رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«كريستين».. قصة أول معلمة مسيحية للدراسات الإسلامية

كريستين
كريستين

عقدت لجنة ثقافة المواطنة وحقوق الإنسان، صباح أمس، مؤتمرًا تحت عنوان «الإعلاميون وتعزيز ثقافة المواطنة»، ناقش كثير من الموضوعات التى تهدف إلى ترسيخ مفهوم المواطنة، وحقوق الإنسان، ونشر ثقافتها، بالتجربة العملية.

وتم عرض فيلم تسجيلى قصير، مدته 18 دقيقة، سيناريو وإخراج «أسماء إبراهيم»، تحت عنوان «كريستين عبقرية مكان»، إنتاج قطاع قنوات النيل المتخصصة،يشير إلى نموذج حى لشابة مصرية، أستطاعت أن تقف أمام كل التحديات، للوصول إلى حلم تؤمن به، بالرغم من المصاعب، والتى عززت قيم المواطنة التي لا تفرق بيننا كمصريين مسلميين أو مسحيين على حد سواء.

وقالت الدكتورة أسماء إبراهيم، جاءت فكرة فيلم كريستين، عندما شاهدت حوار صحفى، منشور عنها، منحنى أحساس أنه حتمًا سيأتى يومًا وأتواصل معاها، لفعل شيئًا ما عنها، متابعة: «وبالفعل تواصلت معها وعرضت حياتها، من خلال الفيلم التسجيلى، التى جسدته كريستين بنفسها، وتم تصوير الفيلم، فى الأقصر، والقاهرة وبورسعيد».

«أول مسيحية تدرس الدراسات الإسلامية»
وأوضحت مخرجة الفيلم، فى تصريحات خاصة لـ«الدستور»، أن «كريستين زاهر حنا»، نموذج للشابة المصرية، التي استطاعت تحقيق حلمها بدراسة ما تحب، مشيرة إلى أنها أول من تقدمت للإلتحاق بقسم طرق تدريس اللغة العربية، والدراسات الإسلامية، بكلية التربية جامعة قناة السويس، وكانت أول مسيحية تنضم لهيئة التدريس بالقسم بعد تفوقها واستحقاقها النجاح وبجدارة خلال سنوات دراستها.

«عبقرية الهوية المصرية»
وعن الفيلم قالت المخرجة: «كريستين، لفتت إنتباهي كصانعة أفلام، حيث وجدت فيها تجسيدًا مثاليًا لما تحدث عنه المفكر الراحل «جمال حمدان»، حين وصف شخصية مصر حيث تعاملت كريستين مع الإسلام كمعطى حضاري فحفظت من سور القرآن الكريم والأحاديث النبوية وقامت بأبحاث عن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة الشريفة وأبحاث في الطب النبوي، ولم يقف أختلاف دينها أمامها حائلًا دون دراسة ما تحب وقد حصلت مؤخرًا على درجة الدكتوراة وهي نموذج يجسد ويلخص عبقرية الهوية المصرية».

وأشارت إلى أن أهم ما يميز حكاية كريستين أنه ولأول مرة يسمح لأحد الأكاديمين المسيحيين وللمصادفة تكون «أمرأة»، بالتدريس في قسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية في الجامعات المصرية مما يدعم ويؤكد دور المرأة في تأكيد مقومات الهوية الوطنية.

وأضافت أن تجربة «كريستين» تجسيدًا لسعي ونجاح المرأة المصرية، في ممارسة حقوقها في حرية التعليم والعمل، بل وتحقيق النبوغ والتفوق فيما راهنت عليه، حتى لو استغرب أختيارها البعض، لافتة هي في رأيي نموذج يعزز صورة المرأة كإنسانة وكمواطنة تتمتع بكامل حقوقها وحرياتها وقيامها بواجباتها.

وتابعت: كما أن كريستين تقدم نموذجًا مصريًا حيًا لتكافؤ الفرص، فهي تتعلم وتدرس بالجامعة مع زميلتها فاطمة التي تشاركها العمل والحلم والمستقبل، وهما بذلك «كريستين وفاطمة»، تقدمان تجربة إنسانية فريدة تقترب من فطرة روح الأديان، فلكلٍ منهما صلاته وقِـبلته، ولكن الوطن واحد والثقافة واحدة، مؤكدة أن هذا ما نحتاجه، تأكيدًا على قيم المواطنة الحقيقية على أرض مصر.