رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هنا «مزار البابا»: سلة لاستقبال «الأمانى».. وراهبان لتنظيم الصلاة

مزار البابا
مزار البابا


«ممكن قلم أكتب حاجة».. مقولة دائمًا ما تسمعها داخل مزار البابا شنودة الثالث بدير الأنبا بيشوى فى وادى النطرون، فالجميع يريد أن يكتب رسائل للبابا ويطوى الورقة بقوة حتى لا يقرأها أحد، ثم يضعها فى سلة فوق قبره قبل أن يتكئ برأسه على القبر ويصلى ويتحدث معه عن مشكلاته وأمنياته، وينهى حديثه بـ«يا بابا شنودة أذكرنا أمام عرش النعمة».
مزار البابا شنودة، الذى تم بناؤه على هيئة كنيسة صغيرة تشمل قبابا برسوم من الفن القبطى، يضم فى وسطه قبر البابا، وتسلط عليه ٦ كاميرات مراقبة من ٤ جهات، ويشهد زحاما فى أيام الإجازات مثل الجمعة والسبت والأحد، لكن بنظام، حسب تصريحات الراهب المسئول عن حراسة المزار.
ورصدت «الدستور» أحد الأقباط جلس ليكتب رسالته للبابا: «أذكر عبدك مينا يا رب بشفاعة حبيبك البابا شنودة، يا سيدنا البابا اطلب من ربنا أن أبوى يخف من مرضه، وأنجح فى دراستى.. قداستك عارف إن الدراسة صعبة لكن أنا متأكد إنك هتقف جنبى».
راهب المزار، بدوره، يبدأ يومه من الثامنة صباحًا، بتنظيف المكان تماما لاستقبال زواره الذين يتوافدون فى التاسعة صباحا، ويستغل الراهب شوق الزائرين فى معرفة قصص قبر البابا، ليحكى لهم عما يسميه «معجزات المزار».
ولخص دير الأنبا بيشوى هذه «المعجزات» فى موسوعة تضم ٤ كتب، وافق عليها البابا تواضروس الثانى، وكتب مقدمتها قائلا: «بين دفتى هذا الكتاب ستجد بعضا من معجزات تمتع بها أصحابها، بشفاعة وصلوات أبونا العظيم فى البطاركة، وجمع آباء الدير الكثير منها لينشروها فى حلقات متتابعة، وتؤكد أن يد الله ما زالت تعمل فى قديسيه لخدمة ورعاية أبنائه الأحباء أينما كانوا وأينما وجدوا»، ويطلب الراهب من الزائرين شراء كتب معجزات البابا من مكتبة الدير.
ويمنع الزحام الراهب المسئول عن حراسة القبر أحيانا من سرد حكايات المزار، لكن الوقت يمر بصعوبة، والإرهاق يطوله فى آخر ساعات عمله الذى ينتهى الرابعة عصرا، عبر ٨ ساعات يقضيها وسط الزائرين ليتحدث مع بعضهم أحيانا ويصلى لهم، فانشغاله بالتنظيم لا يمنعه من الصلاة والحديث مع الله، قائلا: «الراهب يجب ألا ينسى الله لحظة حتى وسط الناس، فدائما أحاول استغلال أى لحظة للصلاة مع الله».
ويمر الوقت وتنتهى أوقات الحراسة ويذهب الراهب إلى قلايته «منزله» فى الدير ويأتى آخر ليكمل فترة الحراسة، حتى الليل، فينظف المزار ويجمع الأوراق فوق القبر ليحرقها ويتمم على المزار ويجرد مقتنياته، ثم يغلقه ويتجه إلى صلاة التسبيحة بالكنيسة.