رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«حق مريم».. القصة الكاملة لسحل فتاة مصرية فى بريطانيا

مريم
مريم

«حق مريم فين؟».. انتقدت صحف بريطانية، تعامل حكومة بلادها، مع قضية المواطنة المصرية «مريم»، التى تعرضت للضرب على رأسها بطريقة همجية من جانب ١٠ بريطانيات من أصل إفريقى، ما أدى إلى إصابتها بنزيف داخلى.

وفيما قالت وزارة الخارجية إنها لن تفرط فى حق مريم، وناشدت نظيرتها البريطانية بسرعة اتخاذ الإجراءات، لضبط المتسببين فى تلك الواقعة، قالت مصادر، لـ«القوى العاملة»، إنه تم القبض على إحدى المتورطات فى الواقعة بمدينة «نوتنجهام».

تأتى هذه الواقعة، بعد أيام من ادعاء هيئة الإذاعة البريطانية «بى بى سى»، اختفاء فتاة مصرية تُدعى زبيدة، قسرا وتعرضها للتعذيب، وهو ما نفته الفتاة فى لقاء تليفزيونى، ما يطرح تساؤلا مهما عن ادعاءات كاذبة لوسائل إعلام بريطانية، فى الوقت الذى ترقد فيه فتاة مصرية داخل المستشفيات البريطانية بين الحياة والموت.

والد مريم: قلبنا يتمزق.. ابنتى غير عدائية.. وأصيبت بسكتة دماغية
البداية مع والد مريم، مصطفى عبدالسلام، الذى أكد أن ابنته - ١٨ عاما- تعرضت للسحل فى شارع البرلمان، وهو شارع حيوى، مؤكدا أن شهود عيان أبلغوه بتعرضها لمجموعة من اللكمات، والتعدى اللفظى بعد دخولها إحدى الحافلات.
وأضاف لـ«الدستور»: «والدتها قلبها يتمزق عليها من شدة الحزن والألم، بعد دخولها فى غيبوبة قد لا تستيقظ مها، ونحن لا نفهم من يمكنه حمل كل هذا العداء لابنتنا، فهى غير عدائية أبدا».
وأشار إلى أن ابنته أصيبت بنزيف داخلى وعانت من السكتة الدماغية، كما أن نصف جسدها لا يستجيب، ودخلت فى غيبوبة، ولا نعرف بالضبط ماذا حدث لها، لأنها لم تخبرنا قبل دخولها الغيبوبة، وما زلنا نعيش فى صدمة.
وطالب «مصطفى» السلطات البريطانية، بالعثور على الجناة، مؤكدا أن الإسلاموفوبيا تهدد حياة المسلمين فى الغرب، مضيفا: «ما نعلمه هو أنها كانت تتسوق فى وسط المدينة قبل تعرضها للهجوم من مجموعة نساء».
وتابع: «فى ذلك اليوم، كانت ستقابل والدتها وأختها مساءً، لكنها لم تأتِ، فاتصلنا عليها مرات عديدة، قبل أن يبلغنا أحد الأشخاص، بأنها فى مركز الملكة الطبى، بعد تعرضها للاعتداء بالضرب، فتوجهنا فورا إلى هناك».

شقيقتها: «كانت تحلم بأن تصبح مهندسة.. ونطالب بضبط الجناة»
وقالت ملك مصطفى عبدالسلام، ١٥ عاما، شقيقة مريم، إن هناك حالة من الغضب داخل الأسرة، مؤكدة أن شقيقتها من النوع الطموح، وتحلم بأن تصبح مهندسة، مشيرة إلى أنها كانت هادئة جدا ولا تفتعل مشاكل.
وأكدت ملك أن شقيقتها خرجت من المستشفى فى نفس اليوم الذى تم التعدى عليها فيه، وبمجرد أن وصلت إلى المنزل، حتى بدأت صحتها تتدهور، وأسرعنا إلى المستشفى من جديد. وأشارت إلى أن شقيقتها أصيبت بنزيف فى المخ، ترتب عليه إصابتها بسكتة دماغية، مضيفة: «لم يستجب جسدها حتى الآن وهى فى غيبوبة منذ أسبوع».
وتابعت: «نأمل أن يتعافى دماغها، وإلى أن يحدث ذلك، سنظل بجانبها كل يوم، ونشعر جميعًا بالصدمة والاضطراب الشديد، ولا نعرف ماذا نفعل، نحن نريد فقط أن يتم العثور على المعتديات والقبض عليهن ومعاقبتهن».

«الديلى ميرور»: السلطات أهملت فى التوصل إلى مرتكبى الجريمة
وفيما يخص الصحف البريطانية، وتناولها الحدث، قالت صحيفة «الديلى ميرور»، إنه لا أحد ساعد الفتاة المصرية أثناء تعرضها للضرب، غير أن أحد الشباب اضطر إلى أخذها على متن حافلة، ومع ذلك لاحقتها المهاجمات وضربنها مرة أخرى، حتى فقدت الوعى، واتصل سائق الحافلة بالإسعاف.
وتُضيف الصحيفة: «تعرضت مريم لاعتداء آخر قبل ٤ أشهر من جانب اثنتين من الفتيات العشر المشاركات فى الاعتداء الأخير»، متابعة: «السلطات المصرية طالبت الشرطة البريطانية بالإسراع فى اعتقال الفتيات، وتتابع وزارة الخارجية المصرية القضية عن كثب».
وأشارت إلى أن القنصل العام المصرى فى لندن، علاء الدين يوسف، اتصل على الفور بوالد الفتاة وأطلعه على التطورات التى طرأت على الحالة الصحية لابنته، مضيفة: «زار كل من القنصل المصرى والمستشار الطبى للسفارة المصرية، نوتنجهام، للاجتماع مع عائلة الطالبة والسلطات البريطانية فى المدينة، وأيضا مع إدارة المستشفى للتعامل مع الحادث والنظر فى التدابير التى يمكن اتخاذها للحفاظ على حقوق الطالبة المصرية».
وأوضحت الصحيفة أن القنصلية المصرية اتصلت بوزارة الخارجية البريطانية، للتأكيد على اتخاذ سلطات الشرطة المحلية فى «نوتنجهام»، الحادث على محمل الجد واعتقال المعتديات، مشيرة إلى أنه يتم تفريغ الكاميرات فى الشوارع والحافلات، للتوصل إلى الجناة.
وأضافت «الديلى ميرور»: الفتاة صاحبة الـ١٨ عاما، التى كانت تدرس الهندسة فى لندن، تعانى من غيبوبة بسب الحادث، حيث توقف عمل الدماغ بفعل الضربات المتلاحقة عليه، فضلا عن إهمال من جانب الشرطة البريطانية فى التوصل إلى الجناة حتى الآن.

