رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

روشتة نجاح مستشفى الصحة النفسية الجديد بمدينة بدر

جريدة الدستور

استشاريون: نعانى نقص أعداد الأسرة والأطباء.. ونقترح تقليص مدد الإقامة للمرضى
أماكن مناسبة للعلاج.. وحدات رعاية للحالات الحادة.. رعاية خاصة للمسنين.. وتعاون مع المجتمع المدنى


منذ أيام، أعلنت وزارة الصحة والسكان، أن الرئيس عبدالفتاح السيسى، وجه بإنشاء مستشفى جديد للصحة النفسية فى القاهرة الكبرى، وتم تخصيص أرض فى مدينة بدر لبناء الصرح الطبى الجديد، الذى يعد امتدادًا لمستشفيى «العباسية» و«الخانكة».
ولكى ينجح المستشفى فلا بد أن يزود بأماكن مناسبة لإقامة المرضى الذين يعانون اضطرابات حادة، بهدف إعادة تأهيلهم للانخراط فى الأنشطة اليومية مرة أخرى والاندماج فى المجتمع، عن طريق مساعدتهم على العمل فى وظائف بدوام جزئى، أو أعمال تطوعية فى المجتمع المدنى، طوال رحلة علاجهم.
كما يجب توفير جهات ووحدات مختلفة لتقديم العلاج والمتابعة للمرضى، مثل الأطباء النفسيين والإخصائيين، وبعض العاملين بمنظمات المجتمع المدنى، بما يسمح بتقديم رعاية شاملة تناسب حالة كل مريض.
ومن المهم أن يشمل المستشفى وحدة رعاية نفسية للحالات الحادة، تهدف لتقديم الرعاية للبالغين الذين يعانون أزمات نفسية حادة، وأعراض التفكير فى القتل وذوى الأفكار الانتحارية، على أن يحصل المريض على رعاية خاصة فى فترة ما بعد التعافى، بما يشمله ذلك من علاج نفسى جماعى، وعلاج ترفيهى لمنع الانتكاس.
بالإضافة إلى وحدة للطب النفسى والشيخوخة تتولى تقديم الرعاية للمسنين الذين يعانون تغيرات نفسية ومزاجية بسبب السن، ويحتاجون إلى العلاج من القلق والاكتئاب، وممارسة الأنشطة الروحانية الداعية إلى الاسترخاء. كما يجب أن يضم المستشفى أيضًا وحدة لعلاج اضطرابات المزاج للبالغين الذين يعانون الأعراض الاكتئابية، أو الاضطراب ثنائى القطب، ما يؤثر بشكل كبير على نوعية حياتهم، ويجعلهم فى حاجة للعلاجات الدوائية والسلوكية، ووحدة لعلاج الأطفال والمراهقين من الاضطرابات ذات الأبعاد النفسية، مثل اضطراب الأكل، والمزاج، والقلق، والتكيف، مع توفير جلسات للعلاج والتواصل مع الآباء لحل المشكلات، بالإضافة إلى مركز تأهيل لمقاومة الألم، يتولى تأهيل المرضى الذين يعانون بسبب المضاعفات الطبية والنفسية للعلاجات طويلة المدى، لمساعدتهم على استعادة قدرتهم على الحياة بصورة طبيعية.
وعن أهمية هذا المشروع الكبير، قالت الدكتورة هبة عيسوى، أستاذة الطب النفسى بجامعة عين شمس، إن إنشاء هذا المستشفى لا يقل فى أهميته عن المشروعات القومية الكبرى، مثل مشروع قناة السويس الجديدة، مشيرة إلى أن قرار التنفيذ كان ينبغى أن يرى النور منذ فترة طويلة، خاصة أن كثيرًا من المستشفيات الحكومية والخاصة، لا تحتوى على عيادات للطب النفسى، ما تسبب فى زيادة العبء على مستشفيى العباسية والخانكة.
وأضافت أن أعداد الأسرة المجهزة فى المستشفيات النفسية تحتاج إلى الزيادة بعدة أضعاف، لاستيعاب الأعداد المتزايدة من المرضى، كما تحتاج هذه المستشفيات إلى زيادة عدد الأطباء ما بين ٥ و٦ أضعاف أعدادهم الحالية، مؤكدة أن المستشفى الجديد لن يكون بديلًا لمستشفى العباسية، لأن مكانته ستظل محفوظة.
ورأى الدكتور جمال فرويز، استشارى الطب النفسى، أن قرار إنشاء مستشفى ضخم للصحة النفسية سيسهم فى تخفيف الضغط على مستشفيى العباسية والخانكة، موضحًا أن هناك ١٧ مستشفى للصحة النفسية فى مصر، وهذا العدد لم يعد كافيًا لاستيعاب أعداد المرضى.
وذكر «فرويز» أن عدد المصابين بالأمراض النفسية فى مصر حاليًا يتخطى حاجز الـ٥ ملايين مريض، وهذه الأعداد فى ازدياد بسبب ارتفاع نسب تعاطى المخدرات، مشيرًا إلى أن المستشفيات تعانى عجزًا كبيرًا فى الأطباء بسبب تفضيل البعض الهجرة إلى الخليج.
وأشاد الدكتور محمد عاطف، استشارى الطب النفسى، باختيار مدينة بدر لاستضافة المستشفى خاصة أن المدن الجديدة تحتاج إلى وجود مثل هذه المستشفيات التى تخدم الأعداد المتزايدة من المواطنين، مشيرًا إلى أن مصر ذات الـ١٠٠ مليون نسمة، تضم مليون مريض بالفصام، لكنها لا تملك الأسرة ولا المستشفيات الكافية لاستضافة هؤلاء وعلاجهم.
واقترح أن يعتمد بروتوكول العلاج الخاص بالمستشفى على فكرة الإقامة قصيرة المدى، بحيث يمكث المريض فى المستشفى قرابة شهر واحد لا أكثر، ويتلقى علاجه وفقًا لمنظومة حديثة، مع إقامة قسم خاص بتأهيل ذوى الإعاقة، وعيادات دائمة، ومراكز وقائية، وأيام مخصصة للمسنين، ومراكز علاجية للإدمان، وأماكن لعقد جلسات العلاج الجماعى.
وعن تأثير الصرح الطبى الجديد على مستشفى العباسية، قال الدكتور سعيد عبدالعظيم، الرئيس السابق لقسم الطب النفسى بمستشفى قصر العينى، إن وجود مستشفى بمدينة بدر لا يعنى الاستغناء عن الصرح الأكبر لعلاج المرضى النفسيين فى مصر المقام فى العباسية.
الأمر نفسه أكدته الدكتورة صافيناز عبدالسلام، استشارى الطب النفسى، بقولها: «أعداد الدكاترة والإخصائيين الاجتماعيين لا تتناسب مطلقًا مع أعداد المرضى، الذين يفوقون أعداد الأطباء بعدة أضعاف، فلدينا مرضى كثيرون دون دكاترة، ونحتاج لزيادة الأطباء فى كل مستشفيات الصحة النفسية بمصر، فضلًا عن زيادة أعداد المستشفيات نفسها، دون الاستغناء عن أى منها».