رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مولد المصري.. فلنضع أيدينا على جروحنا!

جريدة الدستور

المشهد: فلنضع أيدينا على جروحنا.. بل فلنفتحها لتنظيفها!
كلنا نشاهد إسبوعيا ونسمع عن حوادث الاغتيالات لضباط وجنود من الجيش والشرطة والجهات المنفذة معروفة ولأسباب معروفة أيضا،ولكن السؤال هو.. بما أن المجرمين مصريين والشهداء مصريين أيضا، ماذا حدث وماذا يحدث للمصريين كمواطنين وبني آدمين بغض النظر عن أسباب كل ذلك القتل؟ ماذا حدث لهويتهم وأخلاقهم؟
كم منا لا يعاني من ضيق العيش وضئالة الدخل بالمقارنة بمتطلبات الحياة وتكلفتها المادية؟ كم منا لا يوجد في أسرته مريض واحد علي الأقل لا يجد علاجه أو التشخيص الدقيق لحالته ولا يجد مكانا في مستشفي حكومي ولا يحصل علي التشخيص المضبوط ووصف للدواء اللازم إلا بعد المرور علي عدة عيادات أو مستشفيات خاصة تستنزفه ماليا حتي النخاع؟
كم منا حصل أولاده على تعليم محترم في مدارس حكومية أو خاصة –بإستثناء المدارس الدولية– ولم يضطر لإعطائهم دروسا خصوصية في معظم المواد أو كلها وبخاصة في المراحل الإعدادية والثانوية إن لم تكن في الإبتدائية أيضا؟
كم منا لم يعاني من سوء المعاملة مع بعض أفراد الجهات الأمنية وبعض العاملين بها من عدم إهتمام وعدم إحترام أحيانا وتلفيق التهم أو عدم القيام بواجباتهم علي الوجه اللائق تجاه ما تشتكي منه؟ كم منا لم يعاني من الظلم أو أحد من أسرته أو أصدقائه أو معارفه بسبب ضياع حقه أو تنازله عنه أو عدم تمكينه من الدفاع عن نفسه في قضية ملفقة لأسباب مختلفة وقد تكون لا تخصه؟
كم منا لم يعاني إذا لجأ إلي القانون والقضاء ليسترد حقا مغتصبا أو ليدافع عن نفسه ضد إتهام باطل وملفق؟ كم منا لم يعاني من بطء إجراءات التقاضي وطول مدتها،وقد يموت المتقاضي بعد عدة سنوات ولم يحصل علي حقه أو براءته،ناهيك عن الأحكام التي تصدر وكأنها بدون دراسة كافية ووافية للقضية من كثرة تكدس القضايا،واللي مش عاجبه الحكم يلجأ لمحكمة الإستئناف او النقض ويدخل في دائرة مفرغة أخري؟
كم منا لم يعاني علي مستوي الأسرة من مشاكل زوجية لأسباب تافهة تزيد وتتضخم مع تدخل الأهل والأقارب من النافخين في نار النزاعات. وكم من زوجة أرهقت واستنزفت ماديا وصحيا من التردد علي محكمة الأسرة للحصول علي حقوقها المغتصبة من زوجها أو للحصول علي الطلاق فيطلبها في بيت الطاعة؟ وكم من أب أو أم حرموا من رؤية أولادهم بعد الطلاق بالرغم من حصولهم علي حكم بالرؤية؟ وهل هناك حي من أحياء مصر يخلو من أطفال الشوارع والمتسولين والمشردين؟
كم من شاب عاني بعد 18 عام من التعليم ورخاماته ودروسه الخصوصية ثم البطالة والمرمطة في الأعمال الحرفية في إنتظار وظيفة في القطاع العام أو الخاص؟ وكم منهم مات غريقا علي سواحل إيطاليا أو اليونان في محاولة للهجرة غير الشرعية؟
وللحديث بقية.. عن المشهد.
أسامة شريبة