رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«رائحة المسيح».. كيف هزم البابا شنودة الموت؟

 البابا شنودة
البابا شنودة

كتب: مايكل عادل - جرجس صفوت - تريزة شنودة - مارسيل نظمي - ماريان رسمي - مونيكا جرجس - سارة ساويرس

يتوافد الآلاف هذه الأيام على مزار البابا الراحل شنودة الثالث، البطريرك رقم ١١٧ فى تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الذى تحل اليوم السبت الذكرى السادسة لوفاته فى ١٧ مارس ٢٠١٢، وذلك بدير الأنبا بيشوى فى وادى النطرون.
وحظى البابا الراحل بمكانة فريدة فى نفوس محبيه حول العالم، وهو ما يرجعه كثيرون إلى سمات وهبات إلهية منحها الله إياه دون غيره، ومن بينها قدرته الكبيرة على صياغة أرهف المشاعر من خلال الأشعار، وروحه الفكاهية التى لازمته حتى الأيام الأخيرة قبل وفاته، وأسباب أخرى تتعلق باشتباكه مع القضايا السياسية والاجتماعية المختلفة، ما جعله صاحب «كاريزما» وحضور طاغٍ غير مسبوق.
«الدستور» تحتفى بذكرى رحيل البطريرك والبابا الوطنى، باستعراض مجموعة من مواقفه وآرائه السياسية والدينية، وعلاقاته مع الفقراء وأهل الكنيسة، ونوادره وقفشاته الفكاهية، إلى جانب مجموعة من رسائل الأقباط الموجهة إليه.


بدأ كتاباته فى «مدارس الأحد».. جمعها فى «انطلاق الروح».. وختمها بـ«صورة الله»
جلس البابا الراحل شنودة الثالث على كرسى مارمرقس فى الفترة من ١٩٧١ حتى ٢٠١٢، وطوال هذه المدة كانت حياته مليئة بالعطاء، ترك خلالها مكتبة عامرة تزخر بحوالى ١٤٠ كتابًا، أوضح من خلالها رؤيته الخاصة عن موضوعات مختلفة، جاء أغلبها متعلقا بالجوانب الروحية.
وقبل سيامته راهبا، كان البابا شنودة الثالث يحمل اسم «نظير جيد»، الذى استخدمه فى كتابة المقالات بمجلة «مدارس الأحد»، التى شغل منصب رئيس تحريرها عام ١٩٥١، وجمعت هذه المقالات فيما بعد فى كتاب حمل عنوان «انطلاق الروح»، وهو أول كتاب مطبوع حمل اسم البابا الراحل، أضيف إليه عدد من القصائد الشعرية من تأليفه.
وعن المعنى، الذى قصده من الكتاب، قال: «لست أعنى انطلاق الروح من الجسد، مثل المعنى الذى قصده سمعان الشيخ حين قال: (الآن يا رب أطلق عبدك بسلام حسب قولك)، وإنما أعنى انطلاق الروح وهى لاتزال فى الجسد، انطلاقها من كل ما يحيطها من رباطات وقيود، حين يبدأ السلام الكامل ويعيش الإنسان فى حرية أولاد الله».
ومثل عام ١٩٥٤ لحظة هامة فى حياته الفكرية، ففى هذا العام رُسم «نظير جيد» راهبًا، وحمل اسم «انطونيوس السريانى»، ليمضى بعدها ١٠ سنوات فى الدير دون أن يغادره، وتسند إليه مكتبة المخطوطات فى دير السريان، ليزداد تعلقه بعالم الكتب، حتى صار عميدا للكلية الإكليريكية عام ١٩٦٢.
وانطلاقًا من مسئولياته، اعتاد أن يلقى عدة محاضرات ودراسات عن شخصيات الكتاب المقدس، على طلبة الكلية، والتى جُمعت فيما بعد فى عدة كتب، منها كتاب «آدم وحواء- قايين وهابيل»، و«موسى وفرعون»، و«أيوب الصديق.. لماذا كانت تجربته؟»، و«يونان النبى»، و«تأملات فى حياة القديسين يعقوب ويوسف».
