رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حسام العمدة: السيسى رفض استخدام «المسكنات» واعتمد على المصارحة والمكاشفة

حسام العمدة، عضو
حسام العمدة، عضو مجلس النواب

«الإخوان» حاولوا بيع الوطن فى صفقات مشبوهة لصالح قطر وتركيا

مشروع الـ١.٥ مليون فدان يعيدنا لسلة غذاء العالم وتحسن مناخ الاستثمار أعاد الثقة فى الاقتصاد

توقع حسام العمدة، عضو مجلس النواب عن دائرة «سمسطا» بمحافظة بنى سويف، أن تتحول مصر إلى نمر اقتصادى، وأحد أفضل الاقتصادات فى إفريقيا والشرق الأوسط، بحلول ٢٠٢٠، مشيدًا بالقيادة الرشيدة وخطة الإصلاح التى تجريها الدولة المصرية تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى. وقال، فى حواره مع «الدستور»، إن الرئيس السيسى استطاع أن يحقق عبورًا ثانيًا لمصر، فى ظل المخاطر غير المسبوقة التى أحاطت بها فى السنوات الأخيرة، بعدما كسب رهانه على وعى الشعب، وقدرته على الصمود فى وجه أعداء الداخل والخارج، مشيدًا بخطة التنمية الشاملة التى يُجرى تنفيذها حاليًا على أرض الواقع، بعد أن وضعت مصر قدميها على الطريق الصحيح للنهضة والنجاح.
■ بداية.. كيف تقيّم دور البرلمان المصرى فى الوقت الحالى؟
- بصفتى عضوًا فى مجلس النواب، أحب أن أؤكد للشعب المصرى أن المجلس جاء فى توقيت صعب من عمر الدولة المصرية، كانت تواجه فيه عدوانًا كبيرًا من جماعة محظورة وإرهابية، كادت تُغرق سفينة البلاد، لولا أن الله حماها وأنقذها.
هب الابن البار للوطن، الرئيس عبدالفتاح السيسى، للتصدى لهم، ومنذ اللحظة الأولى أقسم على أن يكون فداء لمصر وللمصريين مهما كلفه الأمر.
والبرلمان كان يساند الدولة المصرية فى محاولتها التصدى لأعداء الوطن، فى الداخل والخارج من مروجى الشائعات والأكاذيب، وكان هذا عهدًا أقره كل عضو على نفسه، عند أداء اليمين الدستورية، أثناء قسمه على عضوية المجلس.
والحمدلله بفضل القيادة السياسية الرشيدة، وتماسك مؤسسات الدولة، استطعنا جميعًا حماية مقدرات الشعب المصرى، وعاهدنا الله على الإخلاص لهذا الشعب، وأن نعلى مصالحه، مهما كال لنا الحاقدون الأكاذيب والشائعات، وراهنا مع المجلس على ثقة الشعب المصرى فى قيادته، وفعلًا لم يخذلنا أهلنا وشعبنا، وصمدوا ضد كل الأخطار التى تحيط بالبلاد.
■ كيف تقيّم سياسات الرئيس عبدالفتاح السيسى مع قرب ولايته الأولى؟
- الرئيس السيسى وحده هو من اقتحم الأبواب المغلقة والمسكوت عنه منذ عشرات السنين، رغم أن إهمالها كان خطرًا على الجدارة الائتمانية والاقتصادية للدولة، والسياسات السابقة تسببت فى ارتفاع عجز الموازنة والدين العام، وارتفاع فاتورة الدعم، ووجود ممارسات احتكارية كبيرة، كما شهدنا فى عهد الرئيس المخلوع مبارك.
وعندما تولى السيسى فاجأنا جميعًا بجرأته التى لم نعهدها، وصدقت نيته، ومراهنته على أبناء شعبه، وتحمله الكثير من أجل العبور بسفينة الوطن من أصعب وأخطر مراحلها على الإطلاق، بعد أن حاولت جماعة إرهابية خائنة أن تبيع الوطن والمصريين فى صفقات مشبوهة، لصالح قوى الشر فى تركيا وقطر وأعوانهما، وقاد الدولة المصرية من أجل العبور الثانى، ونجا الوطن من أكبر مؤامرة حيكت ضده.
