رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

منها «نفيسة البيضا» و«خسروشاه».. أهم الأسبلة بشارع المعز

صوره ارشيفيه
صوره ارشيفيه

يزخر شارع المعز بالعديد من المعالم الأثرية ذات الواجهات الجذابة التي راعت دقة التصميم وعبقريته، وهناك بوابات وأسبلة ربما يرجع انتشارها بالمعز إلى رسوخ دورها وتكرار كلمة إبن السبيل في القرآن وهو المسافر، لذا كان مألوفًا أن نجد بالمعز اهتمامًا خاصًا بالأسبلة.

تفرد كل سلطان مر على شارع المعز بإضفاء لمسته المعمارية حتى أصبحت الأسبلة من أهم الآثار الحالية وفي السطور القادمة يرصد «الدستور» أهم الأسبلة في شارع المعز.

سبيل «نفيسة البيضا» أو «نفيسة خاتون»

نفيسة البيضا الجارية الشركسية اشتهرت باسم نفيسة البيضا نسبة إلى لون بشرتها، وجمالها الذي أسر علي بك الكبير فتزوجها، وبعد وفاته تزوجها مراد بك، وعاشت معه ما يقرب من 20 عامًا.

يتمثل السبيل في واجهة نصف دائرية، ويطُل على الشارع بثلاثة شبابيك معقودة ومشغولة بزخارف نباتية معدنية، وهو أحد المكونات المعمارية لمجموعة خيرية انشأتها نفسية البيضا، وتتكون من سبيل يعلوه كُتّاب ووكالة تجارية بها محلات كان يعمل بها تُجار من مختلف الأجناس، وكانت تؤجر ويستغل ريعها للصرف على السبيل والكُتّاب، وحمامين يُسْتَغل ريعهما لأوجه الخير، ويعلو الوكالة والحمامين ريع لإسكان فقراء المسلمين بمبالغ زهيدة.

وكان الغرض من السبيل تقديم ماء الشرب للمارة كعمل خيري، ويختلف هذا السبيل في أن صهريجه لا يوجد أسفله وإنما أسفل مبني مجاور، ويعتبر هذا السبيل نموذجًا ممتازًا للطراز المعماري العثماني في أواخر عهده بالقاهرة، أما الكُتّاب الذى كان يعلو السبيل، فكان يمثل مدرسة أولية لأطفال الحي.


سبيل «محمد علي» أو «طوسون باشا» بالعقادين

أنشأه محمد علي باشا على روح ولده طوسون باشا سنة 1226هـ1820م، وهو الإبن الأكبر لمحمد علي باشا وإلي مصر قاد عدة حملات جهة نجد ضد الدولة السعودية الأولى أحد أبناء محمد على باشا أول حاكم لدولة مصر الحديثة.

كان طوسون بن محمد علي باشا من مصابي معركة تُربة في شرق مدينة الطائف وهُزم في المعركة، وتم نقله إلى جدة للعلاج، ومن جدة إلى ميناء القصير المصري جنوب مصر على البحر الأحمر، مات متأثرًا بجراحه من معركة تربة، ولكن والده حاول القفز على الحقيقة، مدعيًا أن طوسون قد مات بالطاعون، حفاظًا على ماء وجهه ووجه الدولة العثمانية من الفضيحة، لأنهم كانوا يقودون العالم في ذلك الزمان.


سبيل وكُتّاب «الشيخ المُطهّر»

مسجد وسبيل وكُتّاب وضريح الشيخ علي المُطهَّر الذي أنشئه الأمير عبد الرحمن كتخدا إهداء إلى روح الشيخ الوالي علي المُطهَّر.

أما وصف السبيل فهناك طريق يؤدى إلى المدخل لدهليز مُتسع في الجهة اليمنى منه يوجد درج مكوّن من قالبتين يؤدى إلى القاعة التي تعلو السبيل والمخصصة لشيخ الجامع وبجانب هذا الدرج وإلى الغرب منه يوجد درج آخر يوصل إلى الكتاب ومن ثم إلى مئذنة الجامع التي تعلوا الواجهة الشرقية.

وبالجانب الشمالي من الدهليز وبعد مبنى السبيل والكتاب توجد مصلى في صدرها محراب بالجهة الشرقية والجانب الجنوبي منها مفتوح كلية على الدهليز يتقدمه عمودان يحملان ثلاثة عقود مستديرة، أما الجانب الشمالي منها فيوصل إلى طرقة بالجهة الغربية منها يوجد باب يؤدى إلى إيوان الصلاة وفي الجهة الشمالية منها توجد دورة المياه.

سبيل وكُتّاب «خسرو شاه»

يقع سبيل وكُتاّب خسرو باشا في شارع المعز لدين الله أمام مجموعة السلطان قلاوون، ويعتبر أقدم الأسبلة العثمانية الباقية بمدينة القاهرة، وبرغم إنشاء هذا السبيل في العصر العثماني إلا إنه يُعد امتدادًا للنموذج المحلي المصري في تخطيط الأسبلة، وهو مستقل وغير ملحق بأبنية أخرى.

