رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شريف عفيفى: مصر أفضل من أوروبا خلال أعوام

شريف عفيفى
شريف عفيفى

انتظروا المثلث الذهبى وحل البطالة يُشعر المواطن بالتحسن
الحكومة بطيئة فى اتخاذ القرارات ولا تسير بنفس خطى الرئيس

قال شريف عفيفى، رئيس شعبة السيراميك باتحاد الصناعات، إن الاقتصاد المصرى عانى كثيرًا من الأزمات خلال السنوات الماضية، حتى وصل إلى مرحلة الخطر عقب الثورة، حين شهد تدهورًا بسبب الوضع السياسى فى تلك المرحلة. وأضاف، فى حواره مع «الدستور»: «الرئيس عبدالفتاح السيسى وضع برنامجًا للإصلاح الاقتصادى الشامل يعتمد على البناء، كما أنه أحدث طفرة فى التشريعات والقوانين التى طالما طالب الصناع بتغييرها ولم تتغير فى أى عهد سابق». وأكد تأييده للرئيس عبدالفتاح السيسى فى الانتخابات الرئاسية، لاستكمال طريق الإصلاح، مؤكدًا أن الصناع والمستثمرين هم أكثر الفئات شعورًا بالتغيير الإيجابى الذى حدث فى الـ٤ سنوات الأخيرة.

