رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محللون يكشفون سر الضربة المحدودة على سوريا

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

بين ليلة وضحاها، شاركت القوات الأمريكية والبريطانية والفرنسية في ضربات ضد النظام السوري كعقوبة لاستخدام الأسلحة الكيميائية «المزعومة» في دوما بالغوطة الشرقية، وكانت الضربات منسقة ودقيقة ومحددة لتقليل قدرة الأسلحة الكيميائية للنظام السوري وردع استخدامها بحسب بيانات الدول التي شاركت في العدوان.

وبحسب موقع «فوكس» الأمريكي فإن الضربات وحجمها وأهدافها تؤكد أنها كانت بالتنسيق مع روسيا ودمشق حيث شملت الأهداف الثلاثة التي تم ضربها مركزًا للبحث العلمي في منطقة دمشق الذي يستخدم للبحث والتطوير والإنتاج والاختبار للأسلحة الكيميائية، ومنشأة تقع غرب حمص والتي يعتقد أنها مركز لإنتاج غاز السارين، ومركز قيادة يقع بالقرب من المرفق الأول، وتلك المنشآت هي بالفعل منشآت تم تدميرها في السابق وقد سبق وقصفت إسرائيل المركز العلمي في دمشق، ولم توجد أية خسائر عسكرية حقيقية على أرض الواقع، فضلًا عن التحركات الأخيرة خلال الساعات التي سبقت القصف والتي تمت إخلاءات من أماكن مهمة ونقل المعدات العسكرية الكبرى، ولم تقترب الضربات الجوية من القواعد الروسية في سوريا.

ومن جانبها، أكدت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن الطبيعة المحدودة للضربة ربما لن تجبر روسيا أو إيران على اتخاذ إجراء مهم.

وقال دنيس روس، وهو خبير في الشرق الأوسط منذ فترة طويلة وعمل لدى العديد من الرؤساء، وهو الآن في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى: «من المحتمل أن تكون الردود الروسية والإيرانية صاخبة من الناحية الخطابية، لكن الردود المباشرة مستبعدة».

وأضاف «روس»: «الأهداف التي تم ضربها كانت مرتبطة بالبنية التحتية للأسلحة الكيمائية، وليس القواعد التي يتواجد فيها الروس والإيرانيون» مضيفًا إنه من الممكن أن ترد إيران بطريقة غير مباشرة باستخدام الميليشيات الشيعية ضد القوات الأميركية في العراق أو ربما في سوريا، لكن حتى ذلك قال إنه أقل احتمالًا بسبب الطبيعة المحدودة لهذا الهجوم.

وأوضحت الصحيفة أن هذه الضربات المحدودة تعني إظهار أن الولايات المتحدة ملتزمة بالضربات الانتقامية في أي وقت يستخدم فيه النظام السوري الأسلحة الكيماوية، وأن الضربات الأخيرة إعلان أن سياسة الولايات المتحدة هي قصف مفتوح لقوات «الأسد» ما لم يتوقف عن استخدام أسلحته الكيميائية، وهذا يخلق خطرًا للتصعيد، وتدخلًا أمريكيًا أكثر عمقًا في واحدة من أخطر الحروب الأهلية في العالم وأكثرها خطورة.

وقالت الصحيفة، إنه من المؤكد تقريبًا أن هذه الضربات المحدودة لم تدمر كامل مخزون الأسلحة الكيميائية الذي تملكه الحكومة السورية، عبارة أخرى، كان هذا تحركا عسكريا رمزيا، مصمما للإشارة بصوت عالٍ وواضح إلى الحكومة السورية بأن استخدام الأسلحة الكيميائية من شأنه أن يثير رد فعل أمريكيًا، وبالتالي يأمل أن يردع «الأسد» من فعل ذلك مرة أخرى، وهو الأمر الذي حدث قبل عام واحد بالضبط، حيث استخدم نظام الأسد الأسلحة الكيميائية في مركز سكاني مدني، مما أسفر عن مقتل أكثر من 80 شخصًا في خان شيخون بحسب ما قالته واشنطن والغرب، هذا ما دفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لشن ضربات جوية محدودة، في ذلك الوقت على قاعدة «الشعيرات» الجوية، وكانت الفكرة هي إظهار واشنطن للأسد أن الولايات المتحدة لن تتسامح مع مثل هذه الأفعال، وبالتالي تمنعه من القيام بذلك مرة أخرى، ولم تؤدي الضربة الأمريكية وقتها إلى أي شيء.

من ناحيتهم، حذرالمحللون من الحرب، مشيرين إلى أنه لا يمكن التنبؤ بها وفي حالة الحرب في سوريا تحدديًا حيث تشمل عددًا من القوى الإقليمية واثنتين من الدول المسلحة نوويًا وهما روسيا وايران والحقيقة أن روسيا حذرت بالفعل من أن القصف الثلاثي لن يمر دون عواقب، بحسب تقرير لـ«بي بي سي».