رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الدستور» تحقق فى الهجوم الكيماوى المزعوم بدوما السورية

صوره ارشيفيه
صوره ارشيفيه

- شهود عيان: لا يمكن تحديد الجهة المسئولة عن إطلاق الغاز.. وواشنطن تحرض ضد الأسد

- سوريا: فبركة من «جيش الإسلام».. روسيا: لا يتوافق مع الواقع ومحاولة لتبرير الضربات الخارجية.. والمرصد السورى: لا تأكيدات

نفت سوريا وقوع هجوم بأسلحة كيميائية فى مدينة «دوما» بالغوطة الشرقية، أمس، متهمة الأذرع الإعلامية لـ«جيش الإسلام» بفبركة ذلك، لاتهام الجيش السورى فى محاولة مكشوفة وفاشلة لعرقلة تقدمه.
وانتزعت الحكومة السورية السيطرة على الغوطة الشرقية، كلها تقريبًا، من مقاتلى المعارضة، فى هجوم بدأ فبراير الماضى، وظلت دوما فى أيدى «جيش الإسلام».
وفى مواجهة الهزيمة، اختارت جماعات المعارضة فى مناطق أخرى بالغوطة الشرقية، قبول الخروج الآمن من المنطقة إلى مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة على الحدود التركية.
وغادر آلاف الأشخاص، بمن فيهم مقاتلون ومدنيون، «دوما» إلى شمال سوريا فى الأيام الأخيرة، فيما أجرى «جيش الإسلام» محادثات مع روسيا بشأن دوما، لكن تعثرت المفاوضات، إذ تصر روسيا على أن يسلم «جيش الإسلام» سلاحه بالكامل مقابل الموافقة على بقائه فى المدينة.
وقال مصدر سورى رسمى، وفقًا لقناة «روسيا اليوم»، إن الجيش الذى يتقدم بسرعة وبإرادة وتصميم ليس بحاجة إلى استخدام أى نوع من المواد الكيميائية، كما تدّعى وتفبرك بعض المحطات التابعة للإرهاب، مضيفًا أن مسلحى «جيش الإسلام» فى «دوما» يعيشون حالة من الانهيار والتقهقر أمام ضربات الجيش.
بينما نفى مركز المصالحة الروسى فى سوريا، بشدة، الأنباء حول استخدام الجيش السورى أسلحة كيميائية، مؤكدًا أنها لا تتوافق مع الواقع.
وقال رئيس المركز، اللواء يورى إيفتوشينكو، فى بيان له، وفق «روسيا اليوم»: «نعلن استعدادنا لإرسال خبراء روس فى مجال الأمن الإشعاعى والكيميائى والبيولوجى إلى دوما فورًا بعد تحريرها من المسلحين، لجمع المعلومات التى ستؤكد أن هذه التصريحات مفبركة».
وأضاف «إيفتوشينكو» أن روسيا بدأت، أمس، عملية لإجلاء مسلحى «جيش الإسلام» من مدينة دوما، مشيرًا إلى أن العديد من الدول الغربية تتخذ إجراءات تهدف لإفشال هذه العملية، بالترويج لاستخدام القوات السورية الأسلحة الكيميائية.
بدورها، وصفت وزارة الخارجية الروسية، تقارير هجوم الغاز بسوريا، بأنها زائفة ومحاولة لحماية الإرهابيين وتبرير الاستخدام الخارجى للقوة، مشيرة إلى أن أمريكا تحاول تقويض عملية خروج المقاتلين من «دوما» وعرقلة هجوم الحكومة السورية.
وزعمت جماعة «جيش الإسلام» أن قوات الحكومة السورية شنت هجومًا كيماويًا مميتًا على المدنيين فى مدينة خاضعة لسيطرة المعارضة فى الغوطة الشرقية.
وقالت الجمعية الطبية السورية الأمريكية، إن قنبلة كلور أصابت مستشفى فى دوما، مما أسفر عن مقتل ستة أشخاص، وإن هجومًا ثانيًا، باستخدام الغازات ومنها غاز الأعصاب، أصاب مبنى مجاورًا.
وأضاف البيان المشترك من الجمعية الطبية السورية الأمريكية، والدفاع المدنى السورى، أن مراكز طبية استقبلت نحو ٥٠٠ حالة لأشخاص يعانون من صعوبة فى التنفس، وتخرج من أفواههم رغاوى، وتفوح منهم رائحة الكلور.
وأضاف أن شخصًا ممن استقبلتهم المراكز كان متوفيًا لدى وصوله، فيما توفى ستة آخرون، متابعًا أن متطوعين مع الدفاع المدنى أبلغوا عن وجود نحو ٤٢ شخصًا توفوا فى منازلهم وتبدو عليهم ذات الأعراض.
وزعم مسئول سياسى بـ«جيش الإسلام»، أن الهجوم الكيماوى أسفر عن مقتل ١٠٠ شخص، فيما قال ناشطون سوريون إن حصيلة القتلى وصلت لـ٢٠٠، دون دليل على ذلك.
من جانبها، قالت وزارة الخارجية الأمريكية، إن التقارير عن سقوط ضحايا بأعداد كبيرة فى هجوم كيماوى مزعوم فى دوما «مروعة».
وأضافت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، هيذر ناورت: «يجب محاسبة نظام الأسد وأنصاره، ويجب منع أى هجمات أخرى على الفور»، وأضافت: «الولايات المتحدة تدعو روسيا إلى إنهاء هذا الدعم المطلق على الفور، وإلى العمل مع المجتمع الدولى لمنع المزيد من هجمات الأسلحة الكيماوية الهمجية».
بينما أشار المرصد السورى لحقوق الإنسان، إلى أن ١١ شخصًا لقوا حتفهم فى دوما، نتيجة للاختناق الناجم عن دخان من أسلحة تقليدية أسقطتها الحكومة، موضحًا أن ٧٠ شخصًا عانوا من صعوبات فى التنفس.. وقال رامى عبدالرحمن، مدير المرصد، إنه لا يمكنه تأكيد استخدام أسلحة كيماوية.
فى المقابل، أكدت وزارة الدفاع الروسية، أن الأوضاع فى دوما تتدهور منذ أمس الأول، وذكرت أن سبعة مدنيين قُتلوا وأصيب ٤٢ آخرون بجروح فى قصف بالصواريخ وقذائف الهاون من قبل «جيش الإسلام» على مناطق سكنية فى دمشق ومواقع للقوات السورية.
من جانبهم، قال شهود عيان من «دوما»، لـ«الدستور»، إنهم سمعوا دوى انفجار فى الشارع، مشيرين إلى رؤيتهم «مادة صفراء» اختلطت بالهواء، بعدها وقع العديد من الأشخاص مغشيًا عليهم جراء الاختناق والقىء الشديد، والتشنجات.
وأضاف ناشط إعلامى، عرّف نفسه بـ«أبوميسر»: « كان المشهد صعبًا جدًا، إذ أصيبت عائلات بالكامل بحالات اختناق بينما لم يتم إسعافهم، لأن الغاز منع المسعفين من الوصول للمنطقة».
وتابع الناشط قائلًا: «لا يمكن تحديد الجهة التى أطلقت الغاز، فالبعض يعتقد أن طائرة ألقت برميلًا متفجرًا».
وأضاف: «هناك قصة سمعتها من أحد السكان القريبين من المستشفى الذى تعرض للهجوم، إذ سمع سقوط قاذفة تشبه إلى حد ما الهاون، متوقعًا إطلاقها من مكان قريب فى المدينة».