رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«إحنا رجالة أوى».. اعترافات «موديلز رجالى»: المهنة مش عيب

جريدة الدستور


ارتبطت كلمة «موديلز» دائمًا بالنساء، لتمتعهن بالرشاقة والأناقة والإطلالات المميزة، بالإضافة إلى الجرأة فى الوقوف أمام الكاميرا، لكن هذه المعايير أصبحت تنطبق نفسها على «موديلز رجالى»، ممن اتخذوا من هذا المجال مصدر رزق لهم.

ورغم أنهم واجهوا صعوبات فى البداية تتعلق بنظرة المجتمع الساخرة من مهنتهم المرتبطة بالنساء، إلا أنهم مضوا فى طريقهم غير منصتين لما يُقال.

«الدستور» التقت عددًا من «الموديلز الرجالى»، للتعرف على قصصهم، وأسباب امتهانهم هذه المهنة الغريبة على «الجنس الخشن»، إلى جانب أبرز العقبات التى واجهوها.
نور: تقلبات الوزن أزمة.. وحماد: الأجر 500 جنيه فى 48 ساعة
حين التحق بأحد محال الملابس، التمس فيه صاحب العمل مواصفات «الموديل» فطلب منه تصوير «سيشن» يعلن فيه عن «الموديلات» الجديدة.. من هنا بدأ «نور حازم» مشواره عازمًا تحقيق حلمه الأكبر فى أن يصبح موديل إعلانات ثم ممثلا مشهورا فى عالم السينما.

تخرج الشاب العشرينى فى كلية الحقوق، جامعة المنصورة، ورغم حبه للغناء وتميزه فى كرة القدم، إلا أنه اختار أن يحمل لقب «موديل».. يقول «نور»: «بعد أول سيشن ابتعدت عن العمل لمدة عام، ثم عدتُ مرة أخرى لتصوير مجموعة كبيرة من السيشنات المتواصلة، وقررت أن أعمل حرًا للعديد من المحال الكبرى والمولات».

وذكر «نور» أنه لا يلقى بالًا لنظرات المجتمع الذى يرى مهنته خاصة بالنساء ولا ينبغى أن يمتهنها الرجال، مضيفًا: «استمرارى فى العمل سببه تشجيع أسرتى، وحرصهم على مشاهدة السيشنات، التى أنفذها، فمهنة الموديل ليست عيبًا، وأنا مقتنع بها وأجد نفسى وحلمى فيها».

واجه «نور» صعوبات عديدة منذ التحاقه بالعمل، أبرزها عدم قدرته على التحكم فى نظامه الغذائى، يقول: «لابد أن يكون جسم الموديل متناسقًا، لكن وزنى يرتفع ويهبط بسرعة، وفى تلك الفترة أجد نفسى مجبرًا على الابتعاد عن العمل، حتى أستعيد وزنى الأساسى مرة أخرى، وأتمكن من ارتداء كافة أنواع الملابس، مثل الكلاسيك والكاجوال والبدل الرسمية».

يعمل الشاب العشرينى مديرًا لأحد محال الملابس، يبدأ يومه فى الـ٣ ظهرًا، وبعد أن ينتهى عمله يتوجه إلى لعب كرة القدم، ويقول: «لا أريد أن يقتصر عملى على المحلات أسعى للوصول إلى التليفزيون».

ورغم حب «نور» للموضة والملابس، إلا أنه يحاول تمييز نفسه بـ«استايل» خاص به، ويفضل ارتداء «الشميز، والإسكارف، والجواكت الجلد، والهاف بوت» ولا يفضل ارتداء الـ«تى شيرت».

ويرى أن «الموديل» المتميز لابد أن تتوافر فيه عدة شروط، أبرزها الرشاقة والهيئة المناسبة والظهر المفرود وإجادة الوقوف أمام الكاميرا بثقة، وتمييز الجزء الذى يجعله فى مظهر جيد ويوجهه للكاميرا، والمواظبة على التمارين الرياضية، مضيفًا: «كل هذه المواصفات تجعل الموديل متميزا فى عمله».


