آخر أيام «الأولتراس».. توابع شغب مباراة الأهلي ومونانا
- التحريات الأمنية: الواقعة ضمن مخطط «الإخوان» لإفساد الانتخابات الرئاسية
تباشر نيابة أمن الدولة العليا، برئاسة المستشار خالد ضياء الدين المحامى العام الأول، التحقيق مع عدد من جمهور الأهلى المتهمين فى أحداث الشغب باستاد القاهرة، التى وقعت خلال مباراة الأهلى ومونانا الجابونى، الثلاثاء الماضى، ضمن ذهاب دور الـ٣٢ لبطولة دورى أبطال إفريقيا.
وأوضحت مصادر قضائية، أن نيابة أمن الدولة، كلفت لجنة هندسية بمعاينة الاستاد، وتقدير الخسائر، مشيرة إلى أنها أمرت بتفريغ كاميرات الاستاد، ومقاطع الفيديو المسجلة، لتحديد هوية الأشخاص المشاركين فى التعدى على قوات الأمن وإتلاف محتويات المدرج العلوى.
وكشفت مصادر أمنية عن أن الفحص السياسى المبدئى للمتهمين المضبوطين، أكدت انتماءهم لحركة ٦ أبريل، وأوضحت أن الرسائل الإلكترونية للمتهم «أحمد زهر» القيادى فى الحركة، كشفت عن ترتيبات مسبقة بينه وبين آخرين على ترديد هتافات عدائية خلال المباراة، وتسجيلها بمعرفتهم بهدف بيعها لوسائل إعلام أجنبية تتبع جماعة الإخوان الإرهابية، بهدف إذاعتها خلال فترة الانتخابات الرئاسية للتأثير على العملية، موضحة أن الأجهزة الأمنية تطارد حاليًا باقى المتهمين.
وأكدت المصادر، أن الخسائر المبدئية فى الاستاد تقدر بنحو ٨٠٠ ألف جنيه، وفقًا لتقرير اللجنة الهندسية، مشيرة إلى أن النيابة استدعت عددًا من المسئولين عن الاستاد، والنادى الأهلى للاستماع إلى أقوالهم فى التحقيقات.
وكانت النيابة، استمعت لأقوال محمد مرجان، المدير التنفيذى للنادى الأهلى، الذى أكد أن النادى اتخذ الخطوة الأصعب التى كان يخشاها الجميع، وهى إعادة الحياة إلى استاد القاهرة، رمز الرياضة المصرية، من أجل عودة الجماهير إليه من جديد، وتعاون مع «الداخلية»، وساندها، وشكَّل لجنة منظمة على أعلى مستوى، والتزم بكل التعليمات، ويجب ألا يحمِّله أى شخص مسئولية ما حدث من جانب بعض الخارجين، الذين لا يمثلون جماهير النادى.
وقال «مرجان»، فى شهادته، إن النادى يوزع التذاكر وفقًا لنظام معروف وقاعدة بيانات موضوعة منذ المجلس السابق، بالتعاون مع شركة «فالكون» للأمن، وكل مَن حصل على تذكرة توجد بياناته فى النادى.
وتابع: «لكننا لسنا مسئولين عمن دخل الاستاد، كما أن الدخول لا يكون باسم الشخص الذى حصل على التذكرة، ولكن مَن يحمل التذكرة يدخل، وربما حصل البعض على التذكرة، وباعها لشخص آخر».
مجلس «الأحمر» ينفى تسليم الجماهير
يعقد مجلس إدارة النادى الأهلى، برئاسة محمود الخطيب، اليوم السبت، اجتماعًا لمناقشة عدد من الملفات والقضايا، على رأسها أحداث الشغب التى شهدتها مباراة الأهلى ومونانا، بطل الجابون، فى البطولة الإفريقية، واتهام المجلس بتسريب قاعدة بيانات الجماهير إلى وزارة الداخلية.