ورغم الظروف الصعبة، أبى الرئيس السيسى أن يخادع شعبه، أو يعطيه مسكنات بلا جدوى، واختار طريق المصارحة والمكاشفة، أمام الشعب الواعى والنبيل، وكانت القرارات الاقتصادية العاجلة والمرة التى تأثر بها الجميع فى سبيل إنقاذ البلاد.
■ كيف تنظر إلى الوضع الاقتصادى بعد تطبيق قرارات الإصلاح؟
- أريد أن أوضح أننا خلال عامين فقط من تطبيق هذه الإصلاحات وجدنا أنفسنا نستعيد قوتنا الاقتصادية المحلية والإقليمية والدولية، وبدأ تهافت الاستثمارات العالمية علينا فى جميع المجالات، مثل البترول والطاقة والغاز والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والصناعة والزراعة والعقارات والمقاولات، واستعادت مصر جدارتها الائتمانية فى تقارير أكبر المؤسسات المالية والعالمية، وارتفعت المؤشرات الاقتصادية والمالية.
ومن جهتى أتوقع أن تصبح مصر نمرًا اقتصاديًا كبيرًا فى إفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط قبل عام ٢٠٢٠، بفضل صمود هذا الشعب، وحبه للرئيس السيسى.
■ فى رأيك.. ما أهم المجالات التى شهدت تحقيق طفرة فى هذه الفترة القصيرة؟
- قبل أن نتكلم عن الإنجاز والإعجاز، علينا أولًا أن نتحدث عن الكرامة والعزة اللتين تحققتا، وكيف تحولت مقولة: «ارفع راسك فوق.. أنت مصرى» إلى واقع حقيقى، فعندنا رئيس استطاع أن يواجه العالم ويتحداه، وقال: «أنا مش باخاف غير من ربنا».. و«اللى عايز يخرب مصر لازم يخلص منى أنا الأول، لأنى مش هاسمح بكده»، و«أمنك واستقرارك ى ا مصر ثمنه حياتى أنا وحياة الجيش»، و«ماحدش يفكر يدخل معانا فى موضوع أمن مصر ده.. أنا مش سياسى بتاع الكلام.. وإحنا مش بنبى البلد بالكلام، وعشان ترجع بالشكل ده.. ربنا اللى عالم رجعت ازاى».
هذا الرئيس ظل يتعلم لمدة ٥٠ سنة معنى كلمة دولة، لذلك جاء الخير على يديه، وفى عهده افتتحنا أكبر حقل غاز فى المتوسط، وامتلكنا حاملات الطائرات، والرافال، والسوخوى، والميج، وكما جاءت حاملات الطائرات الهليكوبتر ستأتى حاملات الطائرات المقاتلة، وكما حفرنا قناة السويس الجديدة، سنحصد محاصيل القمح من الأراضى المستصلحة فى الصحراء، عبر مشروع المليون ونصف فدان.
■ بذكر مشروع المليون ونصف فدان.. كيف تقيّم هذا المشروع؟
- المقولة القديمة «مصر سلة غذاء العالم» لم تكن مجرد كلام عابر، بل حقيقة، يشجعها الرئيس السيسى، ويسعى وراء استعادتها، فمصر كانت تصدر الغذاء لجميع دول العالم قديمًا، والرئيس يسعى لاستعادة ذلك حديثًا، لهذا قام بطرح مشروع قومى لاستصلاح ١.٥ مليون فدان، لتستعيد مصر مكانتها الزراعية، وتبنى خطة للاكتفاء الذاتى من الحبوب، وعلى رأسها القمح.
وهذا ليس مجرد حلم أو كلام، لكن لو نظرنا لمؤشرات الاستيراد سنجد انحسارًا كبيرًا فى فاتورة شراء القمح خلال العامين الماضيين، رغم أنها كانت تجارة مربحة لعدد من رجال أعمال مبارك، وما حدث من إنجازات على أرض الواقع أدى إلى تحسن كبير فى منظومة رغيف الخبز، التى تمس كل بيت فى مصر، واختفت طوابير العيش والبوتاجاز والتموين، التى استغلتها الجماعة الإرهابية يوما لإذلال الشعب المصرى، وإظهار مصر بصورة دولة تحتاج إلى إعانات خارجية.