وعندما مات البابا كيرلس السادس عام ١٩٧١، أقيمت مراسم انتخاب البابا الجديد «نظير جيد»، الذى حمل اسم «شنودة الثالث» على كرسى البابوية، فى الكاتدرائية المرقسية الكبرى بالقاهرة، ليصبح بذلك البابا رقم ١١٧ فى تاريخ الكنيسة، ويعكف بعدها على مواصلة التأليف والكتابة، ليلخص عظاته فى كتب حملت عنوان «كلمة منفعة»، نشرها فى أوائل الثمانينيات من القرن الماضى. وجاءت كتاباته فى هذه الفترة موجزة ومركزة، تتحدث فى معظمها عن تأملات روحية، تساعد القارئ فى حياته اليومية، وقسمها لعدة موضوعات منها: «الهدوء، والأمانة، والجدية، والطموح، والصلاة، والسلوك المسيحى». بالإضافة إلى ذلك أصدر كتاب «التلمذة»، وهى الصفة التى على أساسها تقوم الخدمة، ساردا فى ذلك تجربته الخاصة فى الخدمة الكنسية، لتصبح كتاباته بعد ذلك مرجعا ومرشدًا لكل من يسعون للانخراط فى العمل الكنسى. وشهد عام ٢٠١١ نشر كتابه الأخير، الذى حمل اسم «صورة الله»، وتضمن المحاضرة التى ألقاها فى الكلية اللاهوتية للكنيسة بالولايات المتحدة عام ٢٠٠١، ونال بها درجة الدكتوراه الفخرية من عميد الكلية، وناقش فيها مسألة العلاقة بين الله والإنسان، وكيف يكون الإنسان صورة الله على الأرض.


علاقاته المضطربة مع السادات فرضت إقامته الجبرية فى وادى النطرون
«مصر ليست وطنًا نعيش فيه بل وطن يعيش فينا».. هذه المقولة المنسوبة فى الأصل للقيادى الوطنى مكرم عبيد باشا، والتى دأب البابا شنودة الثالث على ترديدها، جعلت منه أسطورة فى عالم الوطنية، وغرست حبه فى جموع الشعب المصرى، وأصبحت مدعاة للفخر بين محبيه، وتجلى فيها الموقف الوطنى لقيادات الكنيسة، فى وجه محاولات الوقيعة المستمرة بينها وبين الدولة المصرية.
وبالإضافة إلى مواقفه الوطنية البارزة، عرف عن البابا الراحل انحيازه المستمر للعروبة، وقضيتها الفلسطينية، وتجلى ذلك فى رفضه زيارة الأقباط إلى القدس فى السبعينيات، إلا بعد تحريرها، وهو موقف لا يمكن أن ينسى، فى ظل تبعاته التى تحملها البابا، وتحديه للسلطة القائمة وقتها، وتوجهها نحو السلام مع إسرائيل.
ولعبت الفترة التاريخية التى اعتلى فيها البابا شنودة الثالث الكرسى المرقسى دورًا أساسيًا فى إعلان بطريرك الكنيسة عن آرائه السياسية فى كثير من القضايا، خلافا لأسلافه الذين اعتادوا النأى بأنفسهم عن عالم السياسة وتعقيداته، ما صنع له قاعدة شعبية كبيرة، من الصعب أن يحظى بها قائد دينى آخر.
وتجلى أول المواقف السياسية للبابا شنودة فيما عرف باسم «أزمة دير السلطان»، وهو دير أثرى للأقباط الأرثوذكس، يقع داخل أسوار البلدة القديمة لمدينة القدس، فى حارة النصارى، بجوار كنيسة القديسة هيلانة وكنيسة الملاك، فى الممر المتجه إلى كنيسة القيامة، وثارت الأزمة بعدما استولت إسرائيل على الدير عام ١٩٦٧، وسلمته إلى الرهبان الأحباش، بعد طرد الرهبان المصريين منه.