ويناقش المجلس الخطاب الرسمى الوارد من هيئة استاد القاهرة، الذى يطالب إدارة النادى بتحمل القيمة المادية لتكاليف التلفيات التى وقعت فى الاستاد من قبل الجماهير. من جهته، قال العامرى فاروق، نائب رئيس مجلس إدارة الأهلى، إن المجلس برىء من تسليم قاعدة بيانات الجماهير إلى وزارة الداخلية، موضحًا أن قاعدة البيانات كانت فى عهدة لجنة المباريات التى كان يرأسها وليد مهدى، واللواء شيرين شمس، المدير التنفيذى، فى عهد المجلس السابق برئاسة محمود طاهر.
وأضاف أن المجلس الحالى حريص على حضور الجماهير فى المباريات، وعودتها إلى المدرجات، مؤكدًا أنها الداعم الأول والشريك الأساسى فى البطولة، ولكن بشروط، وهى الحفاظ على المنشآت العامة، والسلوك الرياضى فى المدرجات، والابتعاد عن الفئات المشاغبة من أجل الحفاظ على شكل العلاقة بين الأمن وصورة مصر فى الخارج.
وأشار إلى أن المجلس لن يتراجع عن الوقوف مع الدولة للقبض على المجموعة المثيرة للشغب، وتطبيق القانون، حتى لا تتكرر مأساة بورسعيد مجددًا.
الرابطة تعتذر: قلة غير مسئولة وراء الأحداث
اعتذرت رابطة مشجعى النادى الأهلى «أولتراس أهلاوى»، عن أحداث الشغب التى وقعت من الجماهير فى مدرجات استاد القاهرة، خلال مباراة الفريق ومونانا، بطل الجابون، فى الدور الـ٣٢ لدورى أبطال إفريقيا.
وقالت الرابطة، فى بيان على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك»، أمس: «بعد التصاعد غير المبرر للأحداث التالية للمباراة، وبعد اتجاه الأحداث لطريق لا يريده أحد، من غير المعقول بعد ٦ سنوات من المطالبة برجوع الجمهور وعودة جمهور الأهلى لاستاد القاهرة، أن يفتعل الجمهور أزمة، على العكس، فالجمهور أكثر من يريد العودة لمكانه الطبيعى، وليس هناك دليل أكثر من مباريات إفريقيا فى العام السابق».
وأضافت: «انطلاقًا من مسئوليتنا تجاه النادى الأهلى وجماهيره، ولعدم استغلال الموضوع فى اتجاه سياسى، لم ولن نقبله يومًا ما، وعرض الأحداث فى غير موضعها، ومحاولة النيل والحصول على أى مكاسب سياسية، جمهور الأهلى لم ولن يكون جزءًا منها - نؤكد أن مجموعة أولتراس أهلاوى كانت دائمًا وأبدًا خارج أى استقطاب من أى تيار أو اتجاه، ولا تنتمى إلا لكيان الأهلى الذى هو جزء من هذا الوطن».
واختتمت: «إذا كان ما بدر من قلة غير مسئولة أدى إلى كل هذا اللغط والتصعيد، فنحن نقدم اعتذارنا لكل من رأى أن ما حدث تجاوز غير مقصود من قلة غير مسئولة ليس لجمهور الأهلى دخل بها».
الأعضاء يهاجمون «الكابوهات»: «ماشيين بمبدأ إضرب وقول مش أنا».. ومن الغباء استفزار الأمن
أعرب عدد من أعضاء رابطة «أولتراس أهلاوى» عن استيائهم من الأحداث الأخيرة، محملين زعماء الرابطة «الكابوهات»، مسئولية ما حدث.
وقال محمد ناصر، أحد أعضاء الرابطة: «خلينا متفقين على إن مافيش حد يعرف يطلع هتاف فى المدرج إلا بإذن جروب الأولتراس، فمش هاينفع نمشى بمبدأ (أضرب وأقول مش أنا)».
