فضلًا عن أنه على مدار ١٧ عامًا كان السرطان وأمراض القلب السببين الرئيسيين للموت، حيث شكلا أكثر من نصف مجموع الوفيات فى كل عام.
وبالنظر إلى نسبة الخوف من الخطر بالنسبة للإرهاب بمرور الوقت، وجد الباحثون أنها تغيرت، لكن كان هناك دائمًا مقدار غير متناسب من الخوف.
ويكشف مركز السيطرة على الأمراض «CDC»، عن سبعة أسباب على الأقل من أسباب الوفاة، من بينها السرطان، وأمراض القلب، والسكتة الدماغية، وأمراض الجهاز التنفسى، ومرض السكرى، والانتحار، وفقًا لأبحاث سابقة.
وأوضح المركز أنه يمكن منع ثلث الوفيات الناجمة عن السرطان، و٨٠٪ من الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والسكتة، و٩٠٪ من وفيات السكرى، فقط لو حدثت تغييرات فى نمط الحياة مثل تناول نظام غذائى صحى، وهو ما يقلل من خطر الموت.
جنبًا إلى جنب مع الأسباب الرئيسية للموت، وضع الباحثون بيانات من ثلاثة أسباب يعتقدها الأشخاص، وهى: الإرهاب، وعمليات القتل، والجرعات الزائدة من المخدرات.
ووضع الباحثون رسومًا بيانية للأسباب الحقيقية للموت، والأسباب التى يعتقدها الأشخاص والرأى العام. وخلصت الدراسة إلى أن الخوف من الموت الأكثر شيوعًا، وأنه طبيعة إنسانية بحتة.
وكانت هناك دراسات سابقة سلطت الضوء على عشرة أسباب حقيقية للموت، منها ألزهايمر، والسكرى، والإنفلونزا، والالتهاب الرئوى، وأمراض الكلى، والانتحار.