رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمد الباز يكتب: الرسالة الأخيرة التي لم تصل إلى دراويش أحمد خالد توفيق

محمد الباز
محمد الباز

أردنا لأحمد خالد توفيق أن يكون مُقيمًا، لكن من يدعون أنهم مريدوه جعلوا منه عابرًا.
أفزع البعض سؤال طرحناه، أمس، على صدر صفحتنا الأولى: هل انتحر أحمد خالد توفيق؟.. ودون أن ينتظروا ما لدينا بدأوا فى شن حرب جعلوها مقدسة، معتقدين أننا نسعى لهدم الراحل الكبير وإهالة التراب عليه وتشويه صورته، وقد يكون لديهم كل العذر، لكن ليس لهم الحق أبدًا فى إرهاب كل من يحاول الاقتراب من كاتبهم الراحل، فهو ليس ملكهم وحدهم، ولن يكون، وهو ليس بقرة مقدسة ممنوع المساس بها ولن يكون.

قبل أن ينتبه الآخرون، كتبنا عن أحمد خالد توفيق بما يليق به، استضفنا تلامذته ليحدثونا عما تركه من أثر فى الحياة الأدبية، وكان ذلك عن قناعة، وليس تملقًا لجمهور يسىء هو نفسه إلى مَن يعتقد أنه يدافع عنه.

توفرت لدينا معلومات عن الساعات الأخيرة فى حياة توفيق، ذهب أحد محققينا ليوثقها، تجمعت لديه خطوط أولى لمعلومات، لكن قطعتها تأكيدات من أسرته أنها أعلنت كل شىء عن الحالة الصحية للراحل ولم تخف شيئًا، وليس هناك شىء من الأساس ليتم إخفاؤه.

لم يكن هذا هو كل شىء، عبّر صديق مقرب منّى، كان عائدًا من عزاء الراحل فى طنطا، عن أن العنوان الذى جاء على جناح السؤال أزعج أسرة الكاتب الكبير، وأسبابهم فى ذلك مقدرة عندى تمامًا، قال لى نصًا، إنهم يريدون من يطبطب عليهم، فقررت أن أغلق هذا الملف تمامًا، تقديرًا لحالة الحزن النبيل التى تحيط بهذه الأسرة، التى لا يشغلها كل ما يقال عن فقيدهم من مدح وقدح، بقدر ما يشغلهم أن يكون رقاده الأخير فى سلام.

لا يعرف من يدعون حبًا لأحمد خالد توفيق أن موته لم يكن حدثًا عاديًا، لأنه لم يكن كاتبًا عابرًا فى الحياة، وقدره كقدر من يشبههم أن يظلوا تحت الأضواء حتى بعد رحيلهم.. وهو ما سيجعله عرضة لأسئلة كثيرة منّا ومن غيرنا، الآن وغدًا وبعد غد أيضًا.

لقد علّم أحمد خالد توفيق تلاميذه وقراءه أشياء كثيرة جدًا، أعرف ذلك جيدًا ولا يمكن أن أنكره.
لكن فيما يبدو أنه نسى أن يعلمهم قبل أن يمضى كيف يحافظون عليه.