يتكون السبيل من حجرة مستطيلة بها شباكان يطل الشباك الأول على شارع المعز في الجهة الجنوبية الغربية، ويطل الآخر على الجهة الشمالية الشرقية حيث الإيوان الشمالي الغربي للمدرسة الصالحية، ويدخل للسبيل من ممر خلف المدرسة الصالحية، وحجرة التسبيل مفروشة من الداخل برخام ملون على هيئة مستطيلات ومربعات ودوائر ومعينات ومثلثات، ويقابل الشباكين من الداخل دخلات رأسية ثلاث في كل جهة كانت الدخلة الوسطى من كل منهما تحوي الشاذروان أو اللوح الرخامي الذي ينساب عليه الماء.

ويوصل للكُتّاب فوق السبيل عن طريق سلم حديدي حديث، وحجرة الكُتاب تأخذ نفس تخطيط حجرة السبيل، وتطل واجهتا الكُتاب على الخارج بعقدين متجاورين يرتكزان على دعامة في الوسط.


سبيل «محمد علي» بالنحاسين

سبيل محمد علي بالنحاسين أو سبيل إسماعيل باشا، أنشأه محمد علي باشا على روح ولده إسماعيل باشا سنة 1244هـ1828-1829م.

وقام بإنشاء هذا السبيل صدقةً على روح ولده إسماعيل باشا والذي توفى في السودان عام 1238 هـ - 1822 م، ونشاهد واجهة السبيل مكسوّة بالرخام المحلى بنقوش وكتابات جميلة، وواجهته مكونة من أربعة أضلاع يغطى كل منها شباك نحاسي مصبوب به رسوم بيضاوية يتخللها توريق، وقد كُسيت هذه الأضلاع بالرخام من أسفلها إلى أعلاها، وحُلّيت خواصر عقود الشبابيك بزخارف مورقة أقرب إلى الزخرف، يعلو كل شباك لوحة مكتوبة بالتركية وتاريخ سنة 1244 هـ، ويعلوها عقد بداخله زخارف يغطى الجميع رفرف خشبي حُلى بزخارف مذهبة، وتتصل به من طرفيه أبنية المدرسة.


سبيل «عبد الرحمن كتخدا»

سبيل وكُتّاب عبد الرحمن كتخدا أحد أهم معالم شارع المعز بالقاهرة القديمة، وهو سبيل وكُتّاب بُني على طراز يمزج بين العمارة العثمانية والمملوكية.

وكان مصمّم المبنى مهندسًا مصريًا رائدًا، اسمه عبد الرحمن كتخدا، وانتشرت الأسبلة والكتاتيب بالقاهرة في تلك الحقبة.

تتكون حجرة السبيل من مساحة مربعة تحوى بكل من أضلاعها الجنوبية الشرقية والجنوبية الغربية والشمالية الغربية ثلاث دخلات بواقع دخلة بكل ضلع معقودة بعقد نصف دائرى، وتحوى كل دخلة شباك للتسبيل من النحاس المسبوك وبأرضية شباك حوض رخامى مستطيل، أما الضلع الشمالي الشرقي فيحوى باب الدخول لحجرة السبيل من الدركاه تجاوره خزانة حائطية يعلوها شباك يشرف على السلم المؤدى إلى الكُتّاب، يغشى جدران السبيل تجميعات رائعة من البلاطات الخزفية العثمانية الطراز وأهم ما يميزها أنها تتضمن لوحة خزفية تمثل الكعبة المشرفة.


سبيل «أغا السلحدار»

مسجد وسبيل وكُتّاب سليمان أغا السلحدار (1255هجرية 1839م)، هو أحد المساجد التي أنُشئت في عصر محمد علي في مصر القديمة، ويقع عند بداية حارة برجوان بشارع أمير الجيوش (المعز لدين الله)، ويطل من ناحية أخرى على امتداد شارع النحاسين من ميدان باب الشعرية.

يتكون السبيل من مستطيل ينقسم إلى مربعين، المربع الغربي يشتمل على حرم المسجد، أى صحنه، وهو عبارة عن صحن تحيط به الأروقة من جهاته الأربع تغطيها قباب صغيرة ضحلة تقوم على عمد رخامية، وقد زخرفت قطب كل قبة بنقوش زيتية متعددة الألوان قوامه رسوم نباتية وهندسية وكتابات قرآنية.

ويُغطي الصحن سقف خشبى فُتح في وسطه فتحة أو "شخشيخة" للتهوية والإضاءة وحماية المسجد من الأمطار إذا سقطت.

أما المربع الشرقي فيحتوى على مكان للصلاة يتكون من بائكتين يشتمل كل منها على عمودين من الرخام تقوم عليهما عقود مستديرة، ويقسم البائكتين مكان الصلاة إلى ثلاثة أروقة موازية لحائط القبلة، ويغطى مكان الصلاة سقف خشبى زُخرف بنقوش زيتية متعددة الألوان، ويتوسط جدار القبلة في مكان الصلاة محراب من الرخام.