رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الأعلى للإعلام» ينظم حلقة نقاشية مع الإعلاميين الأفارقة

صوره من الحدث
صوره من الحدث

التقى المستشار الدكتور محمود عبد القادر سليم اليوم، بوفد الإعلاميين الأفارقة ضمن فعاليات الدورة التدريبية التاسعة عشر للإذاعيين الأفارقة الناطقين بالعربية وينظمها مركز التدريب والدراسات الإعلامية التابع للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام بالتعاون مع وزارة الخارجية في حلقة نقاشية بعنوان (العلاقات المصرية الإفريقية).

ورحب المستشار سليم بالإعلاميين الأفارقة خلال حديثه، معبرا عن سعادته وامتنانه لدور المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، متمثلا بمركز التدريب والدراسات الإعلامية في عقد هذه الدورات التدريبية التي تساهم في تعزيز أوصال العلاقات بين أبناء القارة الواحدة.

وأكد على ارتباط مصر بالقارة الإفريقية ارتباطا حضاريا وتاريخيا قائم على المصالح المتبادلة بين الشعوب الإفريقية سعي مصر لتحقيق الأمن والسلام والتقدم والازدهار داخل القارة الإفريقية؛ فسياسة مصر تجاه القارة الإفريقية هي ترجمة عملية لأولويات الانتماء لدى الشعب المصري.

وناقش مع الإعلاميين الأفارقة أبرز العلاقات السياسية التي تجمع مصر بدول القارة الإفريقية، فالقارة السمراء تعتبر إحدى الساحات الأساسية للسياسة الخارجية المصرية ولمصالحها في الماضي والحاضر والمستقبل، وترجع العلاقات المصرية مع القارة الإفريقية إلى قدم التاريخ ولكن تطورت تلك العلاقات في مساندة مصر لحركات التحرر الإفريقية التي قادتها، حتى نالت شعوب القارة السمراء استقلالها ومن خلال دعمها لها في المحافل الدولية.

وأشار إلى احتلال القارة الإفريقية مرتبة متقدمة على أجندة صانع القرار المصري، وفقا لبعض المؤشرات ومنها الجولات الإفريقية التي قام بها رئيس مجلس الوزراء السابق إبراهيم محلب إلى العديد من دول القارة، وإرسال مبعوثين رئاسيين إلى عدد من الدول الإفريقية من أجل توضيح حقيقة الأوضاع في مصر وتعزيز التعاون المشترك إلى جانب زيارة العديد من رؤساء الدول الإفريقية لمصر والعديد من الوزراء والمسئولين الأفارقة لمصر، بالإضافة إلى توقيع مذكرة تفاهم مع مدير عام منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة؛ لإقامة تعاون ثلاثي بين مصر والمنظمة في إفريقيا في مجالي الزراعة والأمن الغذائي خاصة دول حوض النيل ودول القرن الإفريقي.

ودعا الإعلاميين الأفارقة خلال الحلقة النقاشية لإنشاء عملة اقتصادية واحدة يتم تداولها بين الدول الإفريقية، كما طالبوا أيضا بضرورة تعزيز دور الإعلام الإفريقي الذي يربط بين أبناء القارة الواحدة زيادة عدد القنوات المصري داخل القارة الإفريقية والعمل على البث في أوقات مناسبة بالنسبة لدول القارة السمراء.
واختتم حديثه مع الإعلاميين الأفارقة بأن مصر جزء أصيل من القارة السمراء وأن العلاقة بين مصر علاقة قدر ومصير وأخذ وعطاء فضلا عن كونها تتسم بالأخوة، والعلاقات ستظل مادام نهر النيل يجري ويربط بين إفريقيا وعلى الجميع أن يدرك أن مستقبل مصر في إفريقيا، وأن العودة هي عودة للجذور والتاريخ لأن إفريقيا شاركت بفاعلية كبيرة في بناء موروثات البشرية عبر التاريخ الإنساني الطويل في شتى المجالات الدينية والثقافية والفنية إلى يومنا هذا، وأنه في الماضي القريب تحررت 27 دولة إفريقية في عام واحد (1960) فاهتزت لها شعوب العالم وكان الرئيس جمال عبد الناصر يرسل بعثة مصرية عقب تحرر كل دولة لتضع الخطوط لحداثة التحرير في هذه البلاد.

ووضع المستشار سليم في نهاية الحلقة النقاشية بعض التوصيات لتعميق وتوثيق العلاقات المصرية الإفريقية في كافة المجالات العلمية والبحثية ومنها التوسع في إنشاء أفرع للجامعات المصرية بالدول الإفريقية تحت مسمى الجامعة المصرية بالدولة، تساهم كل جامعة بما لديها من مزايا تنافسية فيها، وتشجيع مشاركة القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني في تنظيم برامج تدريب الطلاب الوافدين من إفريقيا في المجالات المختلفة وتنظيم فعاليات وأنشطة رياضية واجتماعية وثقافية على مستوى الجامعات المصرية ونظيراتها الإفريقية، بالإضافة إلى فتح برامج التعليم عن بعد بلغات الدول الإفريقية، وفقا لاحتياجات الدول واستكمال منظومة تطوير البوابة الإلكترونية؛ لإدارة الوافدين وربطها بالجامعات إلكترونيا في التسجيل أما عن الإعلام فطالب بضرورة تفعيل دور الإعلام المصري والإفريقي والعمل على تحسين الصورة المتبادلة بين الطرفين بما يخلق بيئة ملائمة للوجود المصري في القارة الإفريقية.