رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شريف عبد الباقي لـ«الدستور»: لا يمكن حجب «الحوت الأزرق» في مصر

الحوت الأزرق
الحوت الأزرق

لن تتمكن من الهرب وستموت في نهاية المطاف، وإذا دخلت اللعبة لن تنسحب، فقط 50 يومًا هي الفارقة منذ بداية اشتراكك فيها بالرسم على ذراعك بآلة حادة حتى آخر أمر فيها وهو الانتحار، وإن رفضت الانصياع للأمرسيقتل جميع أفراد عائلتك وتنتحر أنت أيضًا.. تلك هى فكرة «الحوت الأزرق» التي انتشرت بين المراهقين خلال الأيام الماضية وانتحر على اثرها العديد من الأطفال المراهقين في روسيا وبريطانيا وفرنسا وحتى الدول العربية في تونس، الكويت وأخيرًا مصر.

«الحوت الأزرق» لعبة ليست بالحديثة فهي متاحة للجميع منذ 2015، ومن أخطر الألعاب الإلكترونية، ويمكن أن نقول من أخطر أدوات القتل اللذيذ، فهي تعتمد على موسيقى وأفلام رعب تدخل المراهق في نوبة اكتأب شديدة، وتدخله في دائرتها كما المخدرات، اللعبة الخطرة انتحر بسببها على ما يقرب من 100 شخص حول العالم أغلبهم من الأطفال والمراهقين، كان أخرهم نجل حمدي الفخراني منذ أيام قليلة.

من ناحيتها، أعلنت ياسمين الفخراني، ابنة المهندس حمدي الفخراني، عضو مجلس الشعب الأسبق، أن سبب انتحار شقيقها الأصغر «خالد» والبالغ من العمر 18 ربيعًا، جاء بسبب ارتباطه بلعبة «الحوت الأزرق» مؤكدة أن اللعبة دفعته للانتحار.

وللوقوف على إمكانية حجب مثل هذه الألعاب الخطرة من مصر التقت «الدستور» بشريف عبدالباقي، رئيس الاتحاد المصري للألعاب الإلكترونية، وحاورته، وكان نص الحوار:

-هل هناك إمكانية لحجب «الحوت الأزرق» من مصر؟
لا توجد إمكانية لحجب هذا التطبيق الخطير في مصر، ولكن هناك إمكانية ضعيفة بمعنى أنه تكنولوجيًا يمكن حجب هذا التطبيق ولكنه يحتاج إلى أجهزة متطورة بشكل كبيرة وذلك بسبب وجود هذه التطبيقات بأشكال مختلفة وأسماء مختلفة على الإنترنت.

- ما هي الألعاب المشابهة لـ«الحوت الأزرق» والتي قد تتسبب في إيزاء المراهقين؟
هناك الكثير من التطبيقات التي تتضمن ألعاب عنف كبيرة مشابهه لـ«الحوت الأزرق» لا يمكن حصرها بسبب اختلافها ولكن من أبرز هذه الألعاب والتي قد تدخل مستخدميها في نوبات نفسية، لعبة «مريم»، والتي انتشرت في دول الخليج وتسببت في انتشار الرعب بين العائلات، ففي مرحلة من مراحل اللعبة تحث المراهقين على انهاء حياتهم بأيديهم، وإن لم يستجيبوا تهددهم بإيزاء عائلاتهم.

وأشار«عبدالباقي» إلى أن أبرز ما يميّز هذه اللعبة هو الغموض والإثارة، والمؤثرات الصوتية والمرئية التي تسيطر على طبيعة اللعبة، كذلك لعبة «بوكيمون جو» والتي ظهرت في 2016، واستحوذت على عقول الملايين عبر العالم وعلى الرغم من التسلية التي تحققها اللعبة لمستخدميها، إلا أنها تسببت في العديد من الحوادث القاتلة بسبب انشغال اللاعبين بمطاردة والتقاط شخصيات «بوكيمون» المختلفة خلال سيرهم في الشوارع، ولعبة «جنيّة النار» التي تشجع هذه اللعبة الأطفال على اللعب بالنار، حيث توهمهم بتحولهم إلى مخلوقات نارية باستخدام غاز مواقد الطبخ، وتدعوهم إلى التواجد منفردين في الغرفة حتى لا يزول مفعول كلمات سحرية يرددونها، ومن ثم حرق أنفسهم بالغاز، ليتحولوا إلى «جنية نار»، وقد تسببّت في موت العديد من الأطفال حرقًا، أو خنقًا بالغاز، كذلك لعبة «تحدّي شارلي» التي تسببّت في حدوث عدة حالات انتحار لأطفال وشباب وكذلك في حالات إغماء بينهم، وهي لعبة شعبية انتشرت من خلال مجموعة فيديوهات على شبكة الإنترنت في 2015، وساهم في انتشارها استهدافها لأطفال المدارس، حيث تعتمد في لعبها على اللوازم المدرسية وبالتحديد الورقة وأقلام الرصاص لدعوة شخصية أسطورية مزعومة ميتة تدعى «تشارلي» ثم تصوير حركة قلم الرصاص مع الركض والصراخ.

وأضاف: «من وجهة نظري، حتى الآن لا يمكن حصر أسماء هذه الألعاب الخطيرة لأنه لا يمكن اكتشافاها سوى بعد حدوث جريمة بسببها»

-لدينا آلاف من خريجو الجامعات المصرية المتخصصين في التكنولوجيا، لماذا لا يوجد لدينا ألعابًا خاصة بثقافتنا المصرية؟
أنتِ محقة، لكن مثل هذه الألعاب تحتاج إلى استثمارات ضخمة، لتنافس الألعاب الإلكترونية الأجنبية، وتجذب انتباه الشباب.

-هل لدينا ضوابط للمحال الإلكترونية؟
لا، لا توجد أية ضوابط ولا توصيف لصالة الألعاب الإلكترونية في القانون، ويمكن لأى شخص إنشاء مركز كمبيوتر وممارسة أى نشاط يروقه، أو أية ألعاب يريدها.

- كم يتكلف إنتاج لعبة إلكترونية مثل «الحوت الأزرق»؟
«الحوت الأزرق» لعبة إلكترونية، تطبيق لا يوجد له أى تكاليف، فهو عبارة عن تنفيذ لبعض الأوامر، اللعبة بها 50 مرحلة حتى ينتحر المستهدف، فالتطبيق عبارة عن شخص مسيطر على عقل اللاعب لينتهي به الأمر للانتحار.

- كيف تنتشر هذه الألعاب بين المراهقين في دول مختلفة حول العالم؟
المراهقون بطبيعتهم أشخاصًا محبين للمغامرة، وبالطبع الإنترنت، فهم يقضون أغلب وقتهم في التنقل بين العالم عبره، كذلك الأخبار السلبية التي تنتشر عن لعبة ما، تدفع المراهق للتجربة، فلعبة كـ«الحوت الأزرق» لم تكن معروفه إلا بعد انتشار أخبار الحوادث التي تسببت فيها.

وأضاف: «بعد القبض على مخترع اللعبة الروسي فيليب بوديكين، انتشرت هذه اللعبة بشكل هائل، ومن يسيطر على هذه اللعبه يطلقون على أنفسهم «هاكر»، يسعون لتطبيق نظريات علم النفس على المراهقين وينجحون بالفعل في السيطرة على عقول المراهقين منهم».

وطالب «عبدالباقي» بضرورة تضافر الجهود حول العالم للإيقاع بمثل هؤلاء «المختلين»، فيما ناشد أولياء الأمور بتوعية أبنائهم والتقرب منهم لمنعهم من أية أخطار قد تؤذيهم.