■ ما أهم الإنجازات التى تحققت فى القطاع الزراعى من وجهة نظرك؟
- شهد القطاع الزراعى إنجازات غير مسبوقة خلال عام ٢٠١٧، وزادت المساحة المنزرعة بمعدل ٤٠٠ ألف فدان، وتم تسجيل ٣ أصناف جديدة من القطن تصلح للغزل المحلى، كما ارتفع إجمالى الحاصلات الزراعية إلى ٤.٨ مليون طن، بزيادة ٥٠٠ ألف طن عن العام الماضى، وتم فتح أسواق جديدة للصادرات فى دول مثل: جنوب إفريقيا، والصين، وكندا وتنزانيا، وتايوان، بالإضافة إلى بدء تنفيذ مشروع الـ١٠٠ ألف صوبة زراعية، كما قامت وزارة الزراعة بتبنى مبادرة القرية المنتجة، لتوفير فرص عمل للمرأة والشباب، ضمن برنامج الرئيس لدعم المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، مع إعادة إحياء المشروع القومى لتربية عجول البتلو، من أجل توفير اللحوم وتحسين أوضاع الثروة الحيوانية.
وكذلك مبادرة تطوير صناعة التقاوى، وإنتاجها محليًا، لزيادة معدلات الإنتاج، والمساهمة فى تقليل فاتورة الاستيراد، ضمن خطة الحكومة لتوفير العملة الصعبة، وزيادة المعدلات الإنتاجية للمساحات الزراعية، وتكثيف حملات الرقابة على عملية غش المبيدات، لتحسين أوضاع القطاع الزراعى، الذى يعتبر قاطرة حقيقية لدعم الصناعة المصرية.
■ وماذا عن القطاع الصناعى؟
- استطاعت الحكومة فى عهد الرئيس السيسى النهوض بقطاع الصناعة، بعد أن مر بمراحل صعبة، نتيجة الظروف الاقتصادية والسياسية التى مرت بها البلاد بعد يناير ٢٠١١، وكان هذا القطاع من أكثر القطاعات الاقتصادية تأثرًا بالأحداث، واستطاعت الحكومة الحالية تحسين الأوضاع، ومساعدة المصانع على النهوض، من خلال زيادة أعداد المناطق الصناعية، وتسهيل التراخيص، وتوفير التمويل.
وشهدنا مؤخرًا إطلاق خريطة الاستثمار الصناعى فى مصر، التى تضم ٤١٣٦ فرصة استثمارية، فى ٨ قطاعات صناعية متنوعة، لضبط منظومة الصناعة المصرية، وسد الفجوات السوقية، وترشيد الواردات، وزيادة القيمة المضافة للمنتجات المحلية.
■ بصفتك نائبًا برلمانيًا عن دائرة بصعيد مصر.. كيف ترى موقع الصعيد على خطة التنمية الحالية؟
- صعيد مصر عانى كثيرًا من الإهمال فى العقود الماضية، ومع قدوم الرئيس السيسى بدأ وضع خطة شاملة لتطويره والارتقاء به، والاستفادة من طاقاته العاملة، وموارده الطبيعية، وفى هذا الإطار، وجدنا اتجاهًا قويًا من المستثمرين الوطنيين لإنشاء المصانع فى مختلف القطاعات، كما اتجهت الدولة فى خطتها إلى الاستفادة من القطاع الزراعى، وتطوير المنتجات فى الصعيد، وانعكس ذلك على زراعة قصب السكر والبنجر والحبوب، خاصة بعد تدشين مصانع جديدة بالقرب من مناطق الإنتاج، ما ساهم فى تقليل الفاقد، وتكاليف النقل.

هل ترى أن مصر نجحتفى التعافى؟
- مصر لم تكن ولن تكون إلا دولة قوية ومتعافية، فلحمها مر على الخونة والإرهابيين والمتآمرين، وهى دائمًا تؤكد للعالم أن صمت شعبها خلال السنوات الماضية أمام التجاوزات هو عهد قد ولى وانتهى، وشعبها الآن عازم على الحفاظ على سيرة ومجد أجداده، وهو قادر على مواجهة أى صراع فى سبيل بناء مستقبل آمن للأجيال القادمة.