منهم «ابن الصاحب» و«الصوفي».. رجال دين أكلوا الحشيش
لم يسلم من الحشيش حملة العلم والدين والعلماء والقضاة إذ فسدت نفوس بعضهم، ومرضت قلوبهم، وهم القدوة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وشغف بعضهم بالحشيش كثيرًا.
فمن العلماء الذين دأبوا على أكل الحشيش العالم ابن الصاحب وهو الشيخ علم الدين أحمد ابن الصاحب صفي الدين يوسف بن عبد الله بن شكر، الذي درس في بعض المدارس، وكانت له وجاهة ورياسة، ولكنه ترك ذلك وأقبل على الحرفشة، وأكل الحشيش واستعمل حشيشة الفقراء، وكان مما أغرموا به، وكان يرى أنه لا معنى لمن دعا إلى تحريمها لأن ذلك تجنٍ إذ ليس هناك نص قرآني يحرمها صراحة.
وكان أحمد بن إبراهيم بن أحمد الإمام نجم الدين ابن الشيخ عماد الدين ابن القاضي نجم الدين، ممن أكلوا الحشيش، وسبب له انحرافًا، وساء منه مزاجه، فكان يقف في الطرقات وينشد أشياء مفيدة، ويحكي أشياء قديمة وجديدة ويخالط الجد بالهزل، ثم يثوب إليه عقله ثم يعود لحالته وذلك بسبب تعاطيه الحشيش كما يذكر ابن حجر.
اتهم كذلك الشيخ محمد بن محمود الصوفي وكان أحد طلبة الحنفية وفضلائهم، بأكل الحشيشة، هذا في حين أن هناك من الأئمة العلماء من ذم الحشيشة ومن هؤلاء الشيخ الإمام العالم العارف محيي الدين أبو بكر محمد بن الحسن الأنصاري الشاطبي، وذلك حسبما ذكر في مقالة لـ«ليلى عبد الجواد إسماعيل»، نشرت بمجلة «المؤرخ العربي».
