رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مجيد طوبيا: الرواية شحنة وجدانية غامضة

مجيد طوبيا:
مجيد طوبيا:

اعتقد العرب قديمًا، أن هناك وادٍ يقع في نجد، يسمي وادي عبقر، وأن هذا الوادي يسكنه شعراء الجن، فإذا أمسى شخص في هذا الوادي، جاءه شاعرًا من الجن يلقنه الشعر، وكان يعتقدون أيضًا، أن كل شاعر من شعراء الجاهلية كان له قرين من هذا الوادي يلقنه الشعر.

ويؤكد بحث الإنسان منذ قديم الأزل، عن سر الإبداع، وكيف تأتي الفكرة إلى صاحبها، وهو السؤال الذي حاول الروائي مجيد طوبيا، الذي تحل اليوم ذكرى ميلاده وهو من مواليد محافظة المنيا في 25 مارس 1938، الإجابة عليه.

يقول مجيد طوبيا: «لا أعرف كيف تتكون فكرة القصة أو الرواية داخلي وأظنها تنشأ على شكل شحنة وجدانية تبدأ غامضة، مبهمة ثم تنضج تدريجيًا حتى تنضج».

ويشير صاحب «الهؤلاء» و«الوليف» وغيرها من الأعمال الروائية الهامة، التي جعلته من أهم كتاب جيل الستينيات، إلى أن هذا الأمر يختلف عن فكرة الجنين، لأن الجنين يتكون بنوع من العمد والإرادة بين الذكر والأنثى، «أما بذرة القصة فتظهر وتنمو بسبب عدم تواؤم الكاتب مع ما يحيط به».

ويضيف «طوبيا» في تصريح صحفي: «الإنسان العادي يرتاح للمألوف ويجفل من التغيير بينما الكاتب ينفر من المستقر ويحب التجديد الذي يرى فيه خير الناس، وتساعده موهبته على استشراف هذا الجديد المأمول قبل الآخرين».

ويتابع: «من هنا يكون سابقًا لهم، فيقع الاختلاف بينه وبينهم، وهذا الاختلاف يؤرقه ويحضره إلى الإبداع، وعندئذ فإن الشحنة التي كانت غامضة تصل إلى القارئ مفهومة ومحسوسة على شكل قصة أو رواية بفضل موهبة الأديب وجهده».

وعن احتضانه للفكرة واختمارها في عقل المبدع، وصولًا إلى مرحلة صياغتها في قالب أدبي معين، يقول مجيد طوبيا: «إن احتضان الفكرة قد يطول عدة أسابيع أو أكثر أما الصياغة، فالقصة القصيرة قد تكتب في جلسة واحدة من ساعتين إلى أربع، وتكتب على مراحل خلال عدة أيام، وعموما فإنه لا توجد قاعدة، والرواية تختلف عن القصة لأسباب عديدة».

ويوضح «طوبيا» أن روايته الأولى «دوائر عدم الإمكان» استغرقت كتابتها عامًا تقريبًا، بينما ثلاثية ريم «ثلاث روايات»، فقد استغرقت عامين ونصف تقريبًا.