ورغم حكم المحاكم اليهودية نفسها بعد ذلك بأحقية الكنيسة الأرثوذكسية، بملكية دير السلطان، إلا أن الحكومة الإسرائيلية رفضت تنفيذ الحكم، ما أدى لغضب البابا شنودة، ومهد لقراره بمنع الأقباط من السفر إلى القدس بعد ذلك.
وأثناء حرب التحرير عام ١٩٧٣، لعب البابا الراحل دورا كبيرا فى دعم الجهود الوطنية، وحرص على اللقاء بالجنود والقادة لرفع روحهم المعنوية، وجمع المساعدات والتبرعات من أجل شراء الأدوية للمصابين، ما يبرز إحساسه الوطنى الكبير. وكشف الأنبا بنيامين، مطران المنوفية، أن تعنت إسرائيل فى مسألة الدير، وتصرفاتها تجاه الفلسطينيين، تسببا فى صدور قرار البابا شنودة الثالث بعد ذلك، بمنع الأقباط من السفر إلى فلسطين، مؤكدا أن القرار لا يزال سارى المفعول، رغم رحيل البابا شنودة، وأن الكنيسة لم تستثن من القرار إلا كبار السن وأصحاب الظروف الخاصة.
وقال الأب عزرا، الراهب بدير الأنبا بيشوى، بوادى النطرون، إن البابا شنودة اعتبر سفر المسيحيين إلى القدس نوعا من أنواع التطبيع مع إسرائيل، وفضل أن يدخل المدينة بصحبة شيخ الأزهر، حتى لا ينقسم الصف الوطنى، ويدخل المسيحيون المدينة دون المسلمين، قبل حل القضية بشكل نهائى.
وأدى موقف البابا شنودة الحازم تجاه القضية الفلسطينية، الذى تجلى فى قوله صراحة: «لن نذهب إلى القدس إلا مع إخوتنا المسلمين بعد تحرير القدس»، إلى تعكير صفو علاقته بالرئيس أنور السادات، الذى كان قد بدأ بالفعل فى إجراء مفاوضات «كامب ديفيد»، وعقد العزم على توقيع معاهدة سلام مع إسرائيل ١٩٧٩. وتصاعدت حدة الخلاف بين الدولة والكنيسة بسبب رفض البابا مرافقة الرئيس فى زيارته إلى إسرائيل، بالإضافة إلى التصعيد الطائفى الذى شهدته مصر نهاية السبعينيات على يد الجماعات المتطرفة، حتى وصل الأمر إلى تحديد إقامة البابا شنودة الثالث فى دير الأنبا بيشوى بوادى النطرون، واستمر الوضع على توتره حتى اغتيال السادات عام ١٩٨١.


راعى «إخوة الرب»: خدمة المحتاجين أفضل من حضور القداس
«مفيش حاجة توصل للسماء قد خدمة الفقراء».. كلمه اعتاد البابا شنودة الثالث أن يقولها فى كل أحاديثه عن الفقراء «إخوة الرب»، وفى توجيهاته للرهبان والأساقفة والشعب والكهنة، إذ كان دائم الاهتمام بهم وبرعايتهم.
كان دائما يقول عنهم: «هم إخوة الرب وليسوا فقراء»، وكان يخصص لهم لقاء أسبوعيًا كل خميس فى القاهرة ولقاء نصف شهرى فى الإسكندرية ضمن نشاط «لجنة البر»، التى أنشأها لرعايتهم، وكان عملها برئاسته شخصيًا.