وأشار إلى أن هناك العديد من الشباب التحقوا بالمهنة رغم انتقادات المجتمع، لافتًا إلى أن الأجور تختلف من موديل لآخر، ومن رجل إلى فتاة، مضيفًا: «ليس ضروريًا أن يكون أجر الفتاة الموديل أعلى من الشاب، لكن الأجر يعود إلى مكان العمل وخبرة الموديل».

أما «محمد حماد»، ١٩ عامًا، فبعد أن حصل على دبلوم تجارة والتحق بالعمل فى أحد المصانع، قاده حبه للموضة وحرصه على الظهور بشكل مختلف إلى مهنة الـ«موديلز الرجالى».

يقضى «حماد» يومه فى المصنع، أما أوقات التصوير فتكون خلال أيام الإجازات فقط، ويوثق فيها لحظاته وينشرها على موقع التواصل الاجتماعى، واستطاع بإطلالاته المميزة أن يحقق نجاحًا فى عمله ويحظى بعدد كبير من المتابعين على «فيسبوك».

بالصدفة رأى «حماد» صورته على إحدى اللافتات فى منطقة «المرج» وتواصل مع صاحب مول لديه «براند» جديد، وطلب منه أن يكون «الموديل»، وبمجرد أن صوّر أول «سيشن» انتشرت صوره على محلات الملابس، ومن هنا قرر خوض التجربة والدخول إلى عالم الأزياء والموضة.

لم يهتم «حماد» بآراء من حوله، واستمر فى «الموديلز الرجالى» يقول: «لدى شعر مختلف واستايل مميز نال إعجاب الناس، وعندما رأيت الشباب يرتدون مثلى قررت الاستمرار وفعل شىء مميز».

٣ سنوات قضاها بين المصنع والظهور كموديل رجالى، لم يلتفت إلى العائد المادى، جاعلًا حبه للعمل فى المقام الأول، يقول: «أعمل فى مول له العديد من الفروع دون عقد، وأقوم بتصوير السيشن، كلما أحضروا ملابس جديدة، وغير مسموح لى بالعمل فى أماكن أخرى، والأجر أحيانًا يتخطى ٥٠٠ جنيه فى يومين».

ويضيف: «أختار الملابس التى أظهر بها فى السيشن وأنسق الألوان، فلابد أن يكون للموديل رأى فيما يرتديه، وهذا يعود إلى ثقة صاحب العمل فى خبراته، ولم أواجه صعوبات فى العمل، لأننى معتاد على الوقوف أمام الكاميرا، ولابد أن تظهر تفاصيل الموديل بأكملها فى الصور».

مصطفى: الصورة بـ15 جنيهًا.. وأشرف: السر فى «الفولورز»
يمارس «الموديلز الشعبى» عمله فى عالم افتراضى له قوانين خاصة، يرتدى ما يحلو له، ويقيس مقدار نجاحه بعدد متابعيه على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك».

«مصطفى عزت» ١٩ عامًا، طالب بمعهد نظم معلومات، يعمل موديل على «فيسبوك» منذ ٣ أعوام، يتلخص عمله فى التواصل مع المصورين لتصوير «سيشن»، ثم ينشر صوره على الـ«فيسبوك»، مرفقة بإشارة إلى اسم المصور الذى تتسع شهرته من خلال المتابعين.

يقول «عزت»: «أعمل لدى صفحة على موقع التواصل الاجتماعى، مع ٨ من المصورين المبتدئين، الذين يحصلون على طلبات تصوير سيشنز من خلال المتابعين على حسابى الشخصى».

يحصل على ١٥ جنيهًا، مقابل الصورة الواحدة، ويقول: «الأوقات التى لا أهتم فيها بنشر صور جديدة أحصل على مقابل من المصورين من خلال طلبات التصوير التى أرسلها إليهم، فعملى مستمر فى كل الظروف، ولا يطلب منى المصور مقابلًا لأننى أروج لعمله».

ويضيف: «أهتم بالتصوير فى الأماكن المشهورة مثل روكسى ومول العرب والقلعة، أختار ملابسى بنفسى، وأرتدى الكلاسيك والكاجوال، والشىء المهم هو المظهر وجودة الصورة، وأن تكون الملابس متناسقة».

ويؤكد أنه واجه انتقادات كثيرة ممن حوله، بحجة أن مستقبله ودراسته أهم من عمله، يقول: «لم أنتبه إليهم، فالمهم أن أكون محبوبًا ولدى الكثير من المتابعين».

