رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد عام من النزوح.. أقباط العريش ينتظرون العملية العسكرية للعودة (تفاعلى)

جريدة الدستور

عام مضي على تغريبة أقباط العريش الذين تركوا منازلهم تحت تهديد الهجمات الارهابية، نزحوا فقط بالملابس التى استطاعوا حملها تاركين ممتلكاتهم ومنازلهم على أمل عودة من جديد، وراء كلاً منهم قصة وأمل للعودة تجدد مع العملية العسكرية "سيناء 2018".

ورغم التضامن الواسع الذي لاقه أقباط العريش المهجرين بداية من الكنيسة الانجيلية التى فتحت أبوابها لاستقبالهم، إلا أن أهالي العريش عانوا عدد من العقبات المتعلقة بالمعاملات الرسمية سواء الحصول على حصصهم التموينية أو نقل جهات عملهم. وكان الاقباط قدر تركوا العريش بعد حوادث ارهابية استهدفتهم وأسفرت عن استشهاد 7 منهم خلال 3 اسابيع، بالإضافة إلى تهديدات داعش لهم. وطبقاً للجنة إدارة الازمات بالكنيسة المصرية، فأن نحو 295 أسرة قد نزحت من العريش موزعين على 5 محافظات، الاولي الاسماعيلية التى كانت المحطة الاولي في رحلة النزوح وقد استقبلت 180 أسرة، وهذه المجموعة هي الاوفر حظاً في الاحوال المعيشية حيث تحظي برعاية وزارة التضامن الاجتماعي منذ اللحظة الاولي، كما تم تسهيل كافة اجراءات نقلهم وغيره، إلا أنهم يطالبون بكنيسة للصلاة.
أما باقي الاسر فتوزعت بين محافظة القاهرة التى يعيش بها 50 أسرة ولم يتقاضو سوى اعانة في أول شهر من التهجير قدرها 600 جنيه، والجيزة ويعيش بها 30 أسرة تم صرف لهم بدل سكن لاول شهر يقدر ب300 جنيه، وبورسعيد 25 أسرة ويحصلون على 1500 جنيه بدل إيجار شهرياً منذ بداية الازمة، وأسيوط 10 أسر فقط وهم الاكثر معاناة في نقل محل الاقامة في الاوراق الرسمية والحصص التموينية إلى أسيوط. 

الأهالي: نريد العودة
 لا نريد البقاء أكثر من ذلك فى القاهرة ، ولا نستطيع إتخاذ قرار العودة للعريش حتى الأن ، كلا الخيارين أمر من بعضهما البعض، بهذه الكلمات بدأ جرجس ناصف،أحد أقباط مدينة العريش والمقيم الأن بمحافظة القاهرة بعد تهجيره منذ عام من مدينته بسبب الأحداث المؤسفة التى شهدتها محافظة شمال سيناء على يد الإرهابيين، موضحا أنهم يريدون العودة اليوم قبل غدا ولكنهم لا يملكون اتخاذ هذا القرار فى ظل الاوضاع السياسية التى تتغير بين الثانية والأخرى على حد قوله، غير أن العملية الشاملة التى شنتها القوات المسلحة لتطهير المحافظة أعطتهم بعض الأمل فى إمكانية عودتهم لأرضهم فى القريب العاجل.  
ويحكى "جرجس " لـ"الدستور " تفاصيل عام كامل من الخيبات والخذلان قضاها هو وأسرته وما يقترب من سبعين أسرة قبطية جاءوا من العريش إلى القاهرة محملين بالألم والحسرة والفجيعة فازدادوا ألما على ألمهم، لم يجدوا أى مساعدات أو خدمات تتناسب وظروفهم وأحتياجاتهم، لم يتم توفير اى سكن، او فرص عمل بديلة تتناسب معهم، ولم يسمح لهم بصرف التموين الشهرى بشكل طبيعى من منافذ القاهرة أوحتى الحصول على العيش ،وكل ما حصلو عليه هو صرف 300 جنيه كبدل للسكن لعدد محدود من الأسر وتم وقفه منذ عدة أشهر بحجة عدم وجود بند يسمح بالصرف.