وكانت اللجنة تمد هؤلاء بالمواد التموينية واللحوم، وحتى الأثاث للأيتام والمقبلات على الزواج، كما تنظر الحالات التى تعجز الكنائس عن حلها، مثل تجهيز العرائس وعمليات القلب المفتوح وزراعة الكلى، وغيرها من الأمور التى تحتاج أموالًا طائلة، وكان دائما يعمل على الاستجابة لمطالب كل الحالات، واستمر البابا الراحل فى رئاسة اللجنة حتى فى أوقات مرضه الشديد فى آخر حياته.
وأيضا أسس البابا شنودة جمعية «أتحبنى»، التى بدأت الخدمة فى ٢٠٠٥، ثم أصبحت فى ٢٠١٢ أحد أهم أنشطة وخدمات المركز الثقافى القبطى الأرثوذكسى برئاسة الأنبا إرميا، الأسقف العام، رئيس المركز الثقافى القبطى.
وتقوم خدمة الجمعية على أساس الاهتمام بـ«إخوة الرب» وكل المحتاجين والذين ليس لهم أحد يمد لهم يد العون، ويحتاجون إلى رعاية ومعونة عاجلة وإلى رفع المعاناة عنهم، وتغدق على الفقراء بمعونات عينية ومادية شهريا، وتستمر فى عملها حتى الآن.
مصطلح «إخوة الرب» الذى كان يطلقه البابا الراحل على المعوزين والفقراء، يعتمد على ما جاء بالإنجيل على لسان المسيح نفسه، الذى دعاهم بـ«إخوته» وقت وجوده على الأرض، ولذا شهد عهد البابا شنودة، عدم وجود أى جدار عازل بينهم وبين الشعب، فخصصت الكنيسة اجتماعات للصلاة وعظات خاصة دون غيرهم.
وكان البابا شنودة حريصا على الفقراء واحتياجاتهم ورغباتهم، وكان المال بالنسبة له لا يساوى شيئا، «فالنفوس هى الأهم»، يغدق من جيبه كل أسبوع، ويوزع على الفقراء بيديه، ويأمر دائما بإعطاء الفقراء دون تدقيق.
وفتح البابا الراحل أبواب الكنيسة على مصراعيها لـ«إخوة الرب»، ورحب بهم فى مقره البابوى، ولم تخل حافظته يومًا من العملات الجديدة، ليغدق على كل من يحييه منهم بمبلغ مالى.
وحسب رهبان عاشوا مع البابا شنودة بدير الأنبا بيشوى، قبل ترسيمه على كرسى البطريركية، فإنه كان يجالس الفقراء على الأرض، ويستمع لشكواهم، وكان يقول للرهبان: «مفيش حاجة توصل الراهب للسماء قد خدمة الرب»، و«خدمة الفقراء والمحتاجين أفضل من حضور القداس».
ويحكى هؤلاء الرهبان عن توبيخ البابا شنودة للأساقفة على ترك الفقراء، بعدما قرأ ورقة أرسلتها له سيدة فقيرة فى إحدى عظات «الأربعاء»، وكان دائمًا ينصح الرهبان والأساقفة والمطارنة والكهنة بالاهتمام بالفقراء.
ويقول الأنبا موسى، أسقف الشباب، إن البابا شنودة كان مهتما بشكل كبير بالمحتاجين، فكان يتابع أعمال «لجنة البر» بنفسه، وكان فياضا فى عطائه ولم يرد أحدا فى سؤاله أبدا، بل كان دائما ما يسأل المحتاجين عن باقى طلباتهم ليمنحهم إياها.


عانى من الفشل الكلوى وسرطان العظام.. وقطع علاجه بأمريكا للعودة إلى الوطن
«الطريق إلى الفردوس».. كان هذا ما أطلقه البابا شنودة الثالث على المرض الذى هاجمه، رغم قوته وشراسته، ليضرب بذلك أروع المثل فى الصبر والتحمل، والامتثال لإرادة الله.
