رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سكون.. لغة الحب

جريدة الدستور

«مُعظم مشاكل العالم تنبع من أخطاء لغويّة ومن سوء فهم بسيط، لا تأخذ الكلمات بمعناها الظاهري مُطلقًا وعندما تلج دائرة الحب تكون اللغة التي نعرفها قد عفى عليها الزمن».. (شمس التبريزي).

عندما تلج دائرة الحب تكون اللغة التي نعرفها قد عفى عليها الزمن، لغة الحب هي لغة غير كل اللغات لغة برغم وضوحها، إلاّ أنه صعب استيعابها؛ لأنها لغة غير دارجة وغير متداولة!

قواعدها مختلفة معايرها مختلفة
لغه نواياها دائمًا في منتهى الوضوح، لغة في غاية العمق، فهي تقرأ خبايا النفوس وتكاشفها، معبرة فقط، عن كل ما يمس الشعور والإحساس، يؤلمها الصدام يخرسها الاتهام!
لا تعي معايير النصر لذاتها، فلا يهمها نصر أو هزيمة، حقوق أو واجبات، شغلها الشاغل فقط ترجمة الشعور والكشف عنه، لغه كلماتها آمان وحروفها طمأنينة صوتها احتضان..!

إرضاؤها هو السهل الممتنع، فلا ترتضيها كلمات ردًّا على كلماتها، ولا أفعالًا مشروطة، فكل ما يرضيها هو إحساس صادق!

سهل اتهامها بعدم الرضا؛ لأن بالثوابت والدلائل الحقوق ملبّاه سواء بقول أو فعل، لكنها للأسف لا ترتضي بما هو ملموس فقد إحساسه بشكل أو بآخر، ثق في كونها في منتهى الدقة والصدق في وزن الأحاسيس واستقبالها!

أرجوك لا تتهمها بأنها غير واقعية حالمة، هي مجرد لغة مثل أي لغة تحتاج لاستعداد وصبر ودراسة.

من أصعب اللغات!
لغة الحب، لكن من فهم مفاتيحها.. من أدركها واستوعبها، كانت هي بوابه لنعيم من نوع خاص، فهي لغة أعمق شعور وأعلى قيمة في الوجود شعور قادر أن يمدك بكل قوه تجتاح بيها كل آلم وتتنازل به عن كل عائق يعوق طمأنينتك وهدوءك وسلامك النفسي.

أرجوك إذا لم تستوعبها ولم تقدّرها، فلا تستهين بها ولا تخاطبها بلغات أخرى كلماتها مؤلمة جدًا بالنسبة لها فقد عانت كثيرًا كي تتّقنها..!
اكتفي بأن توضح لها صعوبة فهمك لها وأيًا كانت لغتك، فكل معاني الرحمة مشتركة في كل اللغات.