   

"خريطة توضح توزيع اسر أهالي العريش على المحافظات المختلفة"
 
جرجس قال أنهم ذهبوا الى محافظ القاهرة اربع مرات للقاءه وفى كل مرة يمتنع المحافظ عن ذلك اللقاء بدون أسباب واضحة،رغم أن لقاءه كان لمطالب عامة وليس مطالب خاصة بفرد أو اثنين، موضحا أنه مهندس كمبيوتر ولم يجد فرصة عمل مناسبة منذ قدومه الى القاهرة وحتى الأن وان السكن الذى يقيم فيه هو الذى وفره لنفسه من أمواله حيث أنه ميسور الحال وكن غيره لا يجد أى بديل غير اللجوء للدولة، قائلا نحن نعامل معاملة اللاجئين فى بلادنا بل أقل منهم .  
وعلى النقيض تماما أبدى شوقى حافظ أحد أقباط مدينة العريش بمحافظة شمال سيناء والمقيمين في مساكن المستقبل بمحافظة الإسماعيلية،تفاؤله الشديد بعد العملية الشاملة فى سيناء ، مؤكدا أن هذه العملية التى قام بها جيش مصر العظيم ولدت ألأمل بينهم من جديد لعودة الى منازلهم وارضهم وممارسة حياتهم من جديد بشكل طبيعى، وأنهم يتمنوا أن يعودوا منذ فترة طويلة ولكن سوء الأوضاع بسيناء يحول دون ذلك .  
وأوضح " حافظ " فى تصريحات خاصة لـ"الدستور" أن أوضاعهم حاليا مستقرة الى حد كبير وانهم وجدوا ترحيب شديد من أهالى المحافظة وتعاون من كافة الأجهزة الحكومية التى قامت بتيسير كل الأوراق الرسمية التى كانا يحتاجوها مثل نقل المدارس للطلاب الأقباط وإصدار بطاقات تموينية جديدة للصرف من الأسماعيلية ثم تقوم الجهات المعنية بمخاطبة بعضها البعض. ووجه " حافظ " الشكر الى القوات المسلحة متمنيا أن يكملو المهمة التى بدأوها لتطهير سيناء بشكل كامل وتأمين حياتهم فيها.
 ;
 العائدون قبل العملية القتل مصيرهم
 خرجا سوياً وان اختلفت الوجهة، واستقرا في محافظتين مختلفتين إلا أنهما عادا للعريش لاسباب مختلفة ليتفقا في المصير كما اتفقا في الخروج، هذا هو ملخص قصة نبيل صابر وباسم شحاتة محرز، نبيل الذي استقر في محافظة بورسعيد واضطر للعودة في مايو 2016 لانهاء اوراق تتعلق بدراسة ابنه ليستطيع دخول امتحانات الصف السادس الابتدائي، لتلتقط الجماعات الارهابية عوددته ويتم قتله ويدفن في أحد الكنائس بالمعادي بعد 20 عاما.
أما باسم الذي استقر بمساكن المستقبل بالاسماعيلية، ولكن بسبب أزمة العمل اضطر للنزوح للقاهرة، وحين فقد الامل في ايجاد عمل مناسب عاد مرة أخرى للعريش، ليعيش فيها 6 أشهر قبل ان ترصده الجماعات الارهابية وتقتل، ويدفن في سوهاج مسقط رأسه. 

التضامن: 200 مليون تعويضات في أخر عامين
 من جانبها قالت ألفة سلامة، المتحدث باسم وزارة التضامن، أن وزارة التضامن صرفت 200 مليون جنيه تعويضات واعانات لاهالي سيناء في أخر عامين. وأضافت ألفة أن التعويضات شملت أقباط العريش بالإضافة إلى شهداء الروضة. وحول أوضاع المهجرين من أقباط العريش قالت ألفة أن الوزارة قامت بتسكين أقباط العريش بالاسماعيلية وصرفت اعانات لمن نزح لمحافظة اخرى، داعية الصحفيين لزيارتهم في مساكنهم.