وأضاف «ناصر»، لـ«الدستور»: «ماحدش معترض على بيان الجروب، لأن الكل عارف حال البلد عامل إزاى.. بس لو عايز تقول وتهتف انزل الميدان، ما تقولوش فى مدرج كورة وتبوظ الدنيا.. ذنبهم إيه الشباب اللى بيتقبض عليهم؟ والفريق اللى مش هيشم استاد القاهرة تانى؟ الأفعال المرة دى كانت همجية وضيعت كل الحقوق اللى لينا».
من جانبه، قال أحمد جمال، أحد أعضاء الرابطة: «هو بالنسبة للناس اللى زعلانة من إن فيه ناس اتقبض عليها، أو إن فيه عقاب هيحصل، عايز أسألهم: هو إنتو عايزين تغلطوا وتكسروا وتقلوا أدبكم ونقولكم (شطار)؟.. إحنا كجروب أولتراس مش مبدأنا أبدًا التكسير والعنف، بالعكس إحنا كان نفسنا نرجع نشجع ونهتف تانى من جديد للنادى ونعلى اسمه فوق».
ووجّه «جمال» تساؤلات عدة: «هى ساعة قلة الأدب حلوة وساعة الحساب وحشة؟ مين اللى كسّر يعنى؟ ما حدش مننا يقدر يقول كلمة من غير ما يتخبط أول خبطة على الترومبيطة».
من جانبه، يقول ربيع صالح: «إحنا الأحسن لينا وللنادى تتحل الرابطة ويرجع التشجيع زى زمان، راقى ونضيف، لا شمروخ ولا كرسى ولا تفرقة، إنت أولتراس وإنت جمهور عادى، ويبقى كل الناس فى أمان لأن أكيد الكل بيحب الأهلى وكلنا بنشجع نفس الكيان».
أما محمود الصافى فيقول: «من الغباء إننا نستفز الأمن، ومن الغباء إن شباب يضيع مستقبله عشان ماتش كورة، ويمرمط أهله ويضر نفسه وناديه، ومن الغباء إنى رايح أشجع كرة وأهتف لسياسة فى ماتش إفريقى ممكن الفيفا تفرض عليا بسببه عقوبات».
وأضاف «الصافى»، لـ«الدستور»: «ربنا يفرج هم اللى اتحبس، ويسامح اللى فهّم الشباب الصغير ده إن كده بيعمل بطولة».
«الجبلاية»: لا تراجع عن عودة الجماهير
قال اللواء ثروت سويلم، المدير التنفيذى لاتحاد الكرة، إن الاتحاد يرفض التجاوزات الجماهيرية التى حدثت فى مباراة الأهلى ومونانا الجابونى، ضد أفراد الأمن، لافتًا إلى اعتذار «الجبلاية» لوزارة الداخلية فى بيان رسمى بعد المباراة.
وأضاف «سويلم»: «المباراة شهدت هتافات مسيئة من جمهور الأهلى تجاه رجال الشرطة، بجانب بعض الاشتباكات التى أسفرت عن تلفيات بالجملة فى استاد القاهرة». وكشف عن اتصالات جمعت هانى أبوريدة، رئيس اتحاد الكرة، مع قيادات الأمن للاعتذار عن خروج بعض الجماهير الأهلاوية على النص، باعتبار اتحاد الكرة بيت الرياضة والأندية الكروية.
وتابع: «إرسال بيان الاعتذار للداخلية هو تأكيد لدور رجال الأمن فى تأمين الملاعب، والرغبة المشتركة بين الجهتين فى عودة الدورى لشكله الطبيعى بالحضور الجماهيرى دون خروج على النص»، مشددًا على أن «الجبلاية لن تتراجع فى قرار عودة الجماهير، وذلك بالتنسيق مع الداخلية لمواجهة الشغب».
