رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حتاتة: اليهود عاشوا متعالين على البشر.. وقيام إسرائيل لحظة فارقة فى تاريخهم

الباحث هشام حتاتة
الباحث هشام حتاتة

يصدر قريبا عن دار رؤية للنشر والتوزيع٬ أحدث مؤلفات الباحث هشام حتاتة٬ تحت عنوان «الجيتو الإسلامى والخروج للنهار».

وحول الكتاب قال «حتاتة» في تصريحات خاصة لـ«الدستور»:عاش اليهود فى الجيتو٬ والذى يشير إلى منطقة يعيش فيها مجموعة من السكان ينتمون إلى خلفية عرقية معينة أو لثقافة معينة أو لدين - أو ما أطلق عليه حارة اليهود٬ عاشوا ألفى عام فى انتظار مسيحهم القادم الذى سيعطيهم ملكوت الأرض، بدلا من يسوع الذى وعدهم بملكوت السماء.

وعاشوا بعدها فى الجيتو متعالين على كل البشر٬ على أساس أنهم شعب الله المختار الذى اختارهم وفضلهم على العالمين ولكنه لم يأتى٬ حتى جاء فى مطلع القرن اليهودى العلمانى «هرتزل» ليدعو إلى الهجرة إلى أرض الميعاد وأرض الأجداد (فلسطين)٬ فاعترض فى البداية الحاخامات على أساس أنهم سيعودوا إلى أرض الميعاد مع مسيحهم القادم إليهم، ولكنه قال لهم: لماذا لا نجهز له الأرض لحين حضوره؟

وتابع حتاتة: كان قيام دولة اليهود 1948 وانتصارهم فى 1967 لحظة فارقة فى التاريخ اليهودى والإسلامى٬ أصبحت إسرائيل من أقوى دول المنطقة، ودخل المسلمين إلى الجيتو وجلسوا فى انتظار المهدى المنتظر٬ أو المسيح الذى سيوحد الأديان أو الإمام الغائب.

وفي نهاية حديثه أكد حتاتة أن الخروج للنهار هو الاسم العلمى لكتاب الموتى الفرعونى٬ خصصته لكل ما قاله فلاسفة الغرب في عصر التنوير، ونشوء حركة ثقافية تاريخية قامت بالدفاع عن العقلانية ومبادئها٬ كوسائل لتأسيس النظام الشرعي للأخلاق والمعرفة (بدلا من الدين)، ومن هنا نجد أن ذلك العصر وما أنتجه من أفكار وضعية وعقلانية ملهمًا لعدد من الثورات الاجتماعية والسياسية شهدتها أوروبا في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، أسفرت عن قيام الدولة الحديثة، كما شهد القرن الثامن عشر أيضا صعود نجم الأفكار الفلسفية التجريبية٬ وتطبيقها على الاقتصاد السياسي والعلوم والحكومات، كما كانت تطبق في الفيزياء والكيمياء وعلم الأحياء٬ انتهى عصر الظلام وبدأ عصر التنوير ثم الحداثة، والآن يبحثون عما بعد الحداثة والعالم الاسلامى ما زال يعيش فى الجيتو.