ورغم معاناته لخص فلسفته فى الصحة والمرض بقوله: «بضعف الطبيعة البشرية نطلب الصحة، لكننا لا نعرف ما هو المفيد لنا.. ربما يتعبنى المرض بشدة على الأرض، لكنه يضمن لى الملكوت السعيد، إذا كان قبوله بشكر وصبر، وربما ينال المرء صحة جسدية ولكن يغضب الله، وينهمك فى الشر ويخسر الله».
وعانى البابا الراحل على مدار حياته من مرض الفشل الكلوى المزمن، الذى صاحبه لسنوات طويلة، كان يتلقى خلالها ٣ جلسات للغسيل الكلوى أسبوعيا، فى وحدة مخصصة له داخل المقر البابوى، بعد رفض جسده أكثر من مرة الاستجابة إلى عملية زرع كلى، كما نصح الأطباء.
وفى سنواته الأخيرة أصيب البابا شنودة بمرض سرطان العمود الفقرى، الذى سبب له آلاما لا تحتمل فى العظام، كانت تدفعه أحيانا للتوقف عن الحديث أثناء عظاته، وإغلاق عينيه من الألم، قبل أن يعود بعدها بقليل ليبتسم فى وجه الجميع، رافضا الاستسلام لآلامه.
وفى ٢٠٠٨، سقط البابا شنودة الثالث من أعلى سلم المقر البابوى، ما أدى لإصابته بشرخ فى عظمة الفخذ اليسرى، وعلى إثر ذلك، نقلته طائرة طبية خاصة إلى مستشفى «كليفلاند» بالولايات المتحدة، من أجل إجراء جراحة عاجلة، وتلقى جلسات العلاج الطبيعى اللازمة لتجاوز الأزمة التى تعرض لها، خاصة أنه كان يعانى من خشونة فى المفاصل منذ فترة طويلة.
كما عانى البابا شنودة الثالث من مرض سرطان الرئة، الذى قاومه بقوة وإيمان، رغم رفض جسده الاستجابة لأدوية المعالجة، وهو ما جعله يرفض نصيحة أطبائه الأمريكيين بالبقاء فى الولايات المتحدة للعلاج، ويفضل العودة إلى مصر، بعد أسبوعين فقط من بدء الجرعات الكيماوية المقررة.
وعلى إثر دخوله فى غيبوبة قصيرة لعدة مرات، ويأس الأطباء الأمريكيين من احتمالات الشفاء التام، استجاب الجميع لرغبته فى العودة إلى القاهرة، وقطع الرحلة، قبل إتمام كورسات العلاج المقررة.
وفى مارس ٢٠١٢، لم يعد البابا الراحل قادرا على الحركة، ما اضطره للبقاء فى فراشه الموضوع بقلايته فى الكاتدرائية، حتى إنه لم يعد قادرا على تناول الطعام، وكان أكثر ما يثير ألمه هو التوقف عن إلقاء عظاته الأسبوعية، التى يطل بها على أبنائه فى الكنيسة.
وفى الأيام الأخيرة، تدهورت صحته بشكل مفاجئ، وبدءا من الجمعة الموافق ٩ مارس عام ٢٠١٢، نصحه الأطباء بتجنب العمل والإرهاق تماما، وإلغاء العظة الأسبوعية بشكل كامل، والتوقف عن المقابلات، للحصول على أكبر قدر من الراحة، حتى رحل عن عالمنا فى ١٧ مارس ٢٠١٢، عن عمر يناهز ٨٩ عامًا.
وبعد مضى ٦ أعوام على رحيله، لا يزال صمود البابا شنودة الثالث، وتحديه للألم يهيمن على ذكراه، فى ظل الحب والعطاء اللذين اتسم بهما فى حياته، ما جعل المصريين جميعا مسلمين ومسيحيين يبادلونه المحبة، ويتذكرونه رغم مرور السنوات، كأحد أهم الشخصيات التى مرت على مصر طوال تاريخها.