«الخارجية»: لن نصمت على الاعتداء.. ونتابع بشكل مستمر
قال المستشار أحمد أبوزيد، المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، إن الوزارة تتابع عن كثب من خلال السفير المصرى فى لندن، ناصر كامل، والقنصل العام علاء الدين يوسف، حالة مريم.
وأكد أبوزيد، أن هناك تواصلا دائما مع والد الطالبة، الذى أدلى بكل تفاصيل الحادث للقنصلية، وتطورات الحالة الصحية لابنته، مضيفا: «القنصل المصرى والمستشار الطبى للسفارة فى مدينة نوتنجهام، توجها لمقابلة أسرة الطالبة، فضلا عن السلطات المحلية وإدارة المستشفى التى تعالج به؛ لاستجلاء تفاصيل الواقعة والنظر فيما يمكن اتخاذه من إجراءات للحفاظ على حقوق الطالبة المصرية، وتوفير أفضل رعاية لها».
وأوضح أن تحركات السفارة فى لندن شملت التواصل مع وزارة الخارجية البريطانية للتشديد على أهمية أن تتعامل الشرطة المحلية فى مدينة «نوتنجهام» بالجدية اللازمة مع واقعة الاعتداء الوحشى على الطالبة المصرية والقبض على المعتديات.
وأضاف أبوزيد: «الواقعة مسجلة على كاميرات إحدى الحافلات التى شهدت جزءا من وقائع الاعتداء عليها، كما تم تكليف أحد المحامين بتمثيل الأسرة أمام جهات التحقيق، وكذلك ما يتصل بأى إهمال فى التعاطى مع حالتها من المستشفى على ضوء الإفراج عنها مباشرة بعد إجراء الإسعافات الأولية، ثم تدهور حالتها بعد ذلك ودخولها فى غيبوبة».
وأشار متحدث الخارجية إلى أنه تم التنسيق مع الدكتور سميح عامر، رئيس الجمعية الطبية المصرية فى بريطانيا، لتكليف استشارى مخ وأعصاب، واستشارى قلب مصريين، من المقيمين فى محيط المدينة، بالتوجه للمستشفى، انطلاقا من حرص البعثة الدبلوماسية المصرية على استجلاء حالة الطالبة، والنظر فى الأسلوب الأمثل لعلاجها، فضلا عن استمرار التنسيق والتواصل مع الأسرة بصورة يومية.
وأضاف: «وزارة الخارجية لا تألو جهدا فى الدفاع عن أى مواطن مصرى فى الخارج باعتبار ذلك إحدى أهم أولويات السياسة الخارجية المصرية».

طلب إحاطة لرئيس الوزراء ووزير الخارجية
تقدم النائب علاء عابد، رئيس لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، ورئيس الهيئة البرلمانية للمصريين الأحرار، أمس السبت، بطلب إحاطة، موجها إلى رئيس الوزراء، ووزير الخارجية، حول إجراءات الوزارة حيال الاعتداء على الطالبة داخل المملكة المتحدة البريطانية.
وأكد «عابد»، فى طلب الإحاطة، أن الاعتداء أدى إلى تدهور الحالة الصحية للفتاة، وحدوث إصابات جسيمة لها، والتى من الممكن أن تودى بحياتها، على حد تعبيره. وطالب بضرورة إحالة طلب الإحاطة إلى لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان، مؤكدًا أن الحق فى الحياة هو أسمى حقوق الإنسان، وأن رعاية المصريين بالخارج هى أولويات الحكومة المصرية.

«الهجرة»: وفد طبى يتابع حالتها
وكلفت السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الهجرة، اللواء سمير طه، مساعد الوزيرة لشئون الجاليات، بالتواصل مع السفير ناصر كامل، سفير مصر ببريطانيا، والقنصل العام علاء الدين يوسف، للوقوف على تطورات الحادث، ومناقشة الخطوات القانونية المفترض اتباعها خلال الأيام المقبلة.
وأكدت الوزيرة مساندتها أسرة مريم، ومتابعة السفارة المصرية بلندن الشق الطبى والقانونى، لافتة إلى تكاتف الجالية المصرية بإنجلترا مع أسرة الطالبة لحين الاطمئنان على حالتها الصحية واستكمال الإجراءات القانونية. وشملت تحركات السفارة فى لندن، التواصل مع وزارة الخارجية البريطانية للتشديد على أهمية أن تتعامل بجدية مع الواقعة ودون تهاون. وقالت مصادر بالوزارة إنه تم القبض على إحدى المتهمات فى مدينة «نوتنجهام»، حيثُ تواصل السفارة المصرية على مدار الساعة متابعة الموقف القانونى ومطالبة السلطات المحلية بالتعامل بجدية مع الاعتداء الوحشى على الطالبة.