رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مة

بالفيديو والصور.. الطالب «إياد» يفقد إصبعه بسبب الإهمال

الطالب إياد
الطالب إياد

مع دقات الساعة السادسة، أيقظت سهام والده إياد طفلها الصغير "9 سنوات"، في الصف الثالث الابتدائي، بمدرسة يوسف جاد الله، ليبدأ يومه بصلاة الصبح، ومن ثم يرتدي ملابسه ليتوجه إلى المدرسة، وتقطن أسرة إياد في منطقة تدعى "موقف المساكن" تبعد أمتارا قليلة عن كفر طهرمس.

يفاجأ إياد بأحد طلاب الشرطة المدرسية، يقف على أحد أدراج السلم ليمنع الجميع من المرور، فيسأله عن سبب صعوده، ليخبره إياد بأنه سيضع الحقيبة في الفصل وينزل على الفور، وأثناء المجادلة الكلامية التي دخل فيها الطالبان، قام الطالب بزج إياد لينزل، وخاف أن يسقط أرضًا، فأمسك في السياج، الذي وضعته المدرسة منذ أيام قليلة فانحشر أحد أصابع إياد بسبب زج مروان له، وبدأ الأطفال في طلب المساعدة من المدرسين، بعد سماعهم صرخات زميلهم على السلم.

لم يدرك إياد حينها أنه قد فقد عقله إصبعه السبابة، وسلخ البنصر، لم يعرف سبب سقوط الدماء من يده، وما عليه إلا أن قال لمروان، طالب الشرطة المدرسية "ينفع كده"، وهو يصرخ من الألم.

أخذ مدرس التربية الرياضية محمد صلاح، وعاملة النظافة التي تعمل بالمدرسة إياد إلى مستشفى الهرم القريبة جدًا من المدرس، وعلى الفور استقبله المستشفى، وسألت المدرس عن الواقعة ليجيبهم "إنتو عاوزينها في حاجة"، فطلبت منه البحث عنها وإحضارها، كما طلبوا إثبات الشخصية الخاص به.

خاف المدرس على نفسه، فأخذ إياد وأعاده إلى المدرسة وبحث عن العقلة ليجدها معلقة بين فتحات السور، وفي تمام الساعة الثامنة ونصف وخمس دقائق، اتصل بوالد إياد ويقول له "تعالي خد ابنك من المدرسة علشان عقلة صباعه اتقطعت".

ذهب عمرو السيد، والد إياد، بابنه، إلى أقرب مركز أشعة، فأخبره الطبيب بأن عليه التوجه إلى مستشفى قصر العيني، فأخبره الطبيب أن أن الخلايا ماتت نتيجة الإهمال، فكان من المفترض على طبيبة المدرسة وضع العقلة في محلول ملح وثلج لتبقي حية خلال نصف ساعة أو أقل، لمدة 8 ساعات.

فتعامل طبيب قصر العيني مع البتر بغرز تجميل، وعاد والد إياد إلى المدرسة بعد أن حرر محضرًا بالواقعة في قسم الطالبية، يسألهم عن المدرسة المختصة بالإشراف في هذا اليوم، لتخبره المديرة توجهت على الفور لمقر الواقعة لكنها أغشي عليها من هول المنظر، الأمر الذي نفاه إياد، حيث قال "كانت لسه جاية بعد ما رجعنا من المستشفى"، وحينما سأل عن طبيبة المدرسة أخبروه بأنها خريجة دبلوم تجارة.

حرر والد إياد محضرًا بالواقعة يحمل رقم 3410 جنح الطالبية لسنة 2018، اتهم فيه كلًا من مديرة المدرسة، نهاد حسين، المشرفة العامة، وصفاء البحيري، مشرفة الدور، وأمل محمد شوقي، وكيلة ابتدائي منال ذكي، الإخصائية الاجتماعية، وسحر سعد، ومختص بالعناية الطبية للطلاب، بالإهمال وبالفعل تحرك المحضر واستدعت النيابة إياد ووالده للاستماع لأقوالهما، وأمس تم استدعاء الأشخاص التي وجهت لهم أصابع الاتهام.

كما تحرر محضر في النيابة الإدارية، يحمل رقم 323 2018، ومن المقرر أن يتخذ إجراءاته، بتحويل المدعي عليهم إلى مجلس التأديب، لإصدار القرار الملائم لحالتهم.

وطالب والد إياد، وزير التربية والتعليم بالاستجابة لرغبة ابنهم في نقله إلى مدرسة أخرى، كما طالب الجميع بمعاقبة من كان سببًا في حدوث الإهمال الطبي الذي حدث لإياد.