■ بداية... ما رأيك فى أوضاع الاقتصاد المصرى حاليًا؟
- الاقتصاد المصرى عانى كثيرًا من الأزمات خلال السنوات الماضية، حتى وصل إلى مرحلة الخطر، خاصة فى الفترة التى كانت عقب الثورة، حينها شهد تدهورًا بسبب الوضع السياسى، كما تراجع الإقبال على الاستثمار بمصر، وتسببت الأحداث فى خسارة كبيرة للتجار والمصنعين والوطن ككل.
وبعد تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى الحكم، كانت أمامه كل تلك الأزمات، ما جعله يضع الخطوط العريضة للاقتصاد المصرى مرة أخرى، وعمل على وضع برنامج إصلاح اقتصادى شامل يعتمد على البناء.
والقرارات الاقتصادية التى اتخذها الرئيس كانت سريعة للغاية، لم تجرؤ حكومة على اتخاذها مرة واحدة، كما أنه أحدث طفرة فى التشريعات والقوانين التى طالما طالبنا بتغييرها كمصنعين، ولم تتغير فى أى عهد سابق.
■ هل شعرتم كمصنعين ومستثمرين بفارق عن العهود السابقة؟
-الرئيس السيسى يسير على استراتيجية محددة تشمل حل المشاكل جميعها لكل الطبقات والفئات، ونحن كمصنعين شعرنا بفارق كبير، على الأقل تم الاستماع إلينا فى تغيير كثير من القوانين التى كانت تعرقل استثماراتنا وتشوه سمعة الاستثمار فى مصر.
■ هل ترى أن الحكومة تسير بنفس خطى الرئيس؟
- للأسف الحكومة بطيئة فى اتخاذ القرارات ولا تسير بنفس خطى الرئيس، وتحتاج إلى السرعة فى الإنجاز حتى لا تكون عقبة وعبئا على الرئيس.
■ ما توقعاتك للاقتصاد المصرى خلال الأيام المقبلة؟
- مصر كانت فى مهب الريح، وبدأت فى الإصلاح الاقتصادى بشكل جدى، وخلال السنوات المقبلة ستبدأ فى جنى الثمار لجميع الإصلاحات، وحصيلة ما تم تنفيذه ظهر بدءًا من هذا العام، فى أكبر شبكة طرق، وأعلى مستوى يفوق مثيله بالدول الأوروبية، بالإضافة إلى البنية التحتية وحل مشاكل انقطاع الكهرباء فى المصانع والمنازل.
كما أن السيسى كان صائبًا حين أسرع بترسيم الحدود مع قبرص واليونان، لإثبات حق مصر فى الاكتشافات البترولية الجديدة، بالإضافة إلى اكتشاف ١١ حقلًا جديدًا سيعلن عنها قريبًا.
■ هل الاقتصاد المصرى قادر على المنافسة ؟
- المنافسة تحتاج إلى بعض الحزم والإجراءات، ولكى تكون الصناعة المصرية قادرة على المنافسة لا بد من وضع عددٍ من المواصفات لكل صناعة، كما أن هناك كثيرًا من الصناعات بها كثير من المشاكل منها صناعة السيراميك.
وتقدمنا بمذكرة لوزير الصناعة، شكونا فيها من ارتفاع تكلفة سعر المليون وحدة حرارية بـ٧ دولارات (١٧ جنيهًا بسعر البنك المركزى)، فتكلفة الغاز تمثل ٣٥٪ من تكلفة المنتج، بينما تصل فى المصانع العالمية إلى ١٠٪ فقط، بالإضافة إلى قسوة شروط الدفع، فكل ١٥ يومًا أكون مطالبًا بالمحاسبة على الغاز، ونريد أن تكون هناك ٣ أشهر سماحًا على الأقل.
■ كم يبلغ حجم صادرات صناعة السيراميك؟
- حقق إجمالى صادرات مصر من السيراميك ارتفاعًا بنسبة ٣٥٪ خلال ٢٠١٣، لتبلغ قيمتها ٣٦١ مليون دولار، بينما سجل قطاع السيراميك خلال عام ٢٠١٧ انخفاضًا بنسبة تتراوح ما بين ١٠ و١٢٪ ليبلغ ١٥٧ مليون دولار.
انخفاض صادرات السيراميك بدأ منذ ارتفاع تكلفة الطاقة، خاصة بعد قرار وزير الصناعة بفرض دفع شهر تأمين، بقيمة ٣٠ مليون جنيه، فقد وصلت نسبة التأخير فى فواتير الغاز للشركة القابضة إلى ٢١٪، إلا أن قرارًا صدر عن البنك المركزى بإلغاء ٢٪ من قيمة فواتير الطاقة من على المصانع.
■ كم حجم استثمارات صناعة السيراميك؟
- بلغ إجمالى استثمارات صناعة السيراميك نحو ١٥ مليار جنيه، ويصل عدد مصانع السيراميك إلى ٣٣ مصنعًا، بينما يبلغ عدد العمالة المباشرة ٨٠ ألف عامل، وعدد العمالة غير المباشرة ١٦٠ ألف عامل.
■ وماذا عن حجم استثمارات المجموعة المصرية للاستثمار «اجمى»؟
- يصل حجم استثمارات المجموعة إلى ٧٥ مليونًا، وبلغ إجمالى صادرات المجموعة نحو ١٠ ملايين دولار، وأبرز الدول التى تصدر إليها الأسواق المفتوحة والأردن وسوريا حاليًا، وأيضًا ليبيا والسودان، وعدد العمالة بالمجموعة حوالى ١٥٠٠ عامل.
■ هل سيتم طرح الشركة فى البورصة؟
- من الوارد أن يتم طرح بعض أسهم الشركة فى البورصة لزيادة الاستثمارات ولتوسعة المجموعة.
وعلى البنوك أن تمول المشروعات الناجحة، وتقدم دراسة جدوى كاملة للمصنعين حتى تتلاشى عملية التعثر، وأن تصل قيمة الفائدة على القرض على المشروعات الصغيرة والمتوسطة، لما بين ٥ و٧٪.
■ ما الدور الاجتماعى الذى تقوم به المجموعة؟
- تسهم المجموعة فى التبرع للمشروعات القومية، فتبرعنا بـ٥٠٠٠ متر سيراميك لمشروع «أهالينا».
■ ما توقعاتك لمصر خلال الأعوام المقبلة؟
- مصر ستصبح أفضل وأقوى من أوروبا خلال أعوام فى ظل وجود بنية تحتية وتشجيع الصناعة، بالإضافة إلى موارد النهوض بالدولة من الاكتشافات البترولية الجديدة والاكتفاء الذاتى من الكهرباء التى تعمل بالغاز، والتى من المتوقع معها انخفاض سعر الغاز للمصانع، وبالتالى جذب استثمارات أجنبية، فضلًا عن إنشاء أكبر مركز إقليمى لإنتاج وتصنيع السيراميك خلال ٢٠٢٠، لكنه مرتبط بانخفاض سعر الطاقة، مقارنة بالدول الكبرى الجاذبة للاستثمار.
■ هل تفتقد مصر النقل النهرى؟
-رغم أن لدينا أكبر نهر، إلا أننا ليس لدينا نقل نهرى محسوس، ولا بد من تدخل الجيش لإنشاء محطة لوجستية نهرية.
■ اذكر مثالًا لمشروعات قومية تحدث طفرة فى مصر؟
- الكثير من المشروعات القومية التى يجريها الرئيس هى إضافة وستحدث طفرة حقيقية، ومن بينها مشروع «المثلث الذهبى»، الذى يقع بين محافظتى قنا والبحر الأحمر، رأسه فى قنا وقاعدته فى سفاجا والقصير، ويحتوى هذا المشروع على الكثير من المقومات السياحية، كسياحة الشواطئ البكر الممتدة، والكثير من المواقع الأثرية من العصور الفرعونية والرومانية والعربية.
وبهذا المشروع ستنشأ الكثير من الطرق الفرعية والصحراوية، وخط سكك حديدية من القاهرة إلى أسوان مرورًا بقنا وقفط، وخط سكك حديدية من قنا إلى سفاجا، وخط أنابيب لمياه الشرب ممتد من وادى النيل إلى ساحل البحر الأحمر، وخطوط طاقة كهربائية بالمنطقة، وشبكة هاتفية جيدة، وتغطية جيدة للشبكة اللاسلكية.
وهناك صناعات ستقام بـ«المثلث الذهبى» كمشروع استغلال خام الفوسفات وإقامة مشروعات للأسمدة، ومشروع استخدام المواد الخام لصناعة الأسمنت من الطَفلة والحجر الجيرى، ومركبات الصناعات الجيرية، ومركبات صناعات الجبس، ومصانع الرخام والجرانيت، بما فى ذلك التقطيع والصقل، ومشروع استغلال وتنقية خامات الذهب، ومشروع المعالجة المعدنية لإعداد الخامات المناسبة، وصناعة السيراميك والحراريات، وصناعات الزجاج، وصناعة الصوف الصخرى.
■ هل سيعيد هذا المشروع إحياء التنمية فى الصعيد؟
- يعتبر مشروع المثلث الذهبى طفرة كبيرة لتنمية جنوب الصعيد تعدينيًا وصناعيًا وسياحيًا، حيث إن هذه المنطقة محرومة من التنمية لسنوات طويلة، ما يقضى على الفقر والبطالة وخلق فرص عمل جديدة للشباب فى هذه المناطق، التى تعتبر سلة المعادن فى مصر. وأوضحت دراسة أنه أول مشروع استراتيجى لاستخراج وتصنيع الخامات المعدنية والمحجرية، ويهدف المشروع لإقامة عاصمة صناعية جديدة من خلال إنشاء مركز تعدينى صناعى تجارى وسياحى، ويخدم مصر وإفريقيا فى المنطقة المحصورة بين محافظتى قنا والبحر الأحمر. ويتم من خلاله أيضًا تعظيم دور الثروات التعدينية فى هذه المناطق وتفعيلها لخدمة دور أكبر فى دعم الاقتصاد القومى.