رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«فهمى» يفتتح خط إنتاج الأسمنت بتكنولوجيا الـ«هوت ديسك»

صوره من الحدث
صوره من الحدث

شهد الدكتور خالد فهمى، وزير البيئة، اليوم، إنجازا تكنولوجيا جديدا تمتلكه مصر ضمن خطتها لاستخدام المخلفات ضمن بدائل الوقود في أفران الأسمنت، بهدف الاستفادة من المخلفات اقتصاديا وبيئيا بشكل مستدام، وذلك من خلال استخدام تكنولوجيات حديثة تدعمها وزارة البيئة بعد سعيها لتطبيق هذه التكنولوجيات داخل المجتمع.

وحسب بيان لفهمي، افتتح خط إنتاج الأسمنت الذي يتم تشغيله باستخدام تكنولوجيا الـ"Hot Disk" للوقود البديل، بالشركة العربية للأسمنت بالعين السخنة بمحافظة السويس وتبلغ طاقته الإنتاجية 6000 طن كلنكر يومي.

واعتبر فهمي، في كلمته خلال الافتتاح، أن تلك الخطوة تستهدف استبدال مصادر الطاقة التقليدية بأخرى من المخلفات الزراعية والمخلفات البلدية لتصل كميتها إلى 185 ألف طن سنوى، والتى تمثل نسبة تصل إلى 35 % من إجمالي حجم الوقود المستخدم، الأمر الذى سيساهم فى تقليل فرص حرق مثل هذه المخلفات فى غير مكانها وبالتالى خفض نسب تلوث الهواء، خاصة وقت نوبات التلوث الحادة خلال شهرى أكتوبر ونوفمبر من كل عام.

وأضاف أن تلك التجربة لها أيضًا العديد من الفوائد البيئية والاقتصادية، منها الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحرارى (غاز ثاني أكسيد الكربون بما يزيد على 90،000 طن سنة)، مما يجعل الشركة تحقق التوافق مع قانون البيئة رقم 9 لسنة 2009 ولائحته التنفيذية من خلال استخدام الوقود البديل دون أي تغيير يُذكر في طبيعة الانبعاثات الغازية وتجنب دفن النفايات البلدية التي تؤدي إلى انبعاث غازات الميثان الضارة، واستبدال الوقود الأحفورى بوقود بديل والذى يكلف الدولة مبالغ طائلة، بالإضافة إلى ثبات تكلفة إنتاج الكلنكر نظرًا لاستخدام وقود أقل تكلفة مع زيادة أسعار الطاقة.

وتابع أن هذا المشروع كذلك يحقق ميزة اقتصادية مهمة، حيث تبلغ نسبة العائد على الاستثمار 15% وفترة استرداده تبلغ خمس سنوات ويوفر 20 فرصة عمل بالشركة، كما يوفر فرص عمل إضافية نتيجة عملية نقل المخلفات بواقع (100) فرصة عمل.

ولفت فهمى إلى أن هذه الخطوة تأتى بدعم من مشروع التحكم فى التلوث الصناعي "المرحلة الثانية"، والذي يعتبر أحد أهم مشروعات وزارة البيئة، ويسعى إلى دعم ومساعدة الصناعات المصرية لتحقيق التوافق البيئي والالتزام بالقوانين من خلال تقديم الدعم الفني والمالي للشركات الصناعية، ويساهم فى تنفيذ المشروع بجانب الوزارة، مجموعة من الجهات الممولة منها البنك الدولي للإنشاء والتعمير، الهيئة اليابانية للتعاون الدولي (JICA)، بنك الاستثمار الأوروبي (EIB)، الوكالة الفرنسية للتنمية (AFD)، الحكومة الفنلندية (Government of Finland)، الاتحاد الأوروبي (EU).

وكشف الوزير عن أن التكلفة الإجمالية لهذا المشروع بلغت 90 مليون جنيه مصرى، وشارك مشروع التحكم فى التلوث الصناعي بـ68.3 مليون جنيه (80 % قرضًا و20% منحة لا ترد).

وأوضح فهمى أن الخبرة العملية أثبتت سهولة استخدام هذه التكنولوجيا وعدم وجود أى تأثير لها على جودة المواد الخام لتصنيع الأسمنت "الكلنكر"، مشيرا إلى أن تكنولوجيا الهوت ديسك تعتمد على استخدام الهواء الناتج من تبريد الكلنكر والتسخين الأولى للمواد الخام إلى تلك الناتجة من الوقود البديل ما يحقق مستويات أعلى لكفاءة استخدامات الطاقة.

ونوه كذلك إلى أن تلك التكنولوجيا المستخدمة تتميز بوجود جهاز حرق فعال يمكنه حرق جميع أنواع المخلفات الصلبة بحجم قطر يصل إلى 1.2 متر مما يقلل من تكاليف الاستثمار والتشغيل الخاصة بالمعالجة الوسيطة للمخلفات وتخزينها.

من جانبها، أكدت المهندسة ميسون نبيل مدير برامج التحكم في التلوث الصناعى، أن الشركة العربية للأسمنت أسست بطاقة إنتاجية 4.2 مليون طن وتقوم الشركة حاليًا بتشغيل خطين للإنتاج كل منهما بطاقة 6000 طن كلنكر يوم يعمل الخط الأول منذ عام 2008 والخط الثاني يعمل منذ عام 2010، ويشمل خط الإنتاج على الفرن الدوار ويستخدم الوقود الأحفوري في تشغيل الفرن، مشيرة إلى أن المشكلة البيئية تتمثل فى أن المصنع يعمل بالفحم الحجري ويتم استخدام السولار في الحالات الطارئة ويبلغ متوسط استهلاك الطاقة 780 ك كالورىكجم كلنكر، ومتوسط الانبعاثات من المدخنة الرئيسية أقل من 50 مجمم3.

وأشارت "ميسون" فى هذا الصدد إلى رغبة الشركة في خفض اعتمادها على الوقود الأحفوري من خلال الاستخدام الجزئي لبدائل الوقود والتي تشمل هذه البدائل المخلفات الزراعية والمخلفات البلدية، ويعمل استخدام الوقود البديل في أفران الأسمنت على الحد من حرق المخلفات مما يساعد في خفض التلوث في القاهرة.

وأضافت أنه يتم استخدام أنواع الوقود البديل من المخلفات الزراعية والوقود المستخلص من المخلفات المنزلية (RDF) وتختلف الكميات شهريا، وتم خلال العام الأول من التشغيل استخدام 75 ألف طن من المخلفات (35% من الاستبدال الحراري) وتزيد لتصل 185000 طن من المخلفات سنويًا خلال السنوات المقبلة.

وأوضحت أن العائد البيئى يتمثل فى استخدام حوالى 75 ألف طن سنة من المخلفات البلدية والزراعية بطريقة آمنة، ويؤدى ذلك إلى خفض انبعاثات ثانى أكسيد الكربون بما يزيد على 90 ألف طن سنة، وتمكنت الشركة من التوافق مع قانون البيئة من خلال استخدام الوقود البديل.