رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مارتن لوثر كينج.. إفريقى استخدم العصيان المدنى فأصبح رمزا وطنيا

مارتن لوثر كينج
مارتن لوثر كينج

«الظلام لا يمكنه طرد الظلام؛ النور هو الوحيد القادر على ذلك، ولا يمكن للكراهية طرد الكراهية، الحب الوحيد الذي يقدر على على فعل»، هذه هى كلمات مارتن لوثر كينج الذي أثرت في نفوسنا، وظلت عالقة في أذهاننا، كما يصادف اليوم اغتياله في عام 1968.

ولد مارتن لوثر كنغ الابن في الـ 15 من يناير عام 1929، وبدأ حياته كرجل دين أمريكي، ثم أصبح ناشطا في مجال حقوق الإنسان، وزعيم في حركة الحقوق المدنية الأفريقية الأمريكية.

يعرف أكثر عن دوره في تقدم الحقوق المدنية باستخدام العصيان المدني اللاعنفي وأصبح رمزًا وطنيًا في تاريخ التقدمية الأمريكية.

في عام 1955، ألقي القبض على الأفريقية «روزا باركس» لرفضها التخلي عن مقعدها في حافلة لرجل أبيض وبدأت مقاطعة مؤسسة «مونتغومري» للحافلات لمدة 385 يومًا، وعلى الرغم من أنه كان يبلغ من العمر 26 عامًا فقط، إلا أنه أصبح أشهر المتحدثين باسم حركة الحقوق المدنية، وتم قصف منزله، وتم اعتقاله، ورغم ذلك لم تأفل قواه وساعد في عام 1957 على تأسيس مؤتمر القيادة المسيحية الجنوبية (SCLC)، الذي كان رئيسه حتى وفاته.

تأثر في أسلوب مقاومته بمقال ثورو عن العصيان المدني وبتعاليم يسوع المسيح حول عدم مقاومة الشر بالشر ومحبة قريبك كنفسك ومحبة الله قبل كل شيء ومحبة أعدائك والصلاة من أجلهم وعظة «على الجبل»، وتأثر أيضا بتلك الأشياء كل من المهاتما غاندي، وليو تولستوي، وغيرهم من أصحاب أفكار طلب الحق عبر اللاعنف.

استخدم «كينج» في مسيرته المهنية في وقت لاحق مفهوم "agape" (الحب الأخوي)، والذي جعله يؤمن بأن الاحتجاج المنظم غير العنيف ضد نظام الفصل الجنوبي المعروف باسم قوانين «جيم كرو» سيؤدي إلى تغطية إعلامية واسعة للنضال من أجل المساواة السوداء وحقوق التصويت.

وساعد في تطبيق أساليب الاحتجاج اللاعنفي بنجاح كبير من خلال اختيار أسلوب الاحتجاج بشكل استراتيجي والأماكن التي جرت فيها الاحتجاجات، وخلال مشاركته في حركة الحقوق المدنية، تم انتقاد كنغ من قبل العديد من الجماعات، من مكتب التحقيقات الفيدرالي إلى القادة السود المتشددون.

في أبريل 1963، بدأت SCLC حملة ضد التمييز العنصري والظلم الاقتصادي في برمنغهام، بولاية ألاباما، واستخدمت شرطة برمنغهام، بقيادة يوجين "بول" كونور، نفاثات مياه عالية الضغط وكلاب الشرطة ضد المتظاهرين، بمن فيهم الأطفال، وبثت الأحداث على التلفزيون الوطني، والحملة كانت ناجحة وتحسنت سمعة «كينج» بشكل كبير. ومن زنزانته، كتب "رسالة من سجن برمنغهام" حث على العمل بما يتفق مع ما يصفه بحب يسوع.

أما قاتل «كينج» فكان أبيض أمريكي اللون ويحمل اسم «جيمس إيرل راي»، واعترف عند توجيه التهمه له بأنه مذنب، وحكم عليه بالسجن 99 عامًا، وتوفي في السجن بمرض التهاب الكبد الفيروسي ج، وكان القاتل شديد الاهتمام بالحملة الرئاسية لجورج والاس الذي اشتهر بتأييده للعزل عنصري وكان ذلك الاهتمام ينبع نتيجة عنصريتة التي كان متحاملًا فيها على الاميريكيين ذوي الأصول الأفريقية، وانضم راي لحملة والاس التي قال فيها «إنه كان يقضي معظم وقته في لوس أنجلوس متطوعًا في مقر حمله والاس الانتخابية في شمال هوليوود».

يذكر أن اسم «كينج» كان ضمن قائمة اغتيالات بها العديد من الشخصيات المؤثرة التي تتبع نهج إصلاحي في تلك الفترة ومنهم الرئيس الأمريكي جون ف. كينيدي 29 مايو 1917 - 22 نوفمبر 1963، ومالكوم إكس الناشط الحقوقي 19 مايو 1925 - 21 فبراير 1956، والسياسي الأمريكي روبرت كيندي 20 نوفمبر 1920 - 6 يوليو 1968.