يقطن «عزت» فى حى شبرا، ويتمنى أن يصبح مهندسًا و«موديل» مشهورا، وأن يزداد عدد متابعيه على «فيسبوك».

أما «أشرف حامد» فقد ترك المدرسة منذ ٣ سنوات قبل أن يتخطى عمره الـ١٦ عامًا، وتحول إلى «موديل شعبى» بالصدفة، فحين كان فى نزهة مع أصدقائه والتقطوا بعض الصور نشرها على صفحته الشخصية ونالت إعجاب الجميع، فكرر التجربة أكثر من مرة حتى تحولت إلى عمل دائم، وبدأ عدد متابعيه يزداد مع كل «سيشن» وهذا هو سر المهنة «الفولورز».
يقطن «أشرف» فى منطقة «دار السلام» ويعمل مساعد شيف، ويعتقد أن عمل «الموديل الشعبى» أكثر حرية من الموديل، الذى يعمل لحساب المولات والمحلات التجارية، موضحًا أن «موديل المحلات يرتدى الملابس التى يحددها صاحب العمل، لكن الموديل الشعبى يختار ما يروق له بعناية، ويلتقط صوره فى الشارع».
ويشير إلى أنه يهتم بالملابس «الكاجوال» فقط، ويحرص على ارتداء الألوان غير المتناسقة، كى يكون مختلفًا عن غيره قائلًا: «أحصل على ٦٠ جنيهًا من المصور مقابل كل ٥ صور، وأتمنى أن أصبح عارض أزياء».
أما «حسام عرفة» فجاء إلى مصر من المملكة الأردنية منذ ٥ أعوام لدراسة طب الأسنان، بعدما حالفه الحظ بالقبول فى جامعة المنصورة، وكان يقضى أيامه بين الجامعة والمنزل، إلى أن شاهده صاحب محل ملابس، وطلب منه العمل كموديل، وتطور الأمر وعمل لدى أكثر من محل حتى ذاع صيته فى المهنة.

لم ينحصر عمله فى مصر فقط، وأصبح يعمل «موديل» فى محل «كاجوال» فى الأردن أثناء عطلته الدراسية، التى يقضيها هناك، ويقول: «أنا متخصص فى ارتداء البِدل فقط، لأن شكلى مميز بها، أما الجينز والتى شيرتات لم أرَ نفسى بها فى العرض، وهناك من يظهر بها أفضل منى».

يواجه الشاب العشرينى صعوبات كثيرة منها بُعد أماكن تصوير الإعلانات عن مسكنه، فهو يعيش فى المنصورة وجميع الإعلانات يتم تصويرها فى القاهرة، ولا يستطيع الذهاب إلى العاصمة كثيرًا لظروف دراسته، يقول: «حظيت بفرصة المشاركة فى فيلم مع أمير كرارة وكانت مدة التصوير ١٠ أيام، ودراستى فى حاجة للتفرغ لأنى فى سنة الامتياز».

ويضيف: «أواجه صعوبة فى العمل، لأن الإقبال على البِدل يكون أكثر فى فصل الصيف، وهى فترة الامتحانات، أتذكر أنى صورت سيشن قبل امتحان الفاينال بـ٣ أيام».

يعمل «حسام» كموديل منذ عامين، لكنه لم يوقع عقد احتكار حتى الآن، ما أتاح له فرصًا للعمل فى أكثر من مكان، يقول: «لم أوقع أى عقود لأن المنصورة ليس بها براندات كبيرة وعدد المحلات قليل مقارنة بالقاهرة، وأحيانًا تأتى فرصًا جيدة خارج العاصمة، وعملت خلال الشتاء الماضى مع فرع شركة إيطالية فى دمياط».

ويعتبر أن المواصفات القياسية لاختيار الـ«موديلز الرجالى» تتلخص فى تناسق الجسم والطول ونقاء الوجه، موضحًا: «كتف الموديل عريض، رقبته طويلة، جسده خالٍ من الدهون، شعره بلون وقصة مميزة، ويتبع نظاما غذائيا ويتناول الخضار ويداوم على الذهاب للجيم»، معتبرًا أن العائد المادى للمهنة